الحرب في غزة وأسباب عدم دعم إيران لحماس، والأزمة الاقتصادية والمخاوف من ارتفاع سعر الدولار، وانهيار جديد في العملة الإيرانية، هي المحاور التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 5 ديسمبر (كانون الأول).
صحيفة "هم ميهن" ذكرت 7 أدلة وعوامل أجبرت إيران على عدم التدخل في الحرب ودعم حماس، على الرغم من المناشدات التي أطلقها قيادات الحركة لما يسمى بـ"محور المقاومة"، لكن طهران تجاهلت هذه الدعوات واكتفت بالدعم الإعلامي والسياسي.
صحيفة "أرمان ملي" نقلت كلام المحلل السياسي حسين أنصاري الذي انتقد دور إيران في الأزمة الحالية بين إسرائيل وحماس، وقال إن طهران كان بإمكانها أن تلعب دورا أكبر وأكثر فاعلية في استعادة السلام والاستقرار في المنطقة، لو أنها تبنت سياسة مسالمة مع العالم وفي علاقتها مع الشرق والغرب.
كما لفتت صحيفة "جهان صنعت" إلى الآثار الاقتصادية لحرب غزة على دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ونقلت تحذير صندوق النقد الدولي من مخاطر اتساع الحرب لتشمل مناطق أخرى، مؤكدة أن لهيب هذه الحرب سيصيب الجميع في العالم، ما يفرض على كل الدول أن تساهم في إيجاد حلول سريعة لإنهاء الأزمة الحالية.
على الصعيد الداخلي تطرقت صحيفة "اعتماد" إلى تراجع الوضع المعيشي للمواطن في إيران، حيث بات الإيرانيون يستميتون من أجل الحصول على لقمة العيش، وكتبت في تقريرها الذي عنونته بـ"من أجل لقمة خبز"، إن توفير الخبز أصبح الشغل الشاغل للعديد من الأسر الإيرانية.
الصحف الموالية للنظام ركزت على قضايا أخرى مثل زيارة الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، إلى طهران ولقائه بالمرشد علي خامنئي ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي.
بعض الصحف مثل "جام جم" نقلت كلام خامنئي خلال لقائه كانيل، والذي أشار إلى أن مثل هذه الزيارات والتحركات هي دليل على إمكانية تشكيل "تحالف دولي أمام الغطرسة الأميركية والغربية في العالم"، وعنونت الصحيفة مانشيتها بالقول: "تحالف ضد المتغطرسين في العالم".
من الملفات الأخرى التي لا تزال تناقش في الصحف الإيرانية منذ أيام هي "فضيحة الشاي" بعد كشف حالات فساد تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار.
الصحف الموالية أشادت بالحكومة كونها هي من كشفت الفضيحة واعتبرتها إنجازا، بينما الصحف الإصلاحية والمعارضة أدانت الحكومة واعتبرتها ضمن "الفاسدين" المتورطين في هذه الفضيحة وغيرها من الفضائح.
النائب في البرلمان السابق حشمت فلاحت بيشه انتقد صمت البرلمان والجهات المعنية تجاه هذه الفضيحة الكبيرة، في الوقت الذي تعاني البلاد من المشكلات الاقتصادية الكبيرة، وقال إن التواطؤ بين البرلمان والحكومة دفع بمؤسسة البرلمان في أن تلتزم الصمت وتتخلى عن دورها الرقابي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": أسباب عدم تدخل إيران في حرب غزة
ذكرت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية 7 أسباب لعدم تدخل إيران في الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل، من أهمهما "عجز إيران عن تجيش القوات وتعبئتها" كما حدث أثناء الحرب مع العراق، وذلك نظرا للتغيرات الفكرية والأيدولوجية التي طرأت على كثير من الشباب الإيرانيين.
وأما السبب الثاني، حسب الصحيفة، يعود لوجود خلافات بين التيار المعتدل والتيار الأصولي، حيث يعارض الأول أي شكل من أشكال التدخل في الحرب، ويؤكد أن التدخل يعني بالضرورة "مواجهة قاتلة" مع الولايات المتحدة الأميركية.
كما لفتت الصحيفة إلى عدم دعم أي من الدول الكبرى مثل روسيا والصين لحماس، وبالتالي في حال قررت إيران مساندة الحركة ستجد نفسها في عزلة دولية جديدة وهي التي تحاول تخفيف عزلتها الحالية.
كما ذكرت الصحيفة أن هناك توجها جديدا لدى المرشد الإيراني وهو أنه أصبح أكثر حذرا وقلقا من تبعات الحرب مع أميركا، لا سيما بعد مقتل قاسم سليماني في غارة جوية أميركية، وهذا التوجه الجديد نسبيا جعل قرارات إيران أكثر واقعية وجنبتها المواجهة المباشرة مع أميركا وإسرائيل.
"ستاره صبح": لا نفع لعلاقات إيران الاقتصادية مع الصين
قالت صحيفة "ستاره صبح" إن إيران لم تنتفع شيئا من اتفاقية التعاون مع الصين، كون السلطة الإيرانية ليس لديها خطط بعيدة المدى للتعامل مع بكين، وإنما تنظر إلى العلاقة مع الصين من الجانب السياسي أو المصالح الاقتصادية العابرة والمؤقتة.
كما لفتت إلى الممرات البرية بين دول شرق أسيا والعالم، وقالت على الرغم من إمكانية الاستفادة من هذه الممرات إلا أن إيران لم تنتفع شيئا و"لا تزال تعمل كمتفرج أمام خريطة العالم التجارية".
وأكدت أن طهران لم تفعل أيا من خططها الإجرائية والاقتصادية الكبرى مع الصين وتتوجه نحوها كلما دعت الحاجة والظرف الزمني المؤقت دون أن تكون هناك خطة تنموية بعيدة المدى.
"عصر إيرانيان": العلاقة مع طهران وبكين وطيدة ولا إمكانية لتخريبها
في المقابل اعتبر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، فدا حسين ملكي، أن العلاقة بين إيران والصين تسير قدما نحو الأفضل، وأن مساعي تخريب هذه العلاقة باءت بالفشل، مضيفا: "سياسة "إيران فوبيا" لم تحق نتائجها في تخريب علاقات طهران مع الدول الأخرى وخاصة الصين".
وقال البرلماني، في مقال نشرته صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية، إن زيارة وفد رفيع المستوى من الصين إلى إيران له أهمية كبيرة، كما أن وثيقة التعاون الشامل والاستراتيجي بين البلدين حظيت بالكثير من الاهتمام في وسائل الإعلام العالمية، وأثارت اهتمام رؤساء العالم، وشجعت مختلف الدول لاتخاذ خطوات لتعزيز العلاقات مع طهران.
وتابع الكاتب: "إيران والصين تسيران وفق مسار استراتيجي مشترك للتعاون في المجالين السياسي والاقتصادي، كما اتخذ البلدان خطوات حازمة لرفع مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية، وساعدت بكين طهران في الانضمام لمنظمتي شنغهاي وبريكس".
ولفت البرلماني الإيراني إلى أن لجنتي الصداقة البرلمانية بين البلدين يمكن أن تكون الأساس لتنفيذ أحكام الوثيقة الشاملة للتعاون المشترك، وفي هذا الصدد، كما سيعمل البرلمان بكل طاقاته لمتابعة تنفيذ الاتفاقيات في هذه الوثيقة الاستراتيجية.