احتفل الإصلاحيون، حتى قبل إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، بفوز مرشحهم مسعود بزشكيان، معتمدين على استطلاعات الرأي، التي كانت ترجح فوز مرشحهم على حساب المرشح الأصولي المتشدد، سعيد جليلي.
وعكست الصحف الإصلاحية الصادرة، اليوم السبت، هذا الموقف، وكتبت صحيفة "آرمان امروز" أن الإيرانيين، ومن خلال تصويتهم لـ "بزشكيان" الإصلاحي، فهم "يستقبلون التغيير"، وينهون سنوات تميزت بالجمود وكثرة الأزمات الناجمة عن سوء الإدارة والتدبير.
وأُرسل معظم هذه الصحف للطباعة، قبل منتصف الليل، أي قبل بدء فرز الأصوات من قِبل وزارة الداخلية، ورغم ذلك فإن هذه الصحف زعمت أن مشاركة الشعب الإيراني في الجولة الثانية من الانتخابات سطرت ملحمة خالدة، معتبرة أن ارتفاع نسبة المشاركة في الجولة الثانية مؤشر كبير على فوز مسعود بزشكيان وهزيمة سعيد جليلي.
واستمرت حملة الترهيب التي قادها الإصلاحيون حتى الساعة الأخيرة من السباق الرئاسي، وهي حملة آتَتْ أُكُلَهَا كونها دفعت مزيدًا من المواطنين "المترددين" إلى المشاركة لصالح بزشكيان؛ خوفًا من فوز جليلي المتطرف، وصاحب المواقف المثيرة للجدل في الملفات الخارجية والداخلية.
كما ذكّرت صحف أخرى الرئيس الجديد بضرورة ألا ينسى الوعود التي اقتطعها للشعب من إصلاحات اقتصادية وانفتاح أكبر على العالم وتخفيف القيود ضد النساء.
ونشرت صحيفة "آرمان ملي" مقالًا للكاتب والمحلل السياسي، فريدون مجلسي، بعنوان "مطلب الشعب"، ذكر فيه أن إيران وبسبب ما تتعرض له من عزلة دولية وعقوبات صارمة تعيش تخلفًا عن ركب التقدم، الذي تشهده الدول المجاورة لها، موضحًا أن رئيس الجمهورية بإمكانه تحسين الوضع في هذا المجال، بشرط ألا تعيق المؤسسات الأخرى عمله وتحركاته.
وطالب "مجلسي"، الرئيس، بأن يكون صادقًا وصريحًا مع الشعب عندما يتعرض لمضايقات وقيود من بعض المؤسسات، وفي تلك الحالة على رئيس الجمهورية أن يبيّن هذه القيود والجهات التي تقف وراءها.
وتناول الكاتب الإصلاحي، عباس عبدي، في مقال بصحيفة "اعتماد"، المشاركة المتدنية في الجولة الأولى؛ حيث بلغت نسبة المشاركة 40 بالمائة، قائلًا إن هذه النسبة تظهر الخلل الموجود في كيان البلد، وهي بمثابة درجة حماية 40 بالمائة فقط، وهذه الدرجة تحتاج إلى معالجة ومراجعة من الأطباء والمتخصصين لمنع تفاقم الوضع وتدهوره.
واعتبر الكاتب هذه الحالة فرصة لإيران؛ لكي تعالج الداء وتظهر مرونة في التداوي والترحيب بالتغيير، معتقدًا أن الشارع الإيراني قد يعيد النظر تجاه الانتخابات، إذا ما رأى تعاملًا سليمًا من قِبل السلطة الحاكمة؛ بحيث يصبح واثقًا من أن جميع شرائح المجتمع تجد ممثليها بين المرشحين، وأن عملية الانتخابات تتصف بالنزاهة والشفافية.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": استمعوا لصوت من قاطعوا الانتخابات وأسباب ذلك
دعا رئيس البنك المركزي السابق والسياسي الإصلاحي، عبدالناصر همتي، الرئيس الجديد، إلى الاستماع لمطالب أكثرية الشعب الإيراني التي قاطعت الانتخابات الرئاسية.
وذكر همتي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، أن الرئيس الجديد يجب أن يضع خطة للمائة يوم الأولى من رئاسته، ويتعهد بالقيام ببعض السياسات والإصلاحات المطلوبة.
وشدد على ضرورة أن تشمل هذه الإصلاحات والإجراءات من قِبل الرئيس الجديد التوصل إلى اتفاق وتفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية؛ من أجل خفض العقوبات وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين.
كما اعتبر رئيس البنك المركزي السابق أن ارتفاع نسبة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات ستخول الحكومة الجديدة القدرة لإبعاد التيار المتطرف عن عملية صناعة القرار في البلاد.
"آرمان امروز": انتهت الانتخابات.. حان وقت الوفاء بالوعود
أشارت صحيفة "آرمان امروز"، في تقرير لها، إلى التجارب السيئة السابقة، فيما يتعلق بالوعود الانتخابية؛ حيث لا يتحقق منها شيء تقريبًا، وأن المرشحين يضربون صفحًا عن هذه الوعود، بعد أن يتقلدوا مناصبهم بأصوات الناخبين والمواطنين.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، عبدالصمد خرمشاهي، للصحيفة إن إعراض الفائز بالرئاسة عن وعوده الانتخابية سيوجه ضربة مؤلمة للنظام ومكانته بين الإيرانيين؛ لأن الشارع الإيراني لا يميز بين النظام وبين الرئيس، الذي يختاره النظام؛ ليكون بين مرشحين قلائل لتقلد منصب رئاسة السلطة التنفيذية.
"ستاره صبح": إيران بين الأمل والخوف تجاه المستقبل
تطرقت صحيفة "ستاره صبح"، في تقرير لها، إلى ما تعيشه إيران من لحظة اعتبرتها الصحيفة "مصيرية" كونها لم تُحسم بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية (وقتَ كتابة تقرير الصحيفة)، ولا يعرف ما إذا كانت البلاد ستواصل نهج الحكومة في السنوات الثلاث الماضية (فوز جليلي)، أم أنها ستدخل في مرحلة من الأمل والحيوية السياسية المتطلعة للتغيير والإصلاح (فوز بزشكيان).
واعتبرت الصحيفة الإصلاحية أن مجيء بزشكيان سيعطي إيران فرصة لإنهاء التوتر مع الغرب، وإنهاء العقوبات والعزلة الدولية والضغوط الخارجية والتوزيع غير العادل للثروات، حسب ما جاء في الصحيفة.
وفي سياق آخر انتقدت الصحيفة ما قامت به الحكومة ومؤسساتها من دعاية شبه مباشرة للمرشح سعيد جليلي، من خلال تحويل مبلغ 3 ملايين تومان لحساب الموظفين والمعلمين، وقالت وزارة التربية والتعليم في رسائل نصية للمعلمين: "إن حكومة رئيسي نفذت وعدها السابق حول مشروع تصنيف المعلمين؛ فصوتوا لمن يكون استمرارًا لنهج رئيسي".
واعتبرت الصحيفة هذا انتهاكًا لمبدأ الحياد، الذي يفترض أن تلتزم به الحكومة أثناء تنظيمها للانتخابات، وإدارتها للبلاد أثناء العملية الانتخابية.