اختلفت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 5 مارس (آذار) في تقييمها لنتيجة زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي، لكنها اتفقت جميعا تقريبا على أهمية الزيارة.
وبينما رأت بعض الصحف مثل "اعتماد" أن الوكالة الدولية ستحل الجمود المخيم على المفاوضات بين إيران والدول الغربية في الدقيقة الـ90، رأت "تجارت" أن الزيارة "خطوة إيجابية" في مسار إحياء الاتفاق النووي، وذهبت "خراسان" إلى أن "العلاقة بين إيران والوكالة الدولية دخلت منعطفا جديدا". وبينما نجد هذا التفاؤل لدى بعض الصحف نلاحظ في المقابل صحفا أخرى متشائمة إزاء نتائج زيارة غروسي ومكتسباتها.
صحف الأصوليين وعلى رأسها "كيهان"، و"جوان" المقربة من الحرس الثوري، لا تتوقف عن وصف غروسي بـ"جاسوس" إسرائيل، وتحذر إيران من التعامل معه وتقديم أي معلومات ذات شأن له أو لمفتشي الوكالة الدولية، كونها ستُسلم لإسرائيل بكل حذافيرها لتستخدمها في ضرب البرنامج النووي الإيراني وقتل علمائها النوويين.
أما صحيفة "ستاره صبح" فوقفت بين الاتجاهين، ورأت أن الزيارة رغم إيجابيتها إلا أنها غير قادرة على حلحلة كامل الخلافات بين الطرفين، وشددت على أهمية التوصل إلى اتفاق مع الوكالة، كونها القناة التي تعبر منها البلاد وتدخل في مفاوضات مع الأطراف الغربية حول برنامج إيران النووي، فبدون ضوء أخضر منها لن تستأنف الدول الغربية أي حوار مع طهران.
ومن الموضوعات التي لا تزال تستحوذ على حصة من اهتمام الصحف اليومية في إيران أزمة التسمم الصاعدة في البلاد، حيث شهدت أمس كما هو الحال يوم الأربعاء الماضي حالات تسمم كثيرة (قدرت بأكثر من 30 مدرسة في البلاد) وسط تخبط وتناقض في مواقف المسؤولين وتصريحاتهم حول جذور الأزمة وعواملها.
وانتقدت صحيفة "فرهيختكان" وهي صحيفة أصولية هذا العجز الحكومي أمام الأزمة، وقالت إنه وبعد مرور 3 شهور على حالات التسمم نجد الحكومة عاجزة عن معرفة أسباب الأزمة وخلفياتها.
ونقلت صحيفة "آرمان ملي" عن الخبير السياسي محمود عليزاده طباطبائي قوله إن تسميم الطالبات أمر "ممنهج" و"مقصود"، مشيرا إلى تنامي قلق الإيرانيين وخوفهم على صحة وسلامة أبنائهم وتأثير ذلك على العملية التعليمية في البلاد.
كما أشارت الصحيفة إلى الصدى العالمي لهذه الأزمة، حيث اتخذت العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية مواقف من الأزمة، وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) عن استعدادها لتقديم الدعم والمساعدة لإيران في الخروج من أزمة تسمم الطالبات.
أما صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية فأشارت إلى القيود الإعلامية التي تفرضها السلطات على موضوع تسمم الطالبات، وقالت إن الإعلاميين والصحافيين إما أنهم يخافون من تبعات التوجه إلى المواقع والمدارس التي تشهد حالات تسمم، وإما أنهم يتعرضون لتهديدات وضغوط من قبل السلطات، موضحة أنه لا طريق للحد من الأخبار والشائعات إلا من خلال فتح المجال لوسائل الإعلام المستقلة لتغطية الأحداث ونقلها للرأي العام.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": الغرب لا يتفاوض مع إيران إلا بضوء أخضر من الوكالة الدولية للطاقة الذرية
قال المحلل السياسي علي بيكدلي في مقال بصحيفة "اعتماد" تعليقا على زيارة غروسي إلى إيران إن مواقف الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقراراتها أصبحت متصلة بموضوع الاتفاق النووي. وما دامت لدى إيران مشاكل وخلافات مع الوكالة فلا يمكن توقع حدوث تطور في مسار المفاوضات النووية والدول الغربية، فلا تبدأ المفاوضات إلا بضوء أخضر من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأضاف بيكدلي: "في الواقع الخلافات بين طهران والوكالة الدولية كثيرة ولا يمكن التغلب عليها خلال زيارة واحدة، واصفا زيارة غروسي بأنها روتينية وتأتي قبيل الاجتماع الفصلي لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة حيث يتوجب على غروسي تقديم تقريره لهذا المجلس".
"كيهان": غروسي جاسوس وسيسلم المعلومات التي حصل عليها من إيران إلى إسرائيل
هاجمت صحيفة "كيهان" مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل غروسي، ووصفته بـ"الجاسوس". وقالت إنه سيسلم كل المعلومات التي حصل عليها من العلماء النوويين والخبراء الإيرانيين إلى إسرائيل بشكل كامل وتام!
وادعت الصحيفة أن العمليات التخريبية التي تقوم بها إسرائيل في إيران أو اغتيالها للعلماء النوويين الإيرانيين تتم عبر المعلومات التي تحصل عليها من خلال مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال زياراتهم إلى إيران.
كما انتقدت الصحيفة اللقاءات المطولة التي عقدها غروسي مع أساتذة الجامعات والباحثين والمختصين في المجال النووي وقالت: "ما الهدف من هذه الاجتماعات؟ وما ضرورتها؟ لا شك أن غروسي سيسلم كل هذه المعلومات عن هؤلاء الشخصيات إلى إسرائيل".
"فرهيختكان": 3 شهور مضت على أزمة تسمم الطالبات والسلطات لم تحدد بعد طبيعة هذه الحالات وجذورها
انتقدت صحيفة "فرهيختكان" خطط وإجراءات الحكومة خلال فترة توليها الحكم في إيران، وقالت إن وعود رئيسي بتوفير 4 ملايين شقة سكنية لم يتحقق منها شيء، وإن أزمة تسمم الطالبات في المدارس تتسع يوما بعد يوم، فيما بدأ وزراء الحكومة بالعمل والنشاط من أجل ضمان مكاسب لهم في البرلمان القادم.
وأضافت الصحيفة: "في الوقت الذي لم يتحقق فيه شيء من وعود بناء 4 ملايين شقة سكنية والغلاء الفاحش يضرب الأسواق يمينا وشمالا فإن أزمة تسمم طالبات المدارس مضى عليها 3 شهور دون أن تعرف السلطات وتحدد طبيعة هذه الأزمة وخلفياتها. كما نلاحظ نشاط بعض المسؤولين التنفيذيين للانتخابات البرلمانية القادمة وهذا بكل تأكيد لا يعطي انطباعا جيدا لدى الشعب الإيراني تجاه المسؤولين وصناع القرار".