تعددت الموضوعات والملفات التي تناولتها الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الثلاثاء 6 يونيو (حزيران)، بعد أيام من العطلة بسبب ذكرى رحيل المرشد السابق للنظام الإيراني روح الله الخميني، وذكرى تظاهرات 5 يونيو 1963 في إيران، التي تعد الشرارة الأولى للأحداث التي انتهت بثورة عام 1979 .
وعادت الصحف لتسلط الضوء على ملفات عدة، أهمها مصير الاتفاق النووي بعد أسابيع من الهدوء السياسي المشوب بحالة من الغموض وعدم الوضوح.
صحيفة "أرمان أمروز" لفتت إلى الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتصريحات التي أدلى بها مدير الوكالة رافائيل غروسي، حيث أكد توصل الوكالة إلى تفاهم مع إيران، وتقديم الأخيرة إيضاحات حول سبب وجود آثار اليورانيوم في بعض المواقع المشبوهة، ورأت الصحيفة أن هذه التفاهمات تسهل عملية العودة إلى الاتفاق النووي وإحيائه، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الوكالة الدولية تقصّر طريق الوصول إلى اتفاق".
أما صحيفة "أرمان ملي" فتساءلت بالقول:" هل هناك انفراجة قادمة؟"، ونوهت إلى وجود بوادر وإشارات إيجابية على قرب التوصل إلى اتفاق بين إيران والغرب.
في شأن آخر علقت بعض الصحف مثل "مردم سالاري" على تصريحات وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، التي انتقد فيها النهج الحالي للحكم في إيران، قائلا: "إن المنظومة السياسية الإيرانية لم تحدد أهدافها وفقا للإمكانات والقدرات، وإنما صاغت الأهداف وفقا للأماني"، وأشار إلى الآثار التي باتت ملموسة جراء هذه السياسة الخاطئة في الصعيد الداخلي والخارجي لإيران.
وحمّل ظريف جزءا من مسؤولية الوضع الراهن في البلاد على الشعب الذي "اختار بوعي أو بغير وعي الذين كانوا يعملون وفقا لأمانيهم وإن كانت ضارة. وفي المقابل وصف الشعب من سعوا لتقليل هذه الخسائر والأضرار بالمطبعين والخونة".
في موضوع منفصل انتقدت الصحف قرار الحكومة تقديم ساعات العمل من الثامنة صباحا إلى السادسة صباحا لتوفير الطاقة الكهربائية في المؤسسات الحكومية، وسط مخاوف رسمية من مواجهة البلاد لأزمة في الطاقة هذا الصيف.
قرار الحكومة يأتي بعد قرار سابق للبرلمان قضى بالإبقاء على الساعة في إيران دون تغيير هذه السنة خلافا للسنوات الماضية، حيث كانت الحكومة تقوم خلال العام الواحد بتحريك الساعة مرتين تقديما وتأخيرا.
صحيفة "أرمان ملي" تساءلت بنكهة ساخرة: "السادسة صباحا.. أليس مبكرا؟"، وقالت إن الحكومة تريد توفير الطاقة من جيب المواطنين، وأشارت إلى التحديات والمشاكل التي ستترتب على هذا القرار.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أرمان ملي": تطورات الملف النووي وتحديات قائمة
رأى الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، عبد الرضا فرجي راد، في مقاله بصحيفة "أرمان ملي" أن كلا من طهران وواشنطن ترغبان في التوصل إلى اتفاق حول الملف النووي، موضحا أن إيران وبسبب مشكلاتها الداخلية الناجمة عن العقوبات تبحث عن حلول وعلاج من خلال التوصل إلى اتفاق، فيما تسعى الولايات المتحدة الأميركية التوصل إلى اتفاق سواء كان طويل الأمد أو مؤقتا، وسواء كان ضمن الاتفاق النووي السابق أو اتفاقا جديدا وذلك لاستثماره في الانتخابات المقبلة، حسب رأي الكاتب.
كما نوه الكاتب إلى لقاء بين روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران، وسعيد إيرواني، السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، واعتبر ذلك نوعا من "التفاوض المباشر" بين البلدين، وهو موقف كثيرا ما رفضت إيران قبوله والانصياع له رغم مطالبة كثير من المحللين والشخصيات السياسية في الداخل الإيراني الذين اعتبروا أن خوض المفاوضات المباشرة مع واشنطن هو الطريق الوحيد لحسم الخلافات حول البرنامج النووي.
وأشار فرجي راد إلى بعض التحديات التي تواجه عملية إحياء الاتفاق النووي، منها موقف إيران حول خفض نسبة التخصيب، وقال: يبقى السؤال المطروح هو "هل تقبل إيران بخفض نسبة التخصيب من 60 في المائة إلى 67. 3 في المائة كما ينص عليه الاتفاق النووي؟".
"كيهان": ظريف وحكومة روحاني عملوا على إرضاء الغرب ولم يحققوا أي إنجاز
هاجمت صحيفة "كيهان" المتشددة وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، بعد انتقاده للسياسات التي يسير عليها النظام الإيراني ودفاعه عن الاتفاق النووي الذي ترتب عليه رفع العقوبات عن إيران وعودة طهران إلى الأسواق العالمية، وقالت الصحيفة إن ظريف يدافع عن الاتفاق النووي كما دافع عن معاهدة "تركمنجاي" القديمة والتي أبرمتها الحكومة الإيرانية في عهد القاجاريين مع روسيا وترتب عليها اقتطاع أراض إيرانية كثيرة إلى روسيا.
الصحيفة زعمت أن ظريف وحكومة روحاني بشكل عام عملوا طوال السنوات الثمانية التي تولوا فيها حكم إيران من أجل إرضاء الغرب وكسب وده، موضحة أنهم سلموا السلطة إلى الحكومة الجديدة دون أن يحققوا أي إنجاز للبلاد.
وهاجمت الصحيفة ظريف الذي اعتبر أن الساسة في إيران يعملون وفقا للأماني والأحلام وليس انطلاقا من الحقائق والقدرات الحقيقية للبلاد، وكتبت: "إذا كنا نعمل وفقا للأماني فكيف حصلنا كل هذه الإنجازات على صعيد الصناعات الدفاعية والنووية والتكنولوجية والصحية والزراعية والقوة الدولية والإقليمية؟"، حسب الصحيفة.
"اعتماد": الجميع يدرك أن النهج الحالي للحكم في إيران يؤدي إلى الفشل ولا يعالج مشكلات البلاد
أما الباحث والناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، فكتب في مقاله بصحيفة "اعتماد" إن هناك الكثير من القضايا التي يمكن الانطلاق منها لنقد النهج الحالي في الحكم في إيران، مشيرا إلى "التدخل المتكرر والرقابة الزائدة التي تفرضها بعض المؤسسات على البلد"، و"الطريقة الصدامية التي ترفض الحوار" مع الآخر.
ولفت إلى الآثار السلبية التي تتركها هذه السياسات على القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية وعلاقات إيران الخارجية.
وأضاف عبدي: "هذه ليست طريقة للحكم. إنكم بذلك تستهلكون طاقات البلد من خلال مواجهتكم للمجتمع، سيأتي يوم أنتم أنفسكم أيضا تصابون بالتعب والملل من هذه السياسات".
وذكر عبدي أن الغريب في الحالة الإيرانية أن الجميع يدرك أن السياسات المعتمدة في الوقت الراهن لا تعالج مشكلة ولا تسد خللا، وهي تؤدي إلى نشر الفساد والمحسوبية والفشل.