استحوذت زيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد إلى إيران على الصفحات الأولى للصحف اليومية الإيرانية اليوم، الثلاثاء 30 مايو (أيار)، والتي حاولت التطرق إلى أبعاد هذه الزيارة والحديث عن أهميتها، في الوقت الذي تعيش فيه إيران عزلة دولية وعقوبات اقتصادية مؤلمة تبحث لها عن حلول عاجلة.
بعض الصحف تبدو متشائمة تجاه هذه الزيارة، كونها تأتي في ظل تعقيدات دولية وإقليمية، ووضع إيراني صعب بسبب مشكلاتها العديدة مع المجتمع الدولي، بدءا بخلافاتها حول الملف النووي، ومرورا بقمع الانتفاضة الشعبية، وانتهاء بالدور السلبي لطهران في أزمة أوكرانيا.
صحيفة "أرمان ملي" رأت أن زيارة السلطان هيثم بن طارق لا تسير في اتجاه إحياء الاتفاق النووي، وإنما اقتصرت على تفاهمات واتفاقيات بين طهران ومسقط، وذكرت أن إحياء الاتفاق النووي بصيغته الماضية أصبح مستحيلا بسبب مواقف الأطراف من بعضها البعض، وبالتالي فإن المتوقع أن يجري العمل على اتفاق جديد، وهو لن يكون مؤقتا بل اتفاقا دائما.
في شأن متصل بالزيارة حاولت صحيفة "هم ميهن" إبراز تصريح المرشد الإيراني علي خامنئي الذي قال إن إيران مستعدة لتحسين علاقاتها مع مصر، واعتبرت أن تصريح خامنئي بمثابة ضوء أخضر للمضي في هذا المسار، لكنها أشارت إلى الشروط المصرية، وقالت: "يبدو أن إيران قد قبلت بهذه الشروط المقدمة من قبل القاهرة، بسبب ما تمر به من ظروف".
في غضون ذلك لفتت صحيفة "كيهان" إلى إطراء المرشد على حكومة رئيسي الأصولية، حيث قال خامنئي إن التطور الحاصل في علاقات إيران مع الدول العربية- وتحديدا المملكة العربية السعودية- يعود الفضل فيه إلى النهج الإيجابي الذي اعتمدته حكومة إبراهيم رئيسي، وهو ما يعد تعريضا بحكومة روحاني السابقة، ودبلوماسية وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، وتحميلها مسؤولية تعثر العلاقات بين إيران والدول العربية.
تصريحات خامنئي تأتي في وقت يعتقد فيه معظم المراقبين والمواطنين في إيران أن سبب عرقلة العلاقات مع الدول العربية يعود لسياسات النظام الكلية والتي يديرها المرشد نفسه، ولا يتدخل فيها الرؤساء ولا وزراء الخارجية، لكن تصريحات خامنئي تعتبر محاولة لتحسين صورة الحكومة المفضلة لديه والتي يديرها رئيسي المقرب منه.
في شأن اقتصادي تطرقت "اعتماد" في تقرير لها إلى الغلاء والتضخم في إيران، وقالت إن هذه الحالة جعلت المجتمع الإيراني غاضبا باستمرار، لافتة إلى إحصاءات واستطلاعات الرأي التي تؤكد أن نسبة الغضب في الشارع الإيراني تزداد بشكل مستمر، نتيجة الوضع الاقتصادي السيئ في البلاد.
