لا تزال أصداء الهجوم الإسرائيلي على إيران كبيرة في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 28 أكتوبر (تشرين الأول)، إذ أبرزت الصحف الموالية للتيار الأصولي تصريحات المسؤولين والسياسيين الذين يؤكدون بأن طهران سوف ترد على هجوم إسرائيل، الذي خلف أضرارا وخسائر متعددة.
لكن تصريحات المسؤولين- كما نقلتها الصحف- لم تكن على مستوى واحد من الشدة والحزم، حيث يؤكد الأصوليون والمتشددون- الذين يسيطرون على البرلمان ومؤسسة التلفزيون- بأن الرد الإيراني سيكون "حازما" و"فوريا".
صحيفة "إسكناس" نقلت تصريح رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، الذي قال إن "رد طهران على الهجوم الإسرائيلي مؤكد"، أما صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، فكتبت في صفحتها الأولى: "رد إيران على الهجوم الإسرائيلي حاسم.. ولا يصدق.. ومؤلم".
في المقابل أبرزت الصحف الإصلاحية الداعية إلى خفض التصعيد تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان، الذي اكتفى بالقول إن طهران سترد "بشكل ذكي" و"مدروس" على هجوم إسرائيل، دون أن يحدد موعدا لذلك الرد.
صحيفة "اعتماد" رأت أنه من المحتمل أن تتخلى إيران عن الرد على إسرائيل، شريطة أن تقدم تل أبيب تنازلات في ملفي غزة ولبنان، معتقدة أن أولوية طهران الآن هو التوصل لوقف إطلاق النار وليس التصعيد مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
في شأن غير بعيد دعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، القضاء في إيران إلى محاكمة من أسمتهم "المرجفين"، حيث "نشط هؤلاء الأفراد ببث الدعاية الإعلامية للعدو الإسرائيلي والتهويل وبث الرعب والخوف في المجتمع الإيراني"، حسب الصحيفة.
الصحيفة قصدت بـ"المرجفين" الصحافيين والإعلاميين الذين ينشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، ويتحدثون عن القضايا التي تهم الشارع الإيراني هذه الأيام، وتحديدا قضية الصراع مع إسرائيل والضربات المتبادلة بين طهران وتل أبيب.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان ملي": ضعف الرواية الإسرائيلية حول تعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية
استبعدت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية صحة الرواية الإسرائيلية حول الأضرار الكبيرة بمنظومات الدفاع الإيرانية، وقالت: لو كانت إسرائيل صادقة وأنها عطلت الرادارات ومنظومات الدفاع الجوي الإيراني لما كان منطقيا أن تكتفي بقصف ومهاجمة 20 هدفا فقط، واستمرت في هجماتها على الأهداف الأخرى، بما فيها المواقع والمنشآت النووية.
الصحيفة أشارت إلى أن إسرائيل قد سربت المعلومات حول المواقع المستهدفة، مؤكدة أن الهجوم الناجح هو الذي لا يتم الإعلان عن تفاصيله مسبقا، بحيث يستعد الطرف الآخر ويترصد الهجوم.
كما بينت الصحيفة أن تل أبيب لم تصدر أي تعليمات للجبهة الداخلية بعد الهجوم على إيران، ما يعني أنها واثقة بأنه لن يكون هناك هجوم فوري من قبل طهران، نظرا لمحدودية الضربات الإسرائيلية.
الصحيفة خلصت إلى أنه وبغض النظر عن الأضرار والنتائج التي حققها الهجوم الإسرائيلي على إيران، إلا أنه من الواضح أن الهجوم لم يكن بالمستوى الذي كانت تصرح به القيادة السياسية الإسرائيلية، لهذا توقعت الصحيفة أن تقوم إسرائيل بهجمات وأعمال أخرى قد تكون غير مباشرة لسد هذا الخلل، وتحسين الصورة بعد الهجوم الضعيف على إيران.
"كيهان": رد إيران يجب أن يكون حاسما ولا يصدق
دعت صحيفة "كيهان" الأصولية والمتشددة صناع القرار في إيران إلى "رد حاسم ومؤلم ولا يصدق" على إسرائيل، بعد هجومها يوم السبت الماضي على إيران. وهاجمت من يدعون إلى التريث وعدم الاستعجال.
وقالت الصحيفة: في الوقت الذي أكد المسؤولون في إيران قبل وبعد الهجوم الإسرائيلي بأن الرد على أي هجمات إسرائيلية سيكون مؤكدا وحتميا، نجد بعض الصحف ووسائل الإعلام المتظاهرة بدعم الحكومة الإصلاحية يدعون إلى عدم الرد والتقليل من أهمية الضربات الإسرائيلية، متهمة هؤلاء بأنهم داعمون لإسرائيل، وإن تظاهروا بدعم حكومة بزشكيان.
الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس مسعود بزشكيان نفسه أكد قبل الهجوم الإسرائيلي بأن إيران سترد بشكل قوي وكبير إذا ما هاجمتها إسرائيل، وبالتالي فلا معنى بأن يتم التراجع عن هذه التصريحات والتهديدات السابقة.
"ستاره صبح": أميركا حالت دون استهداف إسرائيل للمواقع النووية الإيرانية
قال المحلل السياسي فتح الله أمي لصحيفة "ستاره صبح" إن الولايات المتحدة الأميركية هي من منعت إسرائيل من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، لأنها تدرك بأن اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل واستهداف المنشآت النووية والنفطية قد يؤدي إلى أزمة طاقة على الصعيد الدولي.
أما الدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد فقال إن عاملين وراء هذه الرغبة والإصرار من قبل الولايات المتحدة الأميركية بالحد من نطاق الهجمات الإسرائيلية؛ العامل الأول يعود للانتخابات الأميركية المرتقبة حيث لا تريد واشنطن تصعيدا كبيرا في هذا الوقت الحساس.
أما العامل الثاني يعود لأن أي هجوم إسرائيلي كبير على إيران سيترتب عليه رد إيراني، ما يعني أننا سندخل في حالة الرد والرد المتقابل، وهو ما سيجعل الولايات المتحدة الأميركية غير قادرة على منع هذه الردود من الانفلات، واحتمالية اندلاع حرب شاملة وواسعة.