الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة وإطلاق سراح طهران لـ5 سجناء أميركيين هو الموضوع الرئيسي الذي تناولته الصحف الصادرة اليوم السبت وسط تفاؤل بما قد يؤدي إليه هذا الاتفاق من نتائج قد تتوسع لتشمل الاتفاق النووي وقضايا خلافية أخرى.
الصحف المقربة من النظام مثل "كيهان" اعتبرت هذا الأمر إنجازا عظيما وعنونت في مانشيت اليوم:"الإفراج عن 6 مليارات دولار من أموال إيران دون اتفاق نووي أو انضمام إلى FATF"، في عناد وإصرار من الصحيفة على تجاهل أهمية الاتفاق النووي وموضوع مجموعة "فاتف" الدولية ورأت أن طهران قادرة على معالجة مشاكلها الاقتصادية دون حل مشكلة الاتفاق النووي والخلاف مع الغرب حول هذا الملف الشائك.
الصحيفة تجاهلت أنه وبدون انضمام طهران إلى مجموعة "فاتف" لا يمكن لها الحصول على أموالها بشكل مباشر الأمر الذي أجبرها على قبول عملية الحصول على أموالها عبر دولة ثالثة وتخصص الأموال إلى أغراض إنسانية حصرا خوفا من انفاقها على دعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
الصحف الأخرى مثل "توسعه إيراني" رأت الصفقة "فارغة" وبلا عائد لإيران لأنها مجرد اتفاق على نقل أموال إيران المجمدة من كورويا الجنوبية إلى دولة أخرى هي قطر وأن موضوع التجميد سيستمر عليها ومن الصعب لطهران استخدام هذه الأموال والوصول إليها.
صحيفة "آرمان ملي" ذكرت أن الاتفاق لم يصل بعد إلى صيغته النهائية نظرا إلى بقاء السجناء لدى إيران وعدم تمكين طهران من أموالها لدى قطر، موضحة أن الإبهام والغموض لا يزال يسود هذه القضية وانتقدت عدم وجود شفافية لدى النظام الإيراني حول طبيعة الاتفاق بشكل كامل وما تضمنته من امتيازات لطهران وللولايات المتحدة الأميركية.
في موضوع اقتصادي قالت صحيفة "اقتصاد بويا" إن "50 في المائة من الإيرانيين يعيشون تحت خط الفقر المدقع" أي إنهم لا يحصلون على أساسيات الحياة، موضحة أن هذه الزيادة في أعداد الفقراء تتزامن مع ارتفاع ملحوظ في نسب التضخم ما يعني أننا سنشهد في الفترة القادمة دخول أفواج جديدة من المواطنين إلى دائرة الفقر والفقراء.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"شرق": إيران كانت مضطرة لقبول اتفاق تبادل السجناء مع واشنطن
رأت صحيفة "شرق" الإصلاحية أن الاتفاق بين طهران وواشنطن هو "اتفاق المضطر"؛ إذ إن الحكومة الإيرانية ركنت إلى هذا الاتفاق في خضم أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية تعصف بالبلاد، كما أن البلاد تترقب انتخابات برلمانية.
وأضافت الصحيفة أن الحكومة الإيرانية أدركت أنه ومن أجل العبور من هذه الأزمات فإنها بحاجة إلى اتفاق من هذا النوع لكي توهم المواطنين بالإنجازات وتحقيق مكاسب عملية.
كما لفتت الصحيفة إلى حاجة إدارة بايدن إلى مثل هذه الاتفاقيات وقالت إن إدارة بايدن تريد استغلال اتفاق إطلاق سراح سجنائها لدى إيران لاستثمارها في الانتخابات المقبلة.
"جهان صنعت": لا عائد حقيقيا لإيران من وراء اتفاق السجناء الأميركيين
تساءلت صحيفة "جهان صنعت" عن السبب الذي جعل الأموال المحجوزة لدى كوريا الجنوبية تتحول من 7 آلاف دولار إلى 6 آلاف دولار وقالت ما مصير المليار الآخر ولماذا تم السكوت عن هذه القضية؟ كما تساءلت عن السبب الذي جعل هذا الاتفاق يحدث الآن وليس قبل عامين كما كان يتم الحديث عنه.
ونوهت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تسيطر على عائدات إيران من النفط وتتعامل بها حسب رغبتها وإرادتها. وقالت: "واشنطن هي من يقرر ما إذا كانت هذه الأموال تصل إلى إيران أم لا؟ وهي الآن رأت أن تحول الأموال من كوريا الجنوبية إلى قطر دون أن يدخل فلس واحد في الأسواق الإيرانية الظامئة للعملة الصعبة".
وكتبت الصحيفة: "قد يكون الأمر مدعاة للفخر للحكومة ومسؤوليها وقد يعتبرون أن هذا الاتفاق "فتح الفتوح" لكن بالنسبة لمعظم الإيرانيين فإن الأمر يدعو للأسف والحزن، إذ يلاحظ كيف يتم التلاعب بثروات إيران وخيراتها ونقل أموالها من بلد لآخر".
"هم ميهن": 6 مليارات دولار لا تغني ولا تسمن من جوع في الاقتصاد الإيراني الظامئ للاستثمارات
قالت صحيفة "هم ميهن" إن إيران أضاعت الفرصة التي كانت أمامها للتوصل إلى هذا الاتفاق، إذ إنه كان متاحا لطهران القبول بهذا الاتفاق في عهد حكومة روحاني، لكن تعنت البرلمان آنذاك ووضع العراقيل أمام الخارجية الإيرانية بقيادة محمد جواد ظريف حال دون التوصل إلى هذا الاتفاق.
وذكرت الصحيفة أن هذا الأمر يؤكد عجز صناع القرار في إيران عن فهم طبيعة العلاقات الدولية وكيفية حل المشاكل على المستوى الدولي، مشيرة إلى تصريحات وزير النفط التي قال فيها إن البلاد في حاجة إلى الاستثمار في قطاع النفط فقط بـ240 مليار دولار وبالتالي فإن 6 مليارات دولار لا تغني ولا تسمن من جوع.
"سازندكي": المظاهرات سببها اليأس من صناديق الاقتراع
نقلت صحيفة "سازندكي" تصريحات نجل الرئيس الأسبق، محسن هاشمي رفسنجاني، حول أسباب عزوف الإيرانيين عن الانتخابات وعلاقة ذلك بالمظاهرات الشعبية، حيث ذكر هاشمي رفسنجاني أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والرقابية في إيران توصلت إلى نتيجة مفادها أن السبب الرئيسي في اندلاع الاحتجاجات وازدحام الشوارع بالمحتجين والمتظاهرين هو العزوف عن المشاركة في الانتخابات.
وأضاف رفسنجاني: "كلما كان المواطنون يائسين من صناديق الاقتراع كانت الشوارع غاصة بالمتظاهرين".