الجدل السياسي حول الاستفتاء الشعبي، والارتفاع الكبير في الأسعار، هما الموضوعان الرئيسيان بشكل ملحوظ في صحف إيران الصادرة اليوم الخميس 20 أبريل (نيسان).
الموضوع الأول يبدو أنه قد حسم مؤقتا لصالح المتشددين بعد موقف المرشد الإيراني، علي خامنئي، الصريح والرافض لإجراء هذا الاستفتاء، ما أجبر الكثير عن التوقف عن طرحه مؤقتا، رغم أن بعض الباحثين والأستاذة الجامعيين انتقدوا بشكل ضمني موقف المرشد الرافض للاستفتاء.
صحيفة "كيهان"، المتشددة والمقربة من خامنئي، حذرت اليوم الخميس من أي قبول لهذه الدعوات، لأنها "عبارة عن أدوات يستخدمها أعداء إيران لإضعاف النظام"، وقالت إن "المظاهرات والمسيرات المؤيدة للنظام هي خير دليل على وجود شعبية للنظام بين المواطنين".
صحيفة "اعتماد" انتقدت الهجوم العنيف من قبل أنصار النظام ضد الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني بعد طرحه لموضوع الاستفتاء، وأكدت الصحيفة أن هذه الهجمات هي محاولة للتغطية على فشلهم، والهروب من الموضوع الذي أصبح قضية عامة يناقشها الجميع.
اقتصاديا لفتت صحيفة "سازندكي" إلى ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج، وأن الأسعار الجديدة "غير المسبوقة" جعلت المواطنين يعجزون عن أكل اللحوم بعد أن استحال عليهم شراؤها. الصحيفة انتقدت مواقف الحكومة غير الواضحة تجاه ارتفاع الأسعار، واكتفائها بالوعود التي لن توقف المد المستمر في ارتفاع أسعار اللحوم والمواد الغذائية عموما.
أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فعنونت في صفحتها الأولى بأن "حكومة رئيسي هي أضعف الحكومات الإيرانية وأكثرها فشلا" منذ انتصار الثورة عام 1979.
في شأن آخر حذرت صحيفة "اعتماد" من اللعبة الخطيرة التي تقوم بها الحكومة عبر قيامها بجمع بطاقات بيع الوقود من محطات الوقود، ما ينذر باحتمالية أن تكون هذه الخطوة مقدمة لرفع أسعار الوقود في قادم الأيام، وقالت الصحيفة إن الإشاعات تنتشر كالنار في الهشيم حول هذا الموضوع، وإذا حاولت الحكومة نفي هذه الأخبار والإشاعات فإن ذلك لن يجدي نفعا، ويحتم عليها العدول عن هذه القضايا، فالبلاد أحوج ما تكون إلى فترة هدوء واستقرار.
صحيفة "أرمان ملي" اعتبرت هذه الخطوة بأنها "خطة سرية للحكومة" لرفع أسعار البنزين، وهي حالة شبيه بما تم سابقا عندما استغلت الحكومة فرض العقوبات على إيران، وتراجع العملة الإيرانية مقابل الدولار واستخدمت ذلك ذريعة لرفع الأسعار، ويبدو أن الحكومة الحالية تريد أن تعيد التجربة السابقة وتقوم برفع الأسعار مرة أخرى، حسب قراءة الصحيفة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"سازندكي": طوابير شراء الدجاج تجاوزت طوابير الانتخابات
علقت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية على موضوع ارتفاع أسعار اللحوم والدجاج، وهو موضوع سبق أن أُغلقت الصحيفة بسببه بعد إجرائها لمقابلة مع أحد بائعي اللحوم تحدث فيه عن تراجع القدرة الشرائية للمواطنين في ظل ارتفاع الأسعار، وكيف أنه فقد زبائنه بمرور الوقت.
في تغطيتها اليوم نشرت الصحيفة صورة كبيرة لدجاجة بعنوان "عصيان الدجاج"، في إشارة إلى عدم اكتراث أسعار الدجاج بحديث المسؤولين ووعودهم بعد أن تجاوز سعر كيلو الدجاج الواحد أكثر من 100 ألف تومان في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد.
كما لفتت الصحيفة إلى انتقادات بعض النواب والبرلمانيين لهذا الوضع وسخرية أحد النواب من الارتفاع الكبير في الأسعار، وتسابق المواطنين لشراء ما تيسر من الدجاج قبل ارتفاع أسعاره من جديد، حيث قال البرلماني جلال محمود زاده إن طوابير شراء الدجاج باتت أطول من طوابير الانتخابات، في إشارة إلى عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات التي يجريها النظام.
"كيهان": المطالبة بالاستفتاء "دعوة الأعداء" والمظاهرات المؤيدة للنظام "استفتاء عليه"
أيدت صحيفة "كيهان" كلام المرشد خامنئي قبل يوم حول الاستفتاء الشعبي العام، ورفضه للموضوع جملة وتفصيلا، بحجة أن عامة الناس لا تملك القدرة على تحليل القضايا، وبالتالي ليس من الصحيح الاعتماد على آرائهم في القضايا المهمة.
وقالت "كيهان" في تقريرها اليوم إن الدعوة إلى الاستفتاء هي دعاية إعلامية لأعداء إيران، في الوقت الذي يعد نظام الجمهورية الإسلامية هو النظام الوحيد الذي تأسس بعد ثورة واستفتاء شعبي صوت فيه أكثر 98 بالمائة لصالح النظام الحالي، حسب الصحيفة.
وختمت الصحيفة أنه لا داعي للاستفتاء، منتقدة دعوات الشخصيات السياسية البارزة أمثال الرئيس السابق حسن الروحاني الذي دعا بشكل صريح إلى إجراء استفتاء لإخراج البلاد من أزمتها الراهنة، وقالت إن "الاستفتاء الحقيقي هو ما نشاهده في المظاهرات (المناصرة للنظام) والتي تخرج كل فترة " لتثبت ولاء الشعب للنظام والدولة".
"شرق": ضرورة التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي لإيران بعد الاتفاق مع المملكة العربية السعودية
وصف البرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، الاتفاق الأخير الذي أبرمه النظام الإيراني مع المملكة العربية السعودية بأنه خطوة إيجابية وضرورية كان الأولى القيام بها سابقا لإخراج إيران من عزلتها.
لكن الكاتب استدرك وقال إنه من الضروري أن تبحث طهران عن سبل أخرى لتخفيف حدة الضغوط على البلاد، وذلك عبر التوصل إلى اتفاق عام مع الولايات المتحدة الأميركية حول برنامج إيران النووي.
وانتقد فلاحت بيشه حالة الجمود التي يعيشها الاتفاق النووي رغم ما يشكله من أهمية للبلاد واقتصادها، وقال إن وضع الاتفاق النووي حاليا يقتصر على تصريحات هنا وهناك لا تكفي ولا تساعد البلاد في ما تمر به من أزمة.