وجاء في تقرير الصحيفة إن "الظروف الاقتصادية السيئة والتضخم والغلاء وانهيار قيمة العملة الوطنية تؤدي إلى مشكلات وأزمات اجتماعية مثل الفقر وارتفاع نسبة السرقة والإدمان والطلاق".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"أرمان أمروز": بعد زيارة سلطان عمان يجب على إيران اتخاذ قرارات صعبة
قالت صحيفة "أرمان أمروز" إن زيارة السلطان هيثم بن طارق إلى إيران قد انتهت وهي زيارة مهمة تأتي في توقيت حساس للغاية، وكتبت أنه حان الوقت لكي تقدم طهران على اتخاذ القرارات الصعبة بعد انتهاء الزيارة، موضحة أن هناك رغبة لدى دول المنطقة بالسلام والاستقرار وترك الخصومات السياسية، وإيران بدورها في حاجة ماسة إلى تهدئة الأجواء وتحسين علاقاتها مع دول الجوار، وإحياء الاتفاق النووي والعودة إلى الأسواق العالمية.
وأضافت الصحيفة: "اليوم يجب أن نخرج أصابعنا من آذاننا ونصغي جيدا لمطالب وسياسات العرب والدول الغربية للخروج من الوضع الراهن، والابتعاد عن كل أشكال التوتر والتصعيد مع دول العالم والمنطقة".
ونقلت الصحيفة كلام المحلل السياسي، علي بيكدلي، الذي أكد حاجة إيران الماسة لهذه الزيارة لاستغلالها من أجل الخروج من أزمتها الراهنة، وقال: "إيران تعيش ظروفا اقتصادية مدمرة واقتصادها المتجمد لا يمكن التغلب عليه وحل مشاكله إذا استمر الوضع الراهن على ما هو عليه".
وعن العلاقات الإيرانية مع الدول العربية قال بيكدلي إن الدول العربية تطالب طهران باستمرار بوقف تدخلاتها في شؤون الدول العربية، وإذا أرادت إيران أن تحسن من علاقاتها مع الدول العربية فيجب عليها أن تقبل بشروط هذه الدول المتمثلة بخفض التوتر وبناء علاقات مسالمة معها.
"اعتماد": على إيران أن لا تخشى من المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية
قال الباحث والناشط السياسي، محمد صادق جوادي حصار، إن على إيران أن لا تتردد في الدخول في مفاوضات مع واشنطن، والمنطق يبين لنا أنه وكما استطاعت إيران بعد سنوات مع القطيعة الدخول في مفاوضات بناءة واستئناف العلاقات مع المملكة العربية السعودية، تستطيع كذلك تحسين علاقاتها مع حلفاء السعودية مثل الولايات المتحدة الأميركية.
وذكر جوادي حصار لصحيفة "اعتماد" أن بناء علاقات جديدة مع واشنطن يمكن أن يفتح أمام طهران مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والاقتصادي، مؤكدا أن جميع الدول الأوروبية ستتأثر بتحسين علاقات طهران مع واشنطن وهي الأخرى ستبدأ بفتح صفحة جديدة مع إيران.
"ستاره صبح": دعوات عسكرة الصراع مع طالبان لا تخدم مصالح إيران
انتقد الكاتب والدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" دعوات بعض الشخصيات والأطراف في إيران إلى اللجوء إلى الخيار العسكري للتعامل مع طالبان، وقال إن هذه الدعوات لا تخدم مصلحة إيران بأي شكل من الأشكال.
وأوضح الكاتب أن "الخلافات الفنية" بين إيران وأفغانستان لا ينبغي حلها بالطرق الإعلامية والتهديدات العسكرية، بل يجب اعتماد لغة دبلوماسية والتفاوض الرشيد.
كما انتقد أوغلي تناقض الدبلوماسية الإيرانية في التعامل مع ملف طالبان، حيث كانت حتى الأمس القريب تعتمد لغة إيجابية وإطراء ملحوظا عند الحديث عن الحركة، لكن في ليلة وضحايا أصبحت لغة الخطاب مختلفة، ورأينا نهجا أكثر شدة تجاه طالبان، معتقدا أن الدبلوماسية الإيرانية تشكو من فقر في المتخصصين والخبراء.
واقترح الكاتب تشكيل لجنة من العقلاء والدبلوماسيين المحنكين والخبراء في الشأن الأفغاني لتقديم المقترحات والحلول إلى وزارة الخارجية الإيرانية.