خرج المرشد الإيراني، علي خامنئي، أمس الثلاثاء وتحدث أمام مسؤولي وقيادات نظامه، وحمّل كعادته الأزمة الاقتصادية والمعيشية على عاتق "الأعداء"، كما دافع عن قوانين الحجاب الإجباري التي أصبحت مثار جدل في هذه الأيام، لا سيما بعد زيادة ظاهرة خلع الحجاب من النساء تحديا لقوانين النظام.
معظم الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 5 أبريل (نيسان)، ركّزت في نقلها لكلام المرشد على الأزمة الاقتصادية، حيث أقر خامنئي مبدئيا بهذه الأزمة، واصفا اقتصاد بلاده بـ"المعوج وغير المتوازن"، ودعا إلى تعزيز علاقات إيران مع الدول الأخرى، قائلا إنه لا ينبغي التركيز على العلاقة مع الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة، فهناك الكثير من الدول الأخرى التي يمكن لإيران أن تقصدها لتعزيز وتحسين أوضاعها الاقتصادية.
أما صحيفة "كيهان" فاختارت عنوانها من كلام خامنئي حول الحجاب، وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "خلع الحجاب حرام من الناحية الشرعية والسياسية"، وأن الأعداء هم من يقفون وراء تحريض الإيرانيات على خلع الحجاب وتحدي قوانين السلطة الحاكمة.
صحيفة "جمهوري إسلامي" انتقدت بشكل مباشر محاولة خامنئي تحميل مشاكل البلاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية على الأعداء، وكتبت: "تقولون الأعداء يعرقلون عملنا؟ أنتم تملكون كافة الإمكانات المادية والإعلامية، إذا كنتم قد عملتم كما ينبغي فما كان للعدو أن يعمل شيئا حيال ذلك".
صحيفة "همدلي" رأت هذه المواقف أيضا، معتبرة أن التأكيد على مواجهة ظاهرة خلع الحجاب هو استمرار للسياسات الخاطئة للنظام خلال العقود الأربعة الماضية، مؤكدة أن هذه السياسات لم تجن أي نتائج ملموسة، كما أن قرار تغريم غير المحجبات وحرمانهن من حقوقهن الاجتماعية والمصادقة على القوانين الصارمة في هذا المجال لن تؤدي إلى نتائج لصالح النظام.
كما غطت الصحف تصريحات الرئيس الإيراني السابق، حسن روحاني، وانتقاده الوضع الراهن، وعدم وجود أي حلول تلوح بالأفق قريبا، وعنونت صحيفة "أرمان ملي" بكلام روحاني وكتبت في المانشيت: "مقترحات روحاني للحل: الانتخابات التنافسية وإجراء استفتاء عام".
وشدد روحاني أنه يمكن من خلال هذه الاستفتاء معرفة مواقف الشعب من السياسات الداخلية والسياسات الخارجية، وكذلك طريقة إدارة الأوضاع الاقتصادية.
ووصف روحاني هذا العام بـ"عام اختبار النظام"، حيث سيتم إجراء انتخابات برلمانية بعد 11 شهرا، والعالم سيراقب ما سيتم في هذه الانتخابات، وهل ستجرى بشكل حر وتنافسي أم لا؟ كما قال روحاني أن حل الأزمة الاقتصادية يمر عبر السياسة الخارجية لإيران.
في شأن آخر دعا الكاتب عبد الحسين طوطيايي في مقال له الرئيس الإيراني إلى الاستقالة، قائلا إنه لا يملك الخبرة الكافية لإدارة الوضع في البلاد، وكتب: "إذا طُلب من رئيسي قيادة طائرة هل يقبل القيام بذلك؟ بكل تأكيد لا؛ لأنه لا يملك الخبرة اللازمة للهبوط بالطائرة في بر الأمان فكذلك الحال بالنسبة لتولي منصب رئاسة الحكومة.
بعد عامين تقريبا كل شيء وصل إلى طريق مسدود، والمأمول من رئيسي الامتناع عن الاستمرار في قيادة البلاد كامتناعه عن قيادة الطائرة".
