ما زالت حادثة ضريح شيراز، التي وقعت مساء الأحد، تثير كثيرا من التساؤلات والأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة من السلطات الأمنية في إيران والتي فشلت في توقع الهجوم ومنعه قبل حدوثه.
صحيفة "هم ميهن" تساءلت، في عدد اليوم الثلاثاء 15 أغسطس (آب)، عن دلالات وقوع هجوم مسلح ثان على الضريح، وهو ما أودى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص، وذكرت أن "الهدف من هذا الهجوم هو بث الرعب والخوف في المجتمع"، وهو يتعارض مع مسؤولية الدول في حفظ الأمن وتوفير الاستقرار لشعوبها، لكن الحكومة في إيران مشغولة بقمع حريات النساء والتضييق على الأعمال التجارية، متجاهلة مهمتها الرئيسية في توفير الأمن للبلاد.
وقالت الصحيفة إن تكرار هذه الحادثة في فترة زمنية قصيرة نسبيا يؤكد أن الوضع الأمني في الداخل الإيراني "هش"، وأن الجهات الأمنية لم تتعلم الدروس من الهجوم السابق.
بعض الصحف طالبت بعزل وزير الداخلية أحمد وحيدي، الذي بادر هو بعزل مساعده لاستباق الأحداث، وإبعاد سيناريو عزله بضغط من البرلمان، وعنونت صحيفة "أرمان ملي" بالقول: "عزل مساعد الوزير ليلا لإبقاء الوزير".
أما صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، فحملت الولايات المتحدة الأميركية وانتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" مسؤولية هذا "الهجوم الإرهابي" على ضريح شيراز، وقالت إن هجوم شيراز تم التخطيط له بعناية قبل الذكرى السنوية الأولى لأحداث مهسا أميني، لتصوير قوات الأمن الإيراني في صورة ضعيفة وعاجزة عن توفير الأمن.
في شأن اقتصادي سلطت صحيفة "دنياي اقتصاد" الضوء على ظواهر اجتماعية جديدة في إيران وصفتها بـ"المروعة" قاد إليها تفشي الفقر الواسع وانعدام الأمن الاقتصادي.
الصحيفة تحدث عن انتشار 8 أشكال من عيش المواطنين في أماكن غريبة وغير مألوفة، وقالت إن السنوات الأخيرة الماضية شهدت انتشار ظاهرة العيش فوق أسطح المنازل، العيش في السيارات والقبور، ومبيت عدة أسرة في منزل واحد نتيجة عجز الأسر الإيرانية عن توفير منازل مستقلة لها.
فيما نقلت صحيفة "اعتماد" عن مسؤولين في "مركز دعم إصابات النخاع الشوكي في إيران" أنه خلال العامين الماضيين وبعد ارتفاع الأسعار، توفي ما لا يقل عن 170 شخصًا ممن "يعانون من إصابات في النخاع الشوكي" بسبب "قروح الفراش والالتهابات نتيجة نقص الأدوات الصحية".
في موضوع منفصل نقلت بعض الصحف تصريحات وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، التي قال فيها إن طهران لا تسعى إلى اتفاق مؤقت مع الولايات المتحدة الأميركية، وإنما غايتها التوصل إلى اتفاق شامل ينهي هواجسها، ويلبي مطالبها الاقتصادية المتمثلة برفع العقوبات والحظر الاقتصادي عن البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": لماذا لم يتم اتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لمنع تكرار حادثة ضريح شيراز؟
تساءلت صحيفة "اعتماد" عن السبب الذي جعل القوات الأمنية تغفل بهذا الشكل عن فرض الأمن في ضريح شيراز، بحيث يعاود المسلحون مرة أخرى في الدخول إليه بكل سهولة ويستهدفون المواطنين العزل، ولولا تصدي المواطنين بأيديهم الفارغة لأحد المسلحين لأصبح عدد الضحايا أعلى بكثير مما تم الإعلان عنه.
