إطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني، أسد الله أسدي، الذي اتهمه القضاء البلجيكي بالإرهاب ومحاولة تفجير مؤتمر لمنظمة مجاهدي خلق المعارضة، نال اهتماما واسعا في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم 27 مايو (أيار).
وإذا تركنا الصحف الأصولية والمقربة من النظام التي حاولت تصوير الموضوع وكأنه انتصار لإيران ودليل على صحة مواقفها والاتجاه الذي تسلكه طهران في التعامل مع الغرب، وكذلك حديثها المستمر عن مظلومية أسدي وتعرضه للتعذيب والإساءة في سجون الغرب، نجد الصحف الإصلاحية تنظر بإيجابية معقولة لهذه الحادثة حيث اعتبرت صحيفة "أخبار صنعت" أن سلطنة عمان استطاعت أن تكسر حاجز الجمود في العلاقات بين إيران والغرب وأن هذه الخطوة يمكن البناء عليها لمزيد من التطورات في العلاقات مع الدول الغربية.
صحيفة "هم ميهن" أيضا ربطت بين هذه الصفقة والزيارة المرتقبة لسلطان عمان إلى طهران، وكتبت في مانشيتها: "تبادل السجناء قبيل زيارة السلطان".
ومن الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها صحف اليوم التوتر مع طالبان حول أزمة مياه نهر هيلمند وانعكاسات ذلك على العلاقة بين البلدين.. صحيفة "تجارت" أشارت إلى تصريح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حول الأزمة وتأكيده أن طهران لا تعترف بطالبان وتأكيده ضرورة تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان ليتم الاعتراف بها ممثلا شرعيا للشعب الأفغاني.
أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فرأت أن تصريحات عبداللهيان حول عدم الاعتراف بطالبان تتناقض مع الواقع على الأرض حيث إن طهران سلمت السفارة الأفغانية إلى الحركة وتدعو ممثلي الحركة باستمرار للحضور في الاجتماعات الرسمية وهو ما يعد "تناقضا صريحا" في السياسة الخارجية لإيران حسب تعبير الصحيفة.
صحيفة "مردم سالاري" أيضا سخرت من هذه الازدواجية في المواقف الإيرانية تجاه حركة طالبان ولفتت إلى أن أزمة مياه نهر هيلمند قد غيرت من خطاب إيران تجاه الحركة فبعد أن كان مسؤولو النظام يصفون طالبان بأنها "تيار أصيل" في المنطقة ويتحدثون عن تغيير في توجه الحركة مقارنة مع عهدها السابق عادوا الآن- بعد أزمة المياه- للحديث عن تطرف الحركة وابتعادها عن العقلانية السياسية.
وفي موضوع اقتصادي نوهت الصحيفة إلى تقرير مركز بحوث البرلمان حول الوضع الاقتصادي وتأكيده أن عدد الفقراء في إيران ارتفع إلى أكثر من 30 في المائة خلال عقد واحد حيث أصبح 11 مليون إيراني في عداد الفقراء خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة نسبيا، موضحة أن ظاهرة الفقر تحولت إلى أكبر معضلة في الاقتصاد الايراني.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": زيارة سلطان عمان لا تهدف لإحياء الاتفاق النووي
اعتبر المحلل السياسي حسن لاسجردي في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" أن الزيارة المرتقبة لسلطان عمان إلى طهران تحمل رسائل ودلالات هامة، حيث إن تاريخ الزيارات المشابهة أثبت أنه يأتي ليمهد لمرحلة جديدة من علاقات إيران مع الغرب، معتقدا أن الزيارة ستحمل معها بجانب تعزيز العلاقات الثنائية بين طهران ومسقط، رسائل من بعض الدول الأخرى بما فيها الدول الأوروبية، وحل بعض القضايا الخلافية مثل صفقات تبادل السجناء.
لكن المحلل السياسي حسن بهشتي بور، رأى أن زيارة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى إيران لا تحمل في طياتها رسائل خاصة من الولايات المتحدة الأميركية أو الغرب عموما لأن هذه الدول أصبحت لا تفكر في الاتفاق النووي.
أما عن الطريق الأمثل لحل أزمة إيران النووية والصراع مع الغرب فرأى بهشتي بور أن الخيار الأمثل هو أن تجري إيران مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية وقد يكون السلطان هيثم قد جلب معه آلية جديدة للعمل في هذا الملف.
"شرق": أوهام المسؤولين في السيطرة على التضخم وزيادة النمو الاقتصادي
صحيفة "شرق" تطرقت إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول تحسين الأوضاع خلال الفترة القليلة المقبلة والسيطرة على التضخم من خلال طرح مشاريع "وهمية" حسب تعبير الصحيفة، حيث لا تستند هذه الأرقام والإحصاءات التي يقدمونها إلى خلفية علمية وأساس بحثي.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح مساعد وزير الزراعة الإيراني الذي قال إنه وبالاعتماد على "الحكم الصحيح"، و"هطول الأمطار السنوي" يمكن لإيران توفير المياه لملياري إنسان وليس 80 مليون إيراني فقط.
الصحيفة وصفت هذه التصريحات بالأوهام التي تخصص لها الميزانيات الضخمة وتنفذ في سبيلها مشاريع غير مجدية تقوم بها وزارة الزراعة.
وأكدت الصحيفة أن هذه العقلية التي تحكم إيران حملت البلاد كثيرا من الويلات والمصائب، مشيرة إلى الأعداد التي يعلن عنها المسؤولون حيث يزعمون أنهم سيعملون خلال السنوات الثلاث القادمة ليكون نمو الاقتصاد 8 في المائة أو يخفضوا حجم التضخم إلى أقل من 10 في المائة وهي أرقام خيالية لا دليل على إمكانية تنفيذها من قبل الحكومة الحالية.
"آفتاب يزد": كيف استطاعت طالبان السيطرة على التضخم بينما فشلت إيران؟
تساءلت صحيفة "آفتاب يزد" عن سبب فشل النظام الإيراني في السيطرة على التضخم رغم كل الإمكانيات والادعاءات التي لا يتوقف عن إطلاقها المسؤولون في إيران، وقارنت بين وضع التضخم في إيران والتضخم في أفغانستان تحت سيطرة حركة طالبان.
الباحث السياسي هادي حق شناس قال للصحيفة إن العقوبات التي فرضت على إيران غير مسبوقة ولم تعشها أي دولة وهو ما جعل استحالة تحسين وضع التضخم والأزمة الاقتصادية في إيران، كما لفت إلى الأخطاء المالية التي وقعت فيها الحكومة الإيرانية، معتقدا أن حركة طالبان قدمت أداء ماليا أفضل من إيران خلال السنتين الأخيرتين.
ولفت الكاتب إلى أنه من المشاكل المالية التي تظهر في إيران يمكن الإشارة إلى تصريحات رسمية أدلى بها مساعد منظمة التخطيط والميزانية، حيث قال إنه في العام الماضي وحده شهدت الميزانية نقصا بـ 800 ألف مليار تومان وأن معنى النقص في الميزانية هو التضخم كما توقع أن يستمر هذا النقص في ميزانية العام الجاري.