في موضوع آخر قال المحلل السياسي، أحمد وخشيته، إن الاتفاق المؤقت بين طهران وواشنطن هو أسلم الحلول حاليا، وهو اتفاق مربح لكلا الطرفين، حيث ستحصل إيران على امتيازات في موضوع رفع العقوبات، وتحصل أميركا على ضمانات لحل الأزمة في اليمن، وكذلك التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": سياسات النظام ساهمت في عزوف الناس عن المعتقدات الدينية والتوجه نحو العلمانية
كتب مدير تحرير صحيفة "جمهوري إسلامي"، مسيح مهاجري، مقالا للرد على ما يبدو على كلام المرشد علي خامنئي أمس الثلاثاء، والذي اتهم الأجهزة والاستخبارات الغربية بأنها وراء المشاكل في إيران، وقال مهاجري إن محاولة تحميل مشاكل البلاد على "أعداء إيران" هو تهرب من المسؤولية، وكتب: "يجب أن تقروا بالحقيقة وتعترفون بأن الأداء الاقتصادي والسياسي لكم وتسليم المناصب لغير الأكفاء سبب في أن يتجه المجتمع إلى مزيد من العلمانية والعزوف عن الانتماءات والمعتقدات الدينية، حيث باتت هذه التوجهات تضعف يوما بعد يوم بين أبناء الشعب الإيراني".
وأضاف الكاتب: المضحك في كل ذلك أن النظام وبدل تشجيع الناس بالطرق التوعوية والثقافية على الالتزام بالأحكام والقوانين الإسلامية، فإنه يلجأ إلى أساليب مثل فرض الغرامات والتعزيرات على من لا يلتزمون بهذه الأحكام والقوانين.
كما سخر من أئمة الجمعة الذين يعينهم المرشد، وقال: "يطالب هؤلاء من الناس وأصحاب السوق بالامتناع عن بيع وتقديم الخدمات لغير المحجبات، جاهلين بأن أصحاب السوق أنفسهم باتوا يرفضون هذه القوانين ولا يؤمنون بها".
"اعتماد": بعد 20 شهرا من سيطرة الأصوليين.. لا تحسن في أوضاع البلاد
الكاتب الإصلاحي، عباس عبدي، تطرق في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى الوضع في إيران بعد 20 شهرا من سيطرة الأصوليين والمتشددين على الحكم في البلاد، حيث باتوا يسيطرون على القضاء والبرلمان ورئاسة الجمهورية، وقال مع كل هذه السلطات إلا إن النتائج كانت عكسية مضيفا: "لقد ولى ذلك الزمن الذي كان يدعي الأصوليون فيه أنه وبمجيء المتدينين وتوليهم للمناصب سيتم حل المشاكل، الآن مضى على ذلك 20 شهرا والنتائج كانت عكسية تماما".
وأوضح الكاتب أن مؤشري التضخم والنمو الاقتصادي هما خير وسيلة لمعرفة مستوى التقدم أو عدم التقدم خلال هذه الفترة، حيث يظهر هذان المؤشران عدم حدوث أي تقدم، وبكل تأكيد فإن المرشد علي خامنئي يدرك هذا الوضع جيدا.
وتابع عبدي: "منطقيا يجب أن يكون المرشد قد فكر حتى الآن بتغييرات أساسية أوسع من تغييرات الحكومة والإدارة الحالية للبلاد وإلا فلا يصح إطلاق اسم "مكافحة التضخم ودعم النمو الاقتصادي" على العام الإيراني الجديد لأنه وفي ظل استمرار السياسات السابقة فإن النتائج تكون مماثلة تماما".
"هم ميهن": ازدواجية النظام في التعامل مع المنتقدين والمعارضين
في شأن آخر انتقد رئيس تحرير صحيفة "هم ميهن"، غلامحسين كرباسي، ازدواجية النظام في التعامل مع المنتقدين والمعارضين، حيث تدعو السلطة المواطنين إلى المشاركة والإدلاء بآرائهم، لكن وبعد أن تظهر مواقف وتصريحات من أحد يتم اعتقال المنتقدين ويحاسبون على كلامهم وتصريحاتهم.
وأضاف الكاتب: في أحداث مثل الاحتجاجات شهدنا كيف دعا النظام الجميع إلى الإدلاء بمواقفهم وآرائهم بحرية، لكن بعد ذلك جاؤوا وحاسبوا الناس على كل كلمة نطقوا بها.
وأوضح كرباسي: "لا ينبغي أن نعمل فخا للمواطنين وأن نحاكمهم على تصريحاتهم ومواقفهم. هذه هي طريقة خاصة يسلكها المسؤولون في إيران، يدعون الناس إلى المشاركة والتعليق ثم يتعاملون مع هذه التصريحات بطرق أمنية وقضائية".