وسط سخرية المعارضين للنظام الإيراني ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، ينتظر المراقبون للشأن الإيراني "السبت الموعد" الذي وعد فيه النظام بإجراءات صارمة ضد النساء غير المحجبات.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي سخروا كثيرا من هذه التهديدات التي يمارسها النظام ضد شعبه بحجة انتهاكه لقوانين "الحجاب الإجباري".
بعض الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 11 أبريل (نيسان)، مثل "توسعه إيراني" نقلت هذه المواقف والتعليقات، وخلصت إلى أن هذه الوعود التي يطلقها النظام لا تؤثر- حسب الرأي العام الإيراني- على المقاومة المدنية للنساء ضد قانون الحجاب الإجباري.
وشبهت الصحيفة الوضع الراهن بالحالة التي كانت سائدة أثناء انتشار صحون الأقمار الصناعية المنزلية، عندما كان النظام يحاول منع المواطنين من استخدامها، لكنه أدرك عجزه في نهاية المطاف وأصبح استخدامها شائعا، خلافا لرغبة النظام وقوانينه.
صحيفة "اعتماد" انتقدت تأييد أعضاء في البرلمان الإيراني دعم خطة الشرطة لمواجهة غير المحجبات، في الوقت الذي يفترض فيه أن يمثل البرلمان الشعب الذي باتت همومه مركزة حول الأزمة الاقتصادية والعزلة السياسية التي تعيشها البلاد، وليس قضايا ثانوية كالحجاب الإجباري.
إذا تركنا موضوع الحجاب، الذي هيمن خلال الفترة الأخيرة على المشهد السياسي والإعلامي في إيران، نجد أزمة تسميم طالبات المدارس هي الأخرى تحتل حصة كبيرة من الاهتمام. السؤال الأبرز الذي تحاول معظم وسائل الإعلام والصحف طرحه بإلحاح هو: ما السبب الذي يجعل النظام كل هذه الفترة عاجزا عن كشف حقيقة الأمر وطبيعة هذه الأحداث بعد مرور 4 شهور على تسجيل أول حالات تسمم في المدارس؟
بعض المعارضين يتهمون النظام بالتورط في هذه الأحداث انتقاما من النساء اللاتي شاركن بشكل واسع في الاحتجاجات الأخيرة، وكذلك لإشغال الرأي العام، أما النظام نفسه فيسلك طريقين، الأول اتهام الأعداء بالتورط في هذه الأحداث لتشويه صورته، والثاني إنكار حدوثها أصلا واتهام التلاميذ بـ"الشيطنة والتمارض"، كما ادعى أمس مساعد وزير الأمن الإيراني.
صحيفة "اعتماد" أشارت إلى ضعف أداء السلطات الحكومية، حيث إنه وبعد هذه الفترة الطويلة من حالات التسمم لم تعلن الجهات الرسمية تقريرا واحدا حول أسباب التسمم وطبيعته ومنشأه الحقيقي.
في شأن اقتصادي تطرقت صحيفة "اترك" إلى "الغلاء الفاحش" في أسعار المساكن في إيران خلال الشهور القليلة الماضية، ولفتت إلى فقدان حالة من التوزان بين الدخل والتكاليف، وذكرت أن المواطن في إيران بات يعيش براتب شهري يتقاضاه بالتومان الإيراني، لكن تكاليف الحياة كلها أصبحت تسعر بالدولار، ما جعله عاجزا عن تلبية حاجاته الأساسية.
الصحيفة نقلت كلام نائب برلماني إيراني أشار إلى زيادة البيوت العشوائية وتراجع القدرة الشرائية للمواطن وذلك بسبب أن الدخل بالتومان، فيما تكون التكاليف وفق تسعير الدولار. يذكر أن سعر الدولار الواحد بات يعادل أكثر من 50 ألف تومان إيراني.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": الشعب يشعر باليأس والإحباط بسبب سياسات الحكومة
علقت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية على الهجمات المستمرة التي يشنها التيار الأصولي ووسائل إعلامه وعلى رأسها صحيفة "كيهان" المتشددة على الصحف التي تنتقد أداء الحكومة والأوضاع الاقتصادية والسياسية في البلاد بزعم أنها تضخ اليأس وتنشر الإحباط في المجتمع.
وكتبت الصحيفة تعليقا على ذلك: "تحسين اقتصاد البلد يتحقق عبر تغيير طبيعة العلاقات الدولية لإيران والظروف الخارجية التي باتت تواجهنا، يتحقق ذلك عبر الاستثمار وخلق فرص العمل والسعي لوضع ميزانية عادلة، لم يتحقق شيء من هذا حتى الآن".
وأضافت "هم ميهن": "سبب يأس وإحباط الناس ليس هذه الكتابات والنقد التي تقوم بها وسائل الإعلام وإنما هو السياسات الخاطئة في البلاد".
"اعتماد": أسباب العزوف الشعبي عن التدين في إيران
في سلسلة مقالاته التي بدأ بنشرها قبل أيام تطرق الكاتب والمحلل السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقاله اليوم بصحيفة "اعتماد" إلى ظاهرة العزوف الشعبي العام عن التدين في إيران، محاولا استقصاء جذور هذه الحالة الاجتماعية، وخلص إلى أن العامل الرئيسي وراء هذه الظاهرة هو عدم استقلالية المؤسسات الدينية وتبعيتها للسلطة السياسية ما يجعلها غير مستقلة في مواقفها وقراراتها.
وأضاف عبدي أن العامل الآخر الذي وجه ضربة موجعة للتدين في إيران هو محاولات الحكومة الاحتماء بالدين في كل قرار أو سياسة تقدم عليها.
وكتب عبدي: بينما الهدف الرئيسي من الحكومات هو فرض النظام الاجتماعي وتنفيذ العدالة، نجد أن الدولة في إيران باتت تعمل بشكل حثيث على الدعوة إلى الدين، وهو ما جعل هذه الدعوة تكون تابعة للسلطة والأساليب القهرية التي تحاول فرضها لتنفيذ تلك الشعيرة أو ذلك الرأي، وبالتالي أصبح الدين مستهدفا في كل مشكلة أو ضعف تقع فيه الحكومة باعتباره أداة من أدواتها.
وبالنسبة للواقع في إيران رأى الكاتب أن أفضل طريق لتعزيز مكانة الدين واستعادة قوته هو فصله عن السلطة السياسية، وجعله مستقلا في مواقفه وقراراته.
"شرق": طبيعة المجتمع الإيراني الثورية تفرض على النظام "ضرورة تلبية مطالب الناس"
في مقاله التحليلي بصحيفة "شرق" رأى الكاتب والمحلل السياسي، كوروش أحمدي، أن التطورات والأحداث التي شهدتها إيران خلال القرن الأخير جعلت الشعب الإيراني شعبا ذا طبيعة ثورية، حيث إنه لا تخلو الأيام من مظاهر الاحتجاج العمالي والمدني والنقابي والطلابي وغيرها من شرائح المجتمع.
وذكر الكاتب أن الأحداث الداخلية والخارجية في العقود القليلة الماضية جعلت هذه الحالة تستمر حتى يومنا هذا، حيث نرى أن المجتمع اليوم يعيش حالة من عدم الاستقرار والهدوء السياسي والمجتمعي.
ولفت أحمدي إلى أن هذه الطبيعة الاجتماعية التي باتت تترسخ داخل المجتمع الإيراني كانت هي السبب في أن يصل النظام السياسي الحالي إلى سدة الحكم، ما يفرض على قيادات النظام الحالي أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الطبيعة المجتمعية، وأن تلبي مطالب المواطنين.