في خضم الانشغال العالمي والإقليمي بالأحداث في غزة ولبنان والتوتر في الشرق الأوسط، أقدمت إيران على إعدام جمشيد شارمهد، أحد المعارضين السياسيين البارزين الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والألمانية، ما فجر معركة دبلوماسية بين طهران وبرلين.
الخارجية الألمانية قالت إنها استدعت القائم بأعمال السفارة الإيرانية لديها، كما دعت سفيرها لدى طهران للتشاور، عقب إعدام شارمهد بعد سنوات من حبسه واعتقاله.
في المقابل ردت إيران باستدعاء السفير الألماني في طهران، منتقدة احتجاج الحكومة الألمانية وموقفها من إعدام مواطنها شارمهد، الذي وصفه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأنه "إرهابي" وأن "الجنسية الألمانية لم تجلب له الحصانة".
الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 30 أكتوبر (تشرين الأول)، تناولت هذا الموضوع بجانب قضايا وملفات أخرى.
صحيفة جوان"، المقربة من الحرس الثوري، وصفت أوروبا بـ"المنافقة" وألمانيا بـ"المجرمة"، مستندة إلى تصريحات عراقجي التي اتهم فيها الدول الأوروبية بـ"النفاق" كونها تهتم بشخص واحد يُعدم في إيران، وتتغاضى عن مقتل عشرات الآلاف من الأبرياء في غزة ولبنان.
من الملفات الأخرى التي تناولتها معظم الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء هو تعيين حزب الله نعيم قاسم أمينا عاما جديدا له بعد مقتل حسن نصر الله، وخليفته المحتمل هاشم صفي الدين.
صحيفة "آكاه" نشرت صورة كبيرة لنعيم قاسم، وكتبت: "صالح بعد صالح"، معتقدة أن نعيم قاسم سيستطيع إدارة الحزب بالشكل المطلوب رغم ما تعرض له من ضربات واستهداف غير مسبوق من قبل إسرائيل، أما صحيفة "إيران" فاعتبرت تعين نعيم قاسم "دليلا على استحكام وقوة حزب الله".
في شأن آخر نقلت صحيفة "سازندكي" تصريحات علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، حول العلاقة مع الغرب وتأكيده في مقابلة مع جريدة "فاينانشيال تايمز" أن "طهران منفتحة للتعاون مع القوى الغربية، وتعمل على إعادة تقييم سياستها الخارجية لإقامة علاقات أفضل مع القوى الدولية".
والآن يمكن قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"جمهوري إسلامي": يجب قمع من يحملون السلاح في محافظة بلوشستان السنية
دعا الكاتب والمحلل غلام رضا بني أسدي، في مقال له بصحيفة "جمهوري إسلامي"، النظام الإيراني إلى الضرب بيد من حديد على "من يحملون السلاح ضد قوات الأمن في محافظة بلوشستان السنية" بعد تزايد الهجمات على قوات الأمن والشرطة في المحافظة، وسقوط الكثير من العناصر العسكرية الإيرانية في الأسابيع والأشهر الأخيرة.
وجاء في مقال الكاتب أن على السلطة أن تسمع أصوات جميع الإيرانيين بشكل عادل ومتساو، بغض النظر عن مذهبهم أو عرقهم، فالإيرانيون يجب أن يكونوا سواسيه أمام القانون.
وأضاف الكاتب: "مع ذلك يجب أن يُعمل السلاح في وجه الأشخاص أو المجموعات العرقية عندما تحمل السلاح، فمن يحمل السلاح لا يفهم إلا لغة السلاح. ولا فرق في ذلك بين هذه المحافظة أو تلك أو هؤلاء القوم أو غيرهم".
الكاتب أشار إلى أحداث بلوشستان الأخيرة، ومقتل 10 عناصر من الشرطة بهجوم مسلحين، وقال إن "هذه الأحداث تأخذ منحى تصاعديا ينم عن خطر محدق، وأن هناك أشياء تجري خلف الكواليس، وإذا تراكمت هذه الأحداث فيمكن أن تخلق مشكلات كبيرة، ويجب تدارك الأمر ومعالجته".
