بعد أسابيع من الهدوء النسبي عاودت أسعار الدولار والذهب الارتفاع من جديد أمام العملة الإيرانية، ليتم بيع الدولار الواحد في الأسواق الحرة بأكثر من 55 ألف تومان.
الهدوء النسبي جاء على خلفية عودة العلاقات بين إيران والسعودية، وتزايد الآمال بتحسن علاقات طهران مع الدول الغربية وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية، لكن حالة الجمود في ملف الاتفاق النووي لا تزال مستمرة، وتعززت بعد فرض واشنطن وحلفائها الغربيين موجة جديدة من العقوبات قبل أيام على قيادات وعسكريين في الحرس الثوري بسبب قمع الاحتجاجات الشعبية.
صحيفة "امروز" الاقتصادية أشارت إلى هذا الارتفاع الجديد، وعنونت في مانشيت الثلاثاء 2 مايو (أيار): "عودة الغلاء إلى أسواق الذهب والعملات الأجنبية"، أما "رويداد أمروز" فنوهت إلى استمرار المواطنين في شراء العملات الأجنبية حفاظا على مدخراتهم وأموالهم.
وفي شأن غير بعيد لفتت صحيفة "أترك" إلى الارتفاع الرهيب في أسعار العقارات في طهران، بحيث أصبح من العسير جدا حصول المواطنين على الشقة المناسبة التي تؤوي عوائلهم بما يملكونه من أموال، وبما يتوافق مع الدخل الشهري الذي يتقاضونه.
الصحيفة تحدثت عن ارتفاع بنسبة 150 في المائة خلال السنوات القليلة الماضية في أسعار العقارات، وقالت إن القرض الذي أعلنت عنه الحكومة قبل سنتين للمستأجرين بمبلغ 100 مليون تومان إيراني لا يكفي لحل أزمة المستأجرين في طهران، كما نوهت إلى تحايل الحكومة في وضع الشروط التعجيزية أمام المستأجرين بحيث تدفعهم بشكل طوعي إلى ترك متابعة الحصول على القرض عندما يرون كثرة الشروط والمطالب الحكومية.
من الموضوعات الاقتصادية الأخرى التي تناولتها صحف عدة اليوم، مثل صحيفة "اعتماد" و"آرمان ملي"، هو موضوع عزم الحكومة فرض ضرائب جديدة على المواطنين. ووفق المشروع الذي ناقشه البرلمان أمس فإن الحكومة ستقوم بفرض ضرائب أكبر على عمليات شراء العقارات والسيارات والعملات الصعبة.
صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، والصحف الأصولية الأخرى مثل "خراسان" و"جوان" التابعة للحرس الثوري أيدت هذه الخطوة، واتهمت المواطنين بالتسبب في زعزعة مكانة العملة الوطنية من خلال تهربهم منها، وشراء العملات الأجنبية أو العقارات.
وقالت إن هذه الممارسات من الناس تضاعف التضخم، متجاهلة إجراءات الحكومة وسياساتها الخاطئة، كما أنها تغافلت عن حقيقة أن المواطن يلجأ لهذه الأعمال حفاظا على أمواله من التبخر في أمواج التضخم العاتية، وليس بهدف الربح وجني الأموال.
في موضوع منفصل أشارت صحيفة "أرمان ملي" إلى تقرير لـ"نيويورك تايمز" الذي قالت فيه إن نائب وزير الدفاع الإيراني الأسبق، علي رضا أكبري، الذي أعدمته طهران مطلع العام الجاري بتهمة التجسس، كان قد سرب معلومات عن موقع "فوردو" النووي الإيراني إلى بريطانيا، وقد كشفت إيران تجسسه لصالح بريطانيا، بمساعدة من روسيا.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": مخاطر تنامي الأعمال المسلحة والاغتيالات في محافظة بلوشستان
صحيفة "جمهوري إسلامي" انتقدت ضعف أداء المؤسسات الاستخباراتية والأمنية الإيرانية في محافظة بلوشستان، وأشارت إلى زيادة ظاهرة الاغتيالات وعمليات القتل في صفوف المسؤولين والشخصيات التابعة للنظام. وكان آخر هذه الحوادث حادثة قتل رئيس شرطة سروان وزوجته على يد مسلحين مجهولين.
