التصعيد مع طالبان وانتقاد سياسة النظام في التعامل مع هذا الملف الشائك، كان الموضوع الرئيسي في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 28 مايو (أيار).
وكانت المناطق الحدودية بين إيران وأفغانستان قد شهدت أمس السبت اشتباكات مسلحة ومواجهات بالأسلحة الثقيلة بين قوات حرس الحدود الإيراني وقوات حركة طالبان، وسط اتهامات متبادلة بمن بدأ هذه الاشتباكات التي أودت بحياة جنديين إيرانيين وآخر من حركة طالبان حسب المعلومات التي أدلى بها المسؤولون في طهران وكابول.
الصحف اليوم حاولت تسليط الضوء على هذه القضية ورأت بعضها مثل "ابتكار" أن طالبان أصبحت تتطاول على إيران بسبب التعامل غير الحاسم الذي أظهره المسؤولون مع الحركة منذ توليها للحكم عام 2021.
صحيفة "اعتماد" انتقدت كذلك ضعف التجهيز العسكري الإيراني في المناطق الشرقية لحدود إيران، مشيرة إلى مقتل 6 عسكريين إيرانيين قبل أيام في نقطة حدودية مع باكستان، كما نقلت عن الدبلوماسي الإيراني السابق والملحق الثقافي في السفارة الإيرانية في كابول عبدالحميد طاهري، قوله إن "إيران لم تتعامل بشكل منسجم ولم تظهر جدية كافية في التعامل مع طالبان".
صحيفة "خراسان" الأصولية دعت إلى دعم مسلح للجماعات الأفغانية المعارضة لحركة طالبان بقيادة شخصيات مثل محمد إسماعيل خان، وأحمد مسعود، "لردع طالبان وإجبارهم على السير في الاتجاه العقلاني".
الموضوع الثاني الذي حظي أيضا باهتمام الصحف في إيران هو زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد إلى طهران والتي من المفترض أن يناقش خلالها قضايا هامة.
الصحف مثل "سازندكي" أعربت عن تفاؤلها بأن تؤدي الزيارة إلى نتائج إيجابية في الملفات الشائكة، لاسيما تلك المتعلقة بالأزمة مع الدول الغربية والاتفاق النووي، وكتبت الصحيفة بخط عريض وصورة كبيرة للسلطان هيثم وعنونت بالقول: "سلطان المصالحة"، وعنونت صحيفة "امتياز" بـ"الوسيط الكبير في طهران"، ولفتت إلى السجل التاريخي التي تملكه عمان في أداء أدوار الوساطة لحل الخلافات بين الدول.
اقتصاديا دعت صحيفة "أبرار" الحكومة إلى العمل السريع لتدارك الأزمة الاقتصادية في البلاد، وكتبت في مانشيتها: "ليتنحَ الضعفاء.. المواطنون سُحقوا تحت وطأة التضخم!"، فيما كتبت "أترك" في صفحتها الأولى قائلة: "وضعية اضطرارية حمراء في موائد الإيرانيين".
أما "دنياي اقتصادي" فتطرقت إلى تبعات ارتفاع أسعار السكن والإيجار وانعكاسات ذلك على غذاء المواطنين، حيث خلصت في تقريرها إلى أنه كلما ارتفعت أسعار إيجار السكن تبع ذلك سوء التغذية لدى كثير من الأسر والعوائل بعد تقليص موائدهم لتوفير تكاليف السكن وهو ما يهدد صحة المواطنين وسلامتهم.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": آليات التعامل مع طالبان بدلا من التهديدات الكلامية والإجراءات العسكرية
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" ما سمته تخبط المسؤولين في إيران في التعامل مع طالبان، وقالت إن هناك طرقا واضحة وعملية لردع طالبان وإجبارها على إعطاء حصة إيران من مياه نهر هلمند بدل التهديدات الكلامية أو الانخراط في مواجهة عسكرية.
الصحيفة ذكرت قائمة من الإجراءات التي اقترحتها لإيران من أجل التعامل مع حركة طالبان، منها: طرد ممثلي حركة طالبان من السفارة الأفغانية في طهران، وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي لإيران في أفغانستان.
كما اقترحت الصحيفة وقف صادرات الوقود إلى أفغانستان، وادعت أن 70 إلى 80 في المائة من الوقود الأفغاني يتم استيراده من إيران، وبالتالي فإن وقف هذه الكمية من الوقود سيكون عامل ضغط على الحركة.
كما أوصت الصحيفة بطرد التجار الأفغان من ميناء تشابهار في محافظة بلوشستان الإيرانية، وقالت إن هؤلاء التجار ينقلون يوميا 200 شاحنة بضائع من إيران إلى أفغانستان.
"اعتماد": البلاد فقدت ثروتها البشرية بسبب الفقر
قال الكاتب الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إن هناك خطرا عظيما يهدد إيران بسبب تنامي ظاهرة الفقر، وقال "إننا نواجه أسوأ أشكال الفقر، لأن هذا الفقر يتميز بطبيعة تشديدية. بعبارة أخرى فإن الأسر ولكي تضمن غذاء أفرادها تقوم بأعمال تزيد من نسبة الفقر لديها، كأن تتخلى عن تعليم أبنائها أو تهمل الصحة ومستلزماتها في سبيل ضمان غذاء أبنائها وهذا يقود إلى تعزيز الفقر وتشديده".
وعلى مستوى آخر من تداعيات الفقر في إيران قال عبدي إن الفقر يدفع بالنخب والدارسين والمهرة إلى الهجرة ومغادرة البلاد مما يعني أن البلد تفقد ثروتها البشرية بمرور الوقت وهذا يضاعف من الفقر بنطاقه الواسع ويرمي بالمجتمع في دوامة الحرمان والعوز.
"سازندكي": لنحذر من سقوط النظام والثورة
في مقاله بصحيفة "سازندكي" حذر نجل الرئيس الإيراني الأسبق، محسن هاشمي رفسنجاني، النظام الحاكم في إيران من مخاطر عدم التنمية في البلاد. وكتب قائلا: "يجب أن نكون حذرين بأن لا تسقط الدولة والثورة، إن من يعملون خلاف إرادة الشعب هم الطرف الرئيسي الذي يعمل في اتجاه إسقاط النظام".
ولفت رفسنجاني إلى خطورة استمرار العقوبات على البلاد وهاجم الأطراف التي حاولت طوال السنين الماضية التقليل من أهمية هذه العقوبات وتبعاتها على البلاد وكيف أنها ساهمت في رفع نسبة التضخم وزيادة الفقر بنسبة 50 في المائة.
وكتب هاشمي رفسنجاني: "إننا ندعي الحكم الديني لكن نجهل حقيقة أن الفقر والإيمان لا يجتمعان في إنسان واحد، وحتى الآن لا يزال هناك من يزعم أن العقوبات لا تأثير لها على اتساع دائرة الفقر ويحاولون اتهام خصومهم السياسيين بالتسبب في الأزمة الراهنة".
وأضاف: "لكن يبدو أنه وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على توحيد السلطات بيد تيار واحد (الأصولي) أدرك هؤلاء أن العزلة التي تعيشها إيران والاقتصاد المغلق والعقوبات أدت إلى تضخم كبير واتساع الفقر بين الإيرانيين".