بعد أيام من الأخبار الإيجابية على صعيد الدبلوماسية عادت العملات الأجنبية بالصعود مرة أخرى على حساب التومان الإيراني، بعد أن شهد تحسنا ملحوظا خلال الأيام السابقة، وتحديدا بعد الاتفاق مع الرياض على عودة العلاقات الدبلوماسية، وزيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأشارت صحيفة "ستاره صبح"، اليوم الثلاثاء 14 مارس (آذار)، إلى هذه العلاقة الوثيقة بين الانفراجة الدبلوماسية والتحسن في وضع العملة الإيرانية، ونقلت عن الخبراء قولهم: إذا اعتمدت طهران سياسة خارجية "عقلانية" فإنه من المتوقع أن نشهد تحسن العملة الإيرانية، لكن لو وقف هذا المسار وعاد التصعيد والتوتر في العلاقات الدبلوماسية فإننا سنشهد عودة تراجع العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية في الأيام والأسابيع المقبلة.
في سياق متصل انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" عدم تأثير تحسن العملة في الأيام الأخيرة على الأسعار في الأسواق، في حين أنها تتأثر سريعا عندما تتراجع قيمة العملة أمام العملات الأجنبية، وطالبت المسؤولين بتقديم تفسيرات مقنعة لهذه الظاهرة في الاقتصاد الإيراني.
من الموضوعات التي اهتمت بها صحف اليوم أيضا موضوع زيارة الرئيس البيلاروسي الكساندر لوكاشنكو إلى طهران، ولقائه بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، والمرشد علي خامنئي.
وعنونت الصحف بعناوين تضمنت كلام المرشد خامنئي خلال لقائه بلوكاشنكو، حيث دعا خامنئي إلى التعاون بين الدول التي تخضع للعقوبات الأميركية، وقال في هذا السياق: "يجب على الدول التي تم فرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة أن تعمل معًا وتشكل مجموعة مشتركة لمحاربة العقوبات، ونعتقد أنه يمكن القيام بذلك".
في شأن داخلي آخر غطت الصحف على نطاق واسع موضوع ليلة "الأربعاء الحمراء" أو ما يعرف في إيران بـ"جهارشنبه سوري"، حيث يحتفل كثير من الإيرانيين بهذه الليلة (تبدأ مساء الثلاثاء) عبر إشعال النيران في الشوارع، وما يميز ليلة الأربعاء عن مثيلاتها في السنوات الماضية هو تزامنها مع دعوات المعارضين لاستغلال هذه الليلة والتظاهر ضد النظام.
وتحاول الصحف التحذير من هذه المناسبة وتضخيم مخاطر الحرائق والإصابات أثناء أعمال إشعال النيران وما يرافقها من أحداث.
اقتصاديا أشارت صحيفة "اعتماد" إلى الارتفاع الرهيب في الأسعار بالتزامن مع بدء فعاليات عطلة نهاية السنة الإيرانية، وحاجة المواطنين للشراء والاستعداد للاحتفالات العائلية، وقالت إنه وباستثناء السلع الأساسية وتحديدا المواد الغذائية فإن باقي السلع ليس لها زبائن بسبب عجز المواطنين عن شراء غير الضروري منها.
أما "توسعه إيراني" فأشارت إلى شكوى المنتجين في قطاع الملابس، وقالت إن كثيرا منهم أوشك على الإفلاس بسبب عزوف الناس عن الشراء، وأضافت أن الإفلاس في قطاع الملابس لم يقتصر على أصحاب الشركات والإنتاج، وإنما شمل البائعين الصغار كذلك، وأصبحوا مضطرين على إغلاق محالهم بسبب الإفلاس.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": الغلاء والتضخم والفقر والبطالة أوصلت الاستياء الشعبي إلى ذروته
في مقالها الافتتاحي تساءلت صحيفة "جمهوري إسلامي" عن ظاهرة خاصة في الاقتصاد الإيراني وهي ارتفاع الأسعار بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار، وثبات الأسعار بالتزامن مع تحسن العملة الإيرانية، بمعنى آخر فإن الأسعار في إيران تتبع ارتفاع سعر العملات الأجنبية على حساب التومان الإيراني، لكن عندما يحدث العكس ونلاحظ تحسنا في بعض قيمة التومان تبقى الأسعار كما كانت عليه ولا ترجع إلى الوراء.