الصحيفة قالت إن ما تقوم به الاستخبارات والجهات الأمنية ليس كافيا، ويجب بذل المزيد من الجهد لمعرفة الأسباب الخفيفة وراء ظاهرة زيادة الاغتيالات والعمليات المسلحة في المحافظة.
ورأت الصحيفة أن تعزيز سلطة حركة طالبان في أفغانستان المتاخمة لمحافظة بلوشستان قد ضاعف من وجود هذه العمليات المسلحة في المحافظة، وأن إيران لا تملك إحصائية دقيقة عن أعداد عناصر الحركة النشطين في محافظة بلوشستان الحدودية.
لكن الصحيفة تجاهلت كليا حجم الاستياء الشعبي المتزايد في إيران عموما، وفي محافظة بلوشستان على وجه الخصوص، وما قد يدفع المواطنين اليائسين إلى القيام بمثل هذه الأعمال انتقاما لما يرونه حقوقهم الضائعة على يد النظام والمسؤولين المعينين من طهران في المحافظة.
"ستاره صبح": ضياع فرصة إحياء الاتفاق النووي
في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" قال السفير الإيراني السابق في بريطانيا، سيد جلال سادتيان، إن فرصة إحياء الاتفاق النووي قد ضاعت، على الرغم من رغبة كل من طهران وواشنطن التوصل إلى اتفاق حول الموضوع، مشيرا إلى وجود العديد من التحديات التي تعيق عملية التوصل إلى اتفاق بين البلدين.
كما لفت الدبلوماسي السابق إلى خطأ الحسابات الذي وقعت فيه طهران العام الماضي، عندما تأخرت في العودة إلى المفاوضات بهدف الوصول لموسم الشتاء وممارسة ضغط أكثر على الدول الأوروبية للحصول على تنازلات، ليتبين في النهاية أن التعلل عاد بالضرر على إيران، وأن الدول الغربية استطاعت بإجراءاتها الوقائية منع حدوث أزمة في موسم الشتاء.
"أرمان ملي": واشنطن لا ترغب في استئناف المفاوضات
أما الباحث والمحلل السياسي، دياكو حسيني، فأشار في مقال له بصحيفة "أرمان ملي" إلى عدد من العوامل التي تجعل واشنطن غير راغبة في استئناف المفاوضات مع طهران، مثل الحرب في أوكرانيا واتهام طهران بدعم موسكو، وكذلك الاحتجاجات الشعبية في إيران.
كما ذكر الكاتب أن الاتفاق الأخير بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية جعل الولايات المتحدة الأميركية تشعر بنوع من السيطرة على ملف إيران النووي على المدى القريب والمتوسط على الأقل، وبالتالي فإنها تجد أمامها متسعا من الوقت لمناقشة الملف، والضغط على إيران التي تشعر بحاجة أكبر إلى الإسراع في التوصل إلى اتفاق.
"هم ميهن": خطوات قليلة على بناء الجدران في شوارع طهران بهدف العزل بين النساء والرجال
علقت صحيفة "هم ميهن" على إجراءات بلدية طهران في وضع حواجز عازلة في مترو العاصمة بهدف منع الاختلاط بين الذكور والإناث، كما أشارت إلى تشكيل "لجنة الحجاب والعفاف" في الصيدليات والمراكز الطبية، وقالت إن هذه الإجراءات تثبت صحة تصريحات الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني قبل أعوام عندما حذر من أن هؤلاء الأصوليين المتطرفين سيحاولون عزل الشوارع والفصل بينها بهدف منع الاختلاط.
وكان روحاني قال في عام 2017 في تصريح له: "أنا أعرف هؤلاء جيدا. هؤلاء كانوا يحاولون وضع جدران في أرصفة طهران للعزل بين النساء والرجال في الممرات العامة".