"كيهان": أميركا وإسرائيل تضغطان من أجل انضمام إيران إلى "FATF"
صحيفة "كيهان"، القريبة من المشد الإيراني، عارضت انضمام إيران إلى مجموعة العامل المالي "FATF"، مؤكدة أن هذا الإجراء يعتبر في صالح إسرائيل، كونه يوفر معلومات عن كيفية دعم إيران لحزب الله والتواصل معه.
وأكدت الصحيفة أنه خلافا لدعاوي أنصار الحكومة والقول بأن الانضمام إلى هذه المنظمة سيساهم في رفع العقوبات وإبطال مفعولها على إيران، فإن الانضمام لن يكون عاملا في سبيل ذلك، إذ إن تجربة حكومة روحاني أبطلت مثل هذا الاعتقاد، فتلك الحكومة قد وافقت على 39 بندا من مجموع 41 بندا، إلا أن العقوبات بقيت على حالها ولم ترفع.
كما قالت "كيهان" إن موافقة حكومة روحاني على تلك البنود لم تجلب شيئا سوى أنها كشفت عن طرق الالتفاف على العقوبات، وساعدت الولايات المتحدة الأميركية على فرض رقابة على البنوك الإيرانية، وضاعفت مشكلات التبادل المصرفي، وعقدت العقوبات على إيران، حسب قراءة الصحيفة.
وزعمت الصحيفة أن أميركا وإسرائيل تحاولان بعد فشل مواجهة حزب الله بريا، الوصول إلى المعلومات اللازمة حول الحزب من خلال انضمام إيران إلى "FATF" وتسهيل معرفة قنوات الاتصال بالحزب.
"آرمان أمروز": لهذه الأسباب إسرائيل تحاول مهاجمة إيران من جديد
أشار الكاتب والمحلل السياسي الإيراني عبد الرضا فرجي راد، في مقال بصحيفة "آرمان أمروز"، إلى احتمالية أن تقوم إسرائيل بشن هجوم جديد على إيران في الأيام القليلة القادمة، كون الهجوم السابق لم يشمل الرد على مهاجمة مقر إقامة نتنياهو بطائرة مسيرة، وفقا لما يتم تداوله في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
الكاتب ذكر عدة أسباب وراء احتمال وجود نية إسرائيلية لمهاجمة إيران مرة أخرى؛ الأول كون الهجوم السابق لم يكن بالمستوى المطلوب، ولم يقنع المسؤولين المتشددين في حكومة نتنياهو، ما أجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي على المصادقة على هجوم ثان بحجة الرد على استهداف مقر إقامته.
العامل الثاني وراء هذا العزم لدى إسرائيل- حسب الكاتب- هو جعل الأسواق الإيرانية تعيش في حالة من الضغط والاضطراب لفترة أطول وبشكل مستمر، فمنذ هجوم طهران في الأول من أكتوبر، وتهديد إسرائيل بشن هجمات على إيران، انهارت العملة الإيرانية بشكل غير مسبوق، وارتفعت معدلات التضخم إلى أرقام قياسية، ويحاول الإسرائيليون من خلال التخطيط لهجوم جديد أن يبقوا على هذه الحالة من الاضطراب، التي خلقت مشاعر استياء وعدم رضا شعبي كبير في الشارع الإيراني.
كما ذكر أن المصادقة على خطة هجوم آخر قد يكون سببه تصريحات المسؤولين الإيرانيين بالرد على إسرائيل، ما أغضبها وجعلها تقرر مهاجمة إيران من جديد.
أما العامل الآخر وراء هذه النية الإسرائيلية- حسب الكاتب الدبلوماسي السابق- فهو معرفة إسرائيل بحجم الأضرار التي لحقت بمنظومة الدفاع الإيرانية خلال الهجوم السابق، ما دفعها للتفكير باستغلال هذا الضعف لدى إيران ومهاجمتها مجددا.