رحبت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 1 يونيو (حزيران)، بالاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية حول جزيئات اليورانيوم الموجودة في موقع "فيردو" بنسبة تخصيب 83.7%، وآثار اليورانيوم من أصل بشري بموقع "مريوان" في آباده، شمالي محافظة فارس.
الصحف ربطت هذه التطورات بالتحركات الدبلوماسية الأخيرة وزيارة سلطان عمان إلى طهران، وتوقعت أن تشهد العلاقة بين إيران والولايات المتحدة في الأيام القادمة تطورات إيجابية قد تفضي إلى إحياء الاتفاق النووي.
صحيفة "خراسان" الأصولية تساءلت في مانشيت اليوم وكتبت بخط عريض: "هل الاتفاق النووي في طريقه إلى الإحياء؟"، وقالت إن زيارة سلطان عمان وتصريحات المبعوث الأميركي الخاص للشؤون الإيرانية، روبرت مالي، والاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتصريحات رافائيل غروسي الإيجابية، وكذلك الزيارة السرية التي قام بها مسؤول أميركي إلى مسقط كلها تنبئ باحتمالية إحياء الاتفاق النووي في الأيام القادمة.
كما أعربت صحيفة "اعتماد" عن أملها أن تؤدي هذه التطورات إلى حلول حقيقية لمشاكل طهران وخلافاتها مع الولايات المتحدة الأميركية وعنونت في صفحتها الأولى: "إيران والوكالة.. خطوتان إلى الأمام"، وأشارت إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه حول جزيئات اليورانيوم الموجودة في موقع "فيردو" بنسبة تخصيب 83.7%، وآثار اليورانيوم من أصل بشري بموقع "مريوان" في آباده، شمالي محافظة فارس.
في شأن منفصل حذرت صحيفة "مردم سالاري" من التحركات العسكرية الأخيرة لحركة طالبان في المناطق الحدودية مع إيران في أعقاب "المشادات الكلامية" بين مسؤولي إيران وطالبان، وأشارت إلى التقارير التي تفيد بتحرك قافلة من دبابات طالبان من مدينة "هرات" إلى "إسلام قلعة" على الحدود الأفغانية الإيرانية.
وبحسب هذه التقارير، فقد تمركزت قوات طالبان في هذه المنطقة "بمعدات عسكرية ثقيلة"، وقالت الصحيفة إنه ينبغي أخذ هذه التحركات بعين الاعتبار والتعامل معها بشكل جدي.
أما صحيفة "روزكار" فعنونت بـ"الخيارات أمام طالبان وإيران"، وذكرت أن مسؤولي طالبان يستمرون في نهج الحكومة الأفغانية السابقة، عبر الادعاء بأن جفاف نهر "هلمند" هو العامل الرئيسي وراء عدم حصول إيران على حصتها من المياه، و"هي محاولة للتهرب من المسؤولية الدولية والقانونية" التي تقع على الحركة التي تسيطر على أفغانستان منذ عام 2021.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أرمان ملي": إيران غيرت من مواقفها خلال الفترة الأخيرة
أشار الكاتب والمحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقاله بصحيفة "أرمان ملي" إلى الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول جزيئات اليورانيوم في أحد المواقع النووية، واعتبر ذلك إشارة إلى إمكانية التوصل إلى نتيجة إيجابية لإحياء الاتفاق النووي، لافتا إلى التطورات الدولية والإقليمية الأخيرة، وقال إن طهران يبدو أنها قد غيرت من رؤيتها للأحداث الدولية "كي لا تبقى متخلفة عن الركب"، حسب تعبيره.
ونوه الكاتب إلى النبرة الهادئة التي بات يعتمدها المسؤولون الإيرانيون، وحديثهم عن ضرورة "إظهار المرونة" وتبني الدبلوماسية، متوقعا أن تشهد الفترة القريبة القادمة تطورات إيجابية على صعيد الإفراج عن الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية والعراق، وحل باقي القضايا الخلافية مع الوكالة الدولية للطاقة، وهي أمور تقود في نهاية المطاف إلى التمهيد لإحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات.
