مع اقتراب العام الدراسي الجديد، يزداد قلق السلطات الإيرانية من احتمالية اندلاع احتجاجات شعبية على غرار ما حدث العام الماضي، وهو ما دفع بالمسؤولين في إيران إلى استباق الأحداث واتخاذ إجراءات وقائية.
وقد تمثلت هذه الإجراءات في فصل أساتذة جامعيين داعمين للاحتجاجات وكذلك استدعاء عشرات الطلاب الناشطين في احتجاجات العام الماضي لترهيبهم وتخويفهم من المشاركة في المظاهرات المحتملة.
صحيفة "ستاره صبح" علقت على هذه الموجة الجديدة من عزل الأساتذة، ونقلت كلام النائب في البرلمان الإيراني السابق محمود صادقي الذي أكد أن أساتذة الجامعات يتعرضون لمضايقات مستمرة هذه الأيام. كما قال صادقي إن السلطات أمرت الجامعات بأن تعاقب الأساتذة المنتقدين للسلطات أو الذين يوقعون على البيانات التي تصدر من قبل المتظاهرين أو النشطاء السياسيين.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، رحبت بفصل الأساتذة، إلا أنها رأت أن هذه الإجراءات جاءت متأخرة وطالبت السلطات بإظهار مزيد من الصرامة تجاه هؤلاء الأساتذة. كما رحبت "كيهان" بقرار استبدال الأساتذة المنتقدين بأساتذة "موالين" للنظام في عدد من الجامعات مثل جامعة شريف الصناعية.
وفي موضوع منفصل، نقلت صحيفة "آرمان امروز" ما نشرته وسائل الإعلام المقربة من الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، حيث ادعت هذه المنابر الإعلامية أن هناك محاولة اغتيال للرئيس أحمدي نجاد، حيث بعث مكتب أحمدي نجاد رسالة إلى الجهات الأمنية يؤكد فيها وجود مخططات اغتيال، وطالب باتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للحفاظ على سلامته وصحته.
وفي شأن آخر، تطرقت بعض الصحف إلى تطورات الملف النووي، حيث نقلت صحيفة "تجارت" الاقتصادية كلام رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، الذي قال إنه سيعقد في المستقبل القريب لقاء مع مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لمناقشة القضايا الخلافية بين الجانبين.
صحيفة "أبرار" قالت إن مساعد غروسي سيزور إيران في الأيام القادمة ربما للتمهيد لزيارة غروسي مع المسؤولين الإيرانيين. فيما قالت "خراسان" الأصولية إن الخلافات بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تقلصت من 4 مواقع نووية إلى موقعين اثنين فقط، وعنونت في المانشيت "إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.. خطوتان إلى الاتفاق".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": ترحيب بفصل أساتذة الجامعات الداعمين للاحتجاجات
أعرب حسين شريعتمداري، مدير تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، عن ابتهاجه الشديد إزاء موجة فصل الأساتذة من الجامعات مع اقتراب العام الدراسي الجديد وتخوف النظام من اندلاع احتجاجات شعبية في الذكرى السنوية لاحتجاجات العام الماضي التي من المحتمل أن يشارك فيها طلبة الجامعات والأكاديميون من أساتذة وباحثين.
شريعتمداري وصف هؤلاء الأساتذة بأنهم قد شاركوا العام الماضي في "الجرائم" التي ارتكبها المتظاهرون، وأن قرار فصلهم وطردهم من الجامعات هو أقل عقوبة يمكن أن تصدر بحق هؤلاء الأفراد.
كما انتقد الكاتب ما سماه "مجاملة" مسؤولي الجامعات وعدم صراحتهم في قرار فصل هؤلاء الأساتذة، حيث كان المسؤولون يكتفون بالقول إن عقود هؤلاء الأساتذة قد انتهت، أو يقدمون أسبابا وتبريرات أخرى لوقف عملهم دون أن يذكروا الأسباب الحقيقية وراء فصلهم، موضحا أنه كان الأحرى بالمسؤولين أن يعلنوا صراحة أنه تم فصل هؤلاء الأساتذة بسبب موقفهم الداعم للاحتجاجات التي يعتبرها النظام بطبيعة الحال "أعمال شغب" أدارتها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإسرائيل.
"اعتماد": موجة فصل أساتذة الجامعات ستنتقل إلى الطلاب
أما صحيفة "اعتماد" الإصلاحية فحذرت من تبعات فصل الأساتذة المستقلين من الجامعات، وقالت إن التيار المتشدد بين الأصوليين أو ما يعرف في إيران بـ"جبهة بايداري" بعد أن تغلغلوا في مناصب الحكومة واستولوا على وزارات ومناصب حساسة، وجهوا مساعيهم الآن للتغلغل في الجامعات بعد موجة عزل الأساتذة المنتقدين والداعمين للاحتجاجات الشعبية.
الصحيفة شبهت ما يجري في إيران اليوم بما جرى في بداية الثورة والذي عرف لدى النظام آنذاك بـ"الثورة الثقافية"، حيث قام نظام الجمهورية الإسلامية حديث التأسيس بتصفية الجامعات من الأساتذة المستقلين واستبدالهم بأساتذة موالين للنظام الجديد، وقالت الصحيفة إنه يجب على السلطات الحاكمة اليوم أن تظهر مزيدا من الشفافية في هذا الملف.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن هذه الموجة من التصفيات وعزل الأساتذة لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستسري على الطلاب والطالبات كذلك في المستقبل القريب، حيث سيتم اعتماد آلية أكثر صرامة في دخول الطلاب إلى الجامعات وهو ما يجعل الدراسة الجامعية في إيران تكاد تكون بالتعيين وليس بجهد الطلاب ومثابرتهم.
"مردم سالاري": تحديات أمام إيران بعد الانضمام إلى "بريكس" و"شنغهاي"
سلطت صحيفة "مردم سالاري" الضوء على موضوع انضمام إيران إلى مجموعة "بريكس" وقبلها منظمة "شنغهاي" للتعاون الاقتصادي، وتساءلت كيف لواشنطن التي تعد خصما لإيران أن ترحب بانضمام طهران إلى هذه المنظمات؟ ولماذا استغرق انضمام إيران كل هذه السنوات رغم وجود روسيا والصين اللتين يفترض أن يكونا حليفتين وصديقتين لطهران.
الصحيفة ذكرت أن ما جعل واشنطن تشعر بالارتياح لهذا الانضمام هو الشروط والمواثيق التي يجب على الدول الأعضاء في مثل هذه المنظمات أن تلتزم بها، فبموجب منظمة "شنغهاي" مثلا يجب على الدول الأعضاء أن لا تكون تحت طائلة العقوبات الأممية، لهذا طال انضمام إيران إلى هذه المنظمات كل هذه السنين بسبب وجود العقوبات المفروضة ضد إيران، ويتوجب على الدول الأعضاء في هذه المنظمات أن تعمل ما بوسعها للتخلص من العقوبات لكي يبدأ التعاون الاقتصادي فيما بينها.
كما قالت الصحيفة إن منظمة "شنغهاي" للتعاون الاقتصادي لديها أكثر من 10 اتفاقيات وتفاهمات مع الأمم المتحدة في مجال مكافحة غسيل الأموال ودعم الإرهاب، مما يعني أن على إيران تغيير سياساتها، بحيث تكسب رضا الغرب ويتم بمرور الوقت رفع العقوبات عنها لكي تصبح دولة عضوة بشكل عملي، وإلا فإن مساعيها ستذهب أدراج الرياح ولن تجني فائدة حقيقية من وراء ذلك، حسبما جاء في الصحيفة الإيرانية.