وأوضحت الصحيفة أن الغلاء والتضخم والفقر والبطالة أوصلت الاستياء الشعبي في إيران إلى ذروته، ودعت صناع القرار إلى إيجاد مخرج سريع للواقع الفعلي في البلاد، لكنها استدركت بالقول: "المشكلة الكبرى هي أن السياسيين أثبتوا أنهم فقدوا السيطرة على الأوضاع وإدارة البلاد وبات الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين خارج نطاق قدرتهم".
وأضافت الصحيفة: كثرة الأخطاء والضعف في إدارة البلاد تجعل البعض يعتقد بوجود إرادة لدى بعض الأطراف في داخل النظام لخلق نطاق أوسع من الاستياء وعدم الرضا لهذا "نلاحظ أن نسبة كبيرة من الإيرانيين باتوا متشائمين تجاه نظام الجمهورية الإسلامية، وهذا التعمد في خلق الاستياء يجعل الأعداء غير محتاجين للعمل وبذل التكاليف والجهود لإسقاط النظام، لأننا اليوم نعمل بشكل حثيث في إطار إسقاط النظام عبر السياسات الخاطئة وغير المدروسة".
"صبح أمروز": 3 موانع رئيسية أمام إحياء الاتفاق النووي
في شأن آخر أشارت صحيفة "صبح أمروز" إلى 3 موانع رئيسية لا تزال تعرقل أي محاولة لإحياء الاتفاق النووي، الأول: خلافات طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معربة عن أملها في أن يمكن حلحلة هذه الخلافات في المستقبل القريب لا سيما بعد الزيارة "الناجحة" لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.
أما العامل الثاني وراء عرقلة إحياء الاتفاق النووي هو أزمة أوكرانيا واتهام طهران بمساندة روسيا في حربها ضد كييف، مؤكدة أنه إذا لم يتم حل هذه المعضلة فإن أي مسعى لإحياء الاتفاق النووي سيمنى بالفشل حتما.
أما العامل الثالث الذي يحول دون إحياء الاتفاق النووي- حسب قراءة الصحيفة- هو أزمة حقوق الإنسان في إيران، موضحة أن هذه القضية لم تعد مقصورة على النخب والسياسيين في الدول الغربية، وإنما أصبحت تهم الرأي العام هناك أيضا بحيث أصبح مع الصعب على الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية اتخاذ خطوات باتجاه الاتفاق النووي دون الاهتمام بهذه القضية أيضا.
"جهان صنعت": الاقتصاد الإيراني يعيش مرحلة "الموت التدريجي"
قال خبراء اقتصاديون لصحيفة "جهان صنعت" إن الاقتصاد الإيراني يعيش حالة من "الموت التدريجي" بسبب فقدان الاستثمارات، في الوقت الذي تحتاج البلاد إلى استثمارات بشكل كبير، لكن وبسبب الظروف السياسية التي تمر بها البلاد فلا أحد مستعد للدخول باستثماراته إلى إيران.
وأوضح الباحث الاقتصادي، بدرام سلطاني، للصحيفة أن واقع روسيا والظروف التي تمر بها يجعلها حليفا ضعيفا لاقتصاد إيران المضطرب، منوها إلى أن طهران قد لدغت عدة مرات من جحر روسيا ولا ينبغي الاعتماد عليها كثيرا.
وأضاف سلطاني أن الصين- وبسبب العقوبات المفروضة على طهران- لا ترغب في الاستثمار داخل قطاع النفط الإيراني.
وختم الباحث بالقول إن إمكانية الاستثمار في القطاعات الداخلية عبر البنوك الإيرانية لا تتجاوز 10 مليارات دولار سنويا، في حين أن البلاد تحتاج إلى استثمارات بمبلغ 250 مليار دولار.