الكاتب لفت كذلك إلى رغبة إيران في التوصل إلى تفاهمات وحلول مع دول الجوار لتستطيع- وبعد إحياء الاتفاق النووي- العمل على حل مشاكلها الاقتصادية، وهي خطوة حسنة وقرار صائب اعتمدته السلطة في إيران، كما يقول الكاتب.
"مردم سالاري": طالبان "بلاء" حل بإيران ويجب تجنب حربها والصداقة معها
قالت صحيفة "مردم سالاري" إن تصرفات طالبان الأخيرة، والاشتباكات مع قوات حرس الحدود الإيرانية، والتصريحات المستفزة لقياديين في الحركة، وتجاهل مطالب إيران من حصة مياه نهر "هلمند"، والحديث عن نقل معدات عسكرية للحدود مع إيران كلها تطورات "مقلقة" ويجب على طهران أن تنظر بعين الاعتبار لهذه التحركات.
وأوضحت الصحيفة أن الحركة قد لا تستطيع تحقيق مكاسب من حربها مع إيران، لكن طالبان ليس لديها ما تخسره، وهي بإمكانها أن تستنفد طاقات البلاد وإمكانياتها إذا ما قررت خوض صراع عسكري مع طهران.
وانتقدت "مردم سالاري" تساهل الموقف الحكومي الإيراني تجاه هذه التطورات، وقالت إن التلفزيون الإيراني لم يعط الموضوع حقه من الاهتمام والتركيز، لافتة إلى تصريح أدلى به قائد في الحرس الثوري وعضو في البرلمان حيث وصف الاشتباكات مع طالبان بـ"الخلاف العائلي"، وهو ما أثار ردود فعل كثيرة ضده.
الصحيفة نقلت كلام الناشط السياسي، أحمد زيد آبادي، الذي وصف حركة طالبان بـ"البلاء" الذي حل بإيران، وقال إن أفضل طريقة للتعامل مع هذا "البلاء" هو تجنبه والابتعاد عنه قدر المستطاع، وإن التعامل معه ينبغي أن يكون مقصورا على الضرورة.
وأضاف الكاتب أن بناء علاقات ودية مع الحركة يعد تأييدا لـ"ظلم طالبان" و"اضطهادها للشعب الأفغاني"، كما أن الحرب معها يهدد الأمن القومي الإيراني.
"جمله": ازدواجية المسؤولين في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
في موضوع منفصل آخر تطرقت صحيفة "جمله" إلى استمرار حجب أبرز التطبيقات العالمية مثل "واتساب" و"إنستغرام" و"تويتر" و"فيسبوك" وتشديد الخناق على الإنترنت، لا سيما منذ اندلاع الاحتجاجات الشعبية والواسعة التي انفجرت بعد حادثة مقتل مهسا أميني.
الصحيفة أشارت إلى زيادة التكاليف على الإيرانيين جراء استخدامهم لبرامج لتخطي الحجب، كما أعربت عن استغرابها من استمرار هذا الحجب على الرغم من انحسار الاحتجاجات كما يدعي المسؤولون.
وانتقدت الصحيفة بشدة الازدواجية التي يتعامل بها المسؤولون، حيث يحرمون الإيرانيين من وسائل التواصل الاجتماعي وفي الوقت نفسه ينشطون هم بقوة في هذه التطبيقات ويغردون وينشرون بشكل يومي.
وأشارت الصحيفة إلى قيام الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بتوثيق حسابه في "إنستغرام" الذي يتهمه النظام بأداء دور سلبي في الاحتجاجات التي وصفها بأنها "أعمال شغب كانت وسائل التواصل الاجتماعي العامل الرئيسي في افتعالها".