"عادت شرطة الأخلاق".. بهذا العنوان وما شابه تطرقت الصحف الإيرانية، لاسيما الإصلاحية منها، إلى الإعلان الرسمي عن عودة "شرطة الأخلاق" بعد 10 أشهر من تعليق عملها على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني علي يد عناصرها في طهران العام الماضي، بعد أن وجهت لها تهمة "ارتداء الحجاب السيئ".
ونقلت صحيفة "سازندكي" هذا الخبر في صفحتها الأولى، وأشارت إلى تصريح المتحدث باسم الشرطة الإيرانية الذي قال إن سيارات شرطة الأخلاق عاودت عملها السابق لمواجهة ظاهرة خلع الحجاب في الأماكن العامة.
ونقلت الصحيفة عن المحامي الحقوقي صالح نيكبخت قوله إن عودة عمل شرطة الأخلاق يؤكد أن النظام لم يتعلم الدرس من أحداث العام الماضي، ومن المتوقع أن نشهد تكرار حادثة مهسا أميني، مؤكدا أن الحجاب لا يمكن إجبار الناس عليه وأن هذه الأساليب لا بد وأن تعيد تجربة العام الماضي.
صحيفة "شرق" هي الأخرى انتقدت هذا الإجراء وقالت إنه يؤكد تجاهل الحكومة لمطالب الشارع. أما صحيفة "فرهیختكان" وهي صحيفة أصولية فقد علقت كذلك على الموضوع وانتقدت إجراءات الحكومة معربة عن قلقها من أن تودي هذه الإجراءات إلى الإضرار بالأمن والاستقرار في إيران، وتساءلت بالقول: "لماذا تحول الحكومة الظواهر والأحداث الاجتماعية إلى قضايا أمنية؟".
وكانت صحيفة "همشهري" هي الصحيفة الوحيدة ربما التي دافعت عن هذا الإجراء وزعمت أنه يأتي "تلبية لمطالب أكثرية الشعب الإيراني الذي يدعو النظام إلى مواجهة مظاهر خلع الحجاب".
ومن الموضوعات الأخرى التي حظيت كذلك باهتمام الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين، ردود الفعل على الموقف الروسي من قضية الجزر الثلاث، حيث أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي"، و"مردم سالاري" إلى البيان الذي أصدره عدد من الدبلوماسيين الإيرانيين السابقين والذين طالبوا النظام بإظهار موقف أقوى من روسيا التي "تجاهلت مصالح إيران وحقوقها" عبر دعمها لموقف الدول الخليجية من قضية الجزر الثلاث.
كما قالت "همدلي" إن مواقف إيران المنحازة إلى الشرق (روسيا والصين) كلفت البلاد كثيرا من الخسائر والأضرار ودعت النظام إلى إعادة النظر في هذه السياسات الخارجية، فيما ذكّرت صحيفة "أبرار" النظام بمبدأ "لا شرقية ولا غربية" الذي كان النظام يرفعه بعد انتصار "ثورة عام 1979" وقالت "لعلنا لا ننسى مبدأ لا شرقية ولا غربية في علاقاتنا الخارجية".
كما أجرت صحيفة "آرمان ملي" مقابلة مع المحلل السياسي حسن بهشتي بور الذي قال للصحيفة إن روسيا قد تعودت على طعن إيران من الخلف، مشددا على ضرورة أن لا تتجاوز إيران هذا الموقف بسهولة، وقال إن روسيا اتخذت هذا الموقف خدمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": عودة "شرطة الأخلاق" تجاهل لمطالب الشعب
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، قال المحلل السياسي محمد صادق جوادي حصار، تعليقا على عودة "شرطة الأخلاق" إلى العمل، بعد تعليقها على خلفية مظاهرات مهسا أميني، إن هذه العودة تعني أن مؤسسات القرار في إيران تتجاهل تبعات مثل هذه القرارات وهي تتخذ إجراءات بضغط من أطراف متشددة.
الكاتبة آذر منصوري بدورها انتقدت هذه الخطوة وأكدت وجود شرخ متزايد بين الشعب والنظام منذ حادثة مهسا أميني، وكتبت: "لا بد وأن يكون هناك عدد آخر من النساء ينتهي بهن المطاف كما انتهى بالشابة مهسا أميني حتى يقتنع أنصار الحجاب الإجباري بأن الإصرار على هذا الموضوع سيأتي بنتائج عكسية".
فيما رأت الباحثة الاجتماعية فاطمة راكعي أن إعادة "شرطة الأخلاق" إلى عملها يهدف إلى افتعال الأزمات وحرف الأنظار عن الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تمر بها البلاد.
"توسعه إيراني": النظام السياسي خاضع لإرادة المتطرفين
صحيفة "توسعه إيراني" أيضا تطرقت إلى الموضوع، وقالت إن المتطرفين أصبحوا يسيطرون على إيران بالكامل، وأكدت أن عودة "شرطة الاخلاق" دليل على عدم تراجع النظام عن موضوع الحجاب الإجباري، مضيفة: "البعض أيضا يعتقد أن النظام مسيطر عليه من قبل المتطرفين السالكين مسلك حركة طالبان والذين يمسكون بزمام السلطة في إيران بشكل غير رسمي".
وقال الكاتب السياسي أحمد زيد آبادي للصحيفة إن النظام يبدو أنه قد خضع لرغبة المتطرفين وهو يتخذ قرارا خاطئا سيصل إلى الطريق المسدود.
ونصح الكاتب النظام بالقول: "إذا كنتم عازمين على المضي في هذا الطريق فضاعفوا عدد السجون آلاف المرات! إن إجبار النساء على ارتداء الحجاب الإجباري مهما كانت التكاليف، يحتاج إلى أن يقيم النظام المشانق في كل الشوارع والأزقة".
"هم ميهن": روسيا تخدع إيران باستمرار والمسؤولون الإيرانيون أصبحوا تابعين لقرارات موسكو
سلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء على التعاون العسكري المتزايد بين إيران وروسيا، وقالت إن روسيا وبسبب ظروفها التي تمر بها تحتاج إلى من يقف بجانبها، لهذا فهي تغري إيران بالوعود الاقتصادية والعسكرية، لكن لن تنفذ أيا من هذه الوعود وهي بذلك تخدع إيران وتغرر بها لتوريطها في أزمتها السياسية والعسكرية مع الغرب.
وقالت الصحيفة إن النظام الإيراني أصبح تابعا لروسيا وهو يقدم الامتياز بعد الامتياز دون أن يجني شيئا من هذا الدعم.
كما لفتت الصحيفة إلى وعود روسيا لإيران بتسليمها طائرات سوخوي العسكرية، وقالت إن هذه الوعود تأتي لمجرد الضغط على الغرب، مؤكدة أن موسكو لن تسلم أيا من هذه الطائرات لطهران لأنها تحتفظ بعلاقات متينة مع تل أبيب.