في محاولة للتهرب من المسؤولية؛ أبرزت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الأربعاء 23 أكتوبر (تشرين الأول)، تصريحات المتحدث باسم حزب الله محمد عفيف بتبني مسؤولية الهجوم على مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما بدا أنه جاء بعد ضغط إيراني على الحزب لإعلان مسؤوليته.
وكان المبعوث الإيراني لدى الأمم المتحدة قد أعلن قبل أيام أن حزب الله هو المسؤول عن الهجوم، وأن طهران لا دور لها فيه، وذلك قبل أن يعلن حزب الله مسؤوليته ووقوفه وراء الهجوم.
صحيفة "جوان" عنونت في صفحتها الأولى: "حزب الله يتبنى رسميا مسؤولية الهجوم على منزل نتنياهو"، كما أبرزت صحيفة "كيهان" هذا الاعتراف من حزب الله، وكتبت: "محمد عفيف: الهجوم على بيت نتنياهو كان عملنا".
زيارة الرئيس الإيراني إلى روسيا للمشاركة في اجتماع مجموعة "بريكس" كان أيضا من العناوين البارزة في الصحف الصادرة اليوم.
كما تناولت بعض الصحف تقديم حكومة بزشكيان ميزانية العام الإيراني المقبل إلى البرلمان، والحديث عن خطط الحكومة لمواجهة الأزمات الاقتصادية في العام المقبل.
صحيفة "كاروكاركر" العمالية أشارت إلى تصريحات الرئيس بزشكيان حول "سعر الوقود المنخفض" في إيران وذلك خلال حضوره في البرلمان، وعنونت في القول: "ملامح رفع أسعار الوقود من داخل البرلمان".
من القضايا الأخرى التي تناولتها الصحف، لا سيما الإصلاحية منها، تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان حول قضية الإنترنت والحجب المفروض على المواقع والتطبيقات العالمية، حيث وعد بزشكيان مرة أخرى بإنهاء الحجب والسماح للإيرانيين بأن يصلوا إلى المواقع والتطبيقات العالمية دون قيود أو عراقيل.
صحيفة "آرمان أمروز" عنونت في مانشيتها بالقول: "انتهاء الحجب"، فيما كتبت "آرمان ملي": "الحجب سيتم إنهاؤه"، معتبرة أن تصريحات بزشكيان الجديدة تؤكد عزم حكومته معالجة هذه المشكلة المزعجة.
هذا الاحتفاء يأتي في وقت تعارض فيه الصحف الأصولية- مثل "كيهان"- أي تحرك نحو إنهاء الحجب المفروض على المواقع والتطبيقات، زاعمة أن "رفع الحجب يتعارض مع مصالح الأمن القومي الإيراني"، في خطوة اعتبرها الكثيرون محاولة من الصحيفة وتيارها تخويف وتهويل الموضوع لعرقلة أي مساع تبذل في هذا الصدد.
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"ستاره صبح": سياسات إيران غير الواقعية دفعت جيرانها ودول العالم بعدم الاحتفاظ بعلاقات ودية معها
في مقالها الافتتاحي قالت صحيفة "ستاره صبح" إن رفع الراية البيضاء خير من الراية الحمراء، وهاجمت دعاة الحرب والتخريب والدمار، واتهمتهم بأن كثيرا منهم مندسون ومتكبرون، ويفكرون بافتعال الحروب بدل التنمية وتحسين الوضع الاقتصادي.
كاتب الصحيفة محمد علي موهبتي قال إن هؤلاء المتطرفين ودعاة الحرب قد غرسوا نبتة الحرب منذ سنوات، متسائلا كم عدد الدول العربية والإسلامية التي تحتفظ بعلاقات ودية مع إيران؟ وأضاف إن نهج هؤلاء الأفراد والمسؤولين في الداخل الإيراني سبب وراء هذه العلاقات المتكدرة بين إيران وجيرانها شرقا وغربا.
ورأى الكاتب أنه في ظل هذه العلاقات المتكدرة يلزم السلطة في إيران إجراء تغييرات جذرية في سياساتها الخارجية غير الواقعية، معتقدا أن طهران ليست مستعدة لحرب غير متكافئة يدعو لها دعاة الحرب في الداخل، واصفا الحرب التي ستجري بأنها "مدمرة" و"غير متكافئة"، وأن الشعب الإيراني لا يريدها.
"اعتماد": حكومة بزشكيان هي الفرصة والمحطة الأخيرة للنظام
اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مجيد رضائيان، في مقاله بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية، أن حكومة بزشكيان الحالية هي "آخر فرصة" و"آخر محطة" للنظام لكي يستغلها لإجراء التغيير المطلوب في إيران.
وكتب رضائيان في هذا السياق: "ماجاء بحكومة بزشكيان هو مصالحة 50 في المائة من الشعب مع السلطة وصناديق الاقتراع، وبقاء 50 في المائة منهم على موقفهم السابق والمستاء من أداء السلطات في السنوات الماضية".
وأضاف: "هذا يظهر أنه لم يعد أمامنا فرصة للاختبار والخطأ، وأعتقد أن هذه الحكومة هي الفرصة الأخيرة والمحطة النهائية لنا".
الكاتب أكد على أهمية أن تتحلى الحكومة الحالية بالجرأة والإرادة الكافية للقيام بالتغيير، قائلا: "يجب تغيير القوانين الكبرى في إيران، وحتى لو تطلب الأمر تغيير الدستور فيجب القيام بذلك.
الحكومة لا تستطيع أن تبقى مكتوفة الأيدي وتدعي في الوقت نفسه بأنها تسعى للتغيير، لا يمكن ادعاء التغيير والاستمرار في الوقت نفسه بإجراء السياسات السابقة".
"كيهان": الهجوم على مجموعة من رجال الدين في قم بسبب "دعمهم لإسرائيل"
هاجم حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، مجموعة من أساتذة ومدرسي الحوزات العلمية في قم أو ما يعرفون بـ"مجمع مدرسي وباحثي حوزة قم العلمية"، حيث ظهرت هذه المجموعة مؤخرا لتكون تشكلا موازيا لـ"جمعية مدرسي الحوزة العلمية في قم" المقربة من النظام.
الكاتب شريعتمداري قال إن هذه المجموعة الجديدة ظهرت في خضم أحداث لبنان وغزة، وأصدرت بيانا في الأيام الأخيرة اعترفت فيه بإسرائيل، متهما هذه المجموعة بأنها "تتقمص ثوب الإسلام لكنها تدعم إسرائيل"، حسب تعبيره.
وهدد الكاتب المجموعة بالمحاسبة والعقاب ما لم تتراجع عن البيان، وقال: "من الممكن أن يكون هناك أطراف استغلت جهل هؤلاء الأفراد وقلة خبرتهم، وأصدروا بيانا باسمهم. إذا كان الأمر كذلك فيجب عليهم المسارعة في إصدار بيان للبراءة من البيان السابق، ليغسلوا عنهم عار حماية ودعم إسرائيل".