وأشارت الصحيفة إلى تفاصيل جديدة عن هوية المسلحين الذين استهدفوا الضريح الديني في شيراز، مشيرة إلى أن الشخص المعتقل هو طاجيكي الأصل من ولاية بدخشان شمال أفغانستان.
ونقلت الصحيفة كلام النائب في البرلمان الإيراني، فدا حسين مالكي، الذي زعم أن تنظيم "داعش" لديه خطة لنقل أعماله المسلحة من الدول العربية إلى دول مثل إيران وأفغانستان وباكستان، وقال إن تكرار هذه الأحداث في هذه الدول يؤكد وجود استراتيجية لدى "داعش" ومن يسيرها لزعزعة الاستقرار في الدول المذكورة.
"جمهوري إسلامي": ازدواجية الحكومة الإيرانية في التعامل مع واشنطن
في موضوع آخر تساءلت صحيفة "جمهوري إسلامي" عن الازدواجية التي يتعامل بها التيار الأصولي الحاكم تجاه العلاقة والمفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث هاجم حكومة روحاني السابقة بشكل مستمر لسعيها للتفاوض مع واشنطن، وأكد بشكل حثيث على استحالة الوثوق بأميركا.
وكتبت الصحيفة: "ألم تكن أميركا حتى عهد قريب دولة لا يمكن الوثوق بها؟ فماذا حدث حتى تدعي حكومة رئيسي بأنها حصلت على ضمانات منها؟!".
ونوهت الصحيفة أن التيار الحاكم في إيران كان يهاجم المسؤولين السابقين عندما يقولون حصلنا على ضمانات من أميركا، ويعتبرون تلك التصريحات بأنها "دليل سذاجة" للمسؤولين السابقين عندما ظنوا أنهم حصلوا فعلا على ضمانات من واشنطن التي لا تفي بوعودها، ولا تهتم بما تقدمه من ضمانات وعهود، حسبما جاء في الصحيفة.
"جوان": لا خيار أمام إيران سوى قبول الأمر الواقع في التعامل مع طالبان
قالت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن طهران لا حل أمامها سوى القبول بالأمر الواقع والتعامل مع حركة طالبان.
وأضافت الصحيفة: السؤال الرئيسي هو: ما هي خيارات إيران للتعامل مع هذا الواقع الفعلي المتمثل في سيطرة طالبان على أفغانستان؟ هل هناك حل سوى العمل وفق مبدأ الواقعية وقبول الحقيقة المشاهدة؟ بكل تأكيد فإن الحل هو التعامل بواقعية مع الحركة وقبول الأمر الواقع.
ونوهت "جوان" أن الحكومة الإيرانية اعتمدت نهجا أكثر واقعية في التعامل مع الملف الأفغاني خلال الفترة السابقة، وقد حصدت نتائج إيجابية في هذا السياق، حسب قراءة الصحيفة.
"توسعه إيراني": ملف أفغانستان ليس بيد الحكومة الإيرانية وإنما يديره الحرس الثوري
قال الدبلوماسي الإيراني السابق جلال ساداتيان، في مقابلة مع صحيفة "توسعه إيراني"، إن إدارة ملف الشأن الأفغاني خارج عن سيطرة الحكومة، وإن الحرس الثوري هو من يتولى هذا الملف، منتقدا التساهل الكبير الذي يبديه النظام الإيراني في التعامل مع الحركة، وقال على الرغم من كل هذه المواقف اللينة من قبل طهران تجاه طالبان إلا أن الحركة لم تبد أي اهتمام لمطالب إيران وهواجسها.
كما لفت الكاتب إلى بناء طهران لجدار أمني على الحدود مع أفغانستان وحدوث خلافات بين الجانبين على النقطة الحدودية الفاصلة بين البلدين، موضحا أن الجدار المذكور لم يحقق الغاية، لأن المخدرات لا تزال تتدفق لإيران، بالإضافة إلى أن الجدار خلق مشكلات للمزارعين الإيرانيين الذين فقدوا أراضيهم التي باتت واقعة في الجهة الأخرى من الجدار، والتي ترى طالبان أنها جزء من الأراضي الأفغانية.