جدل الحجاب والتطورات الإقليمية والدولية المتعلقة بإيران، بالإضافة إلى انتحار مخرج إيراني شهير كانت محور تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 6 أبريل (نيسان).
الصحف الأصولية رأت في موقف المرشد من الحجاب دليلا على دعم الإجراءات التي تتخذها الحكومة والقوانين العقابية التي تُفرض على النساء في هذا المجال، وبالتالي تأتي تصريحات خامنئي كـ"ضوء أخضر" لاستمرار الحكومة بإجراءاتها، وكذلك استمرار أنصار النظام بمضايقة النساء غير المحجبات.
كان خامنئي قد أكد أن "خلع الحجاب حرام من الناحية الشرعية والسياسية"، وأيد ضمنيا ما تقوم به الحكومة من قرارات في هذا الصعيد.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية علقت على الجدل حول الموضوع، وقالت إن موضوع الحجاب أصبح محط جدل حتى بين الأصوليين أنفسهم، حيث لا توجد هناك وجهة نظر سائدة ومتفقة فيما بينهم، وعنونت في صفحتها الأولى: "خلاف داخلي بين الأصوليين".
أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فعنونت بكلام للنائب البرلماني، جليل رحيمي جهان آبادي، الذي رأى أن سلوك المتطرفين والمتشددين الإيرانيين ساهم في هروب المواطنين من البلاد، واختيار الهجرة للعيش في بلاد أخرى بعد أن أصبحت الحياة بالنسبة لهم في إيران مستعصية في ظل الحالة الراهنة.
في شأن منفصل أشارت كذلك صحف عدة إلى ما تم تداوله من حديث حول مقترح أميركي جديد للتوصل إلى "اتفاق مؤقت" مع إيران، حيث رأت صحيفة "روزكار" أن مثل هذا الاتفاق هو عبارة عن "فخ أميركي" وعلى طهران تجنبه وعدم قبوله. وتوقعت الصحيفة عدم إتمام الاتفاق، وإن جولة جديدة من المعركة بين طهران وواشنطن سنشهدها في الفترة المقبلة، حسب قراءة الصحيفة.
من الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها صحف اليوم هو خبر انتحار المخرج الإيراني، كيومرث بور أحمد، البالغ من العمر 74 عاما بسبب "اليأس من المستقبل والكآبة" في ظل الأوضاع الراهنة، حسبما جاء في تعليق الجريدة التي نشرت خبر انتحاره أول مرة.
الصحف اعتبرت انتحار بور أحمد في هذا السن الكبير دليلا على مأساة الإيرانيين وحجم معاناتهم، حيث إن الإنسان البالغ من العمر 74 أيضا يقدم على الانتحار بعد أن يجد أبواب المستقبل مغلقة أمامه ولا يشعر بالإيجابية في الحياة.
صحيفة "أرمان ملي" علقت على الخبر بالقول: "كلنا متعبون"، وتحدث صحيفة "اعتماد" عن الأسباب المحتملة وراء قرار هذا المخرج بالانتحار، وقالت: "قد يكون لمشاركة فيلم له قام بكتابته في المهرجان الذي رعاه النظام تأثير سلبي على نفسيته، لا سيما وإنه كان معارضا لهذه المشاركة، لكن المالكين لهذا الفيلم هم الذين يحق لهم اتخاذ القرار بحضور المهرجان أو رفض المشاركة".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": انتحار المخرج بور أحمد.. الرسائل والخلفيات
قال الناشط والناقد الفني، محمد علي سجادي، لصحيفة "اعتماد" إن "انتحار كيومرث بور أحمد دليل على حجم المعاناة التي نعيشها اليوم، في الواقع هذا الانتحار هو نوع من أنواع الاحتجاج على الوضع الراهن، لماذا إنسان كان مليئا بالطاقة وحب الحياة يقدم على مثل هذا القرار؟ لقد جعلوه يائسا ومتشائما وكدروا الحياة عليه، إن سوء الأوضاع الراهنة هو السبب الوحيد الذي يجعل مثل هذا الإنسان يلجأ إلى الانتحار ليتخلص من معاناته".
يذكر أن بور أحمد كان من الداعمين للانتفاضة الأخيرة، وهو ما جعله يتعرض لهجمات التيار الموالي للنظام، وعلى رأسه صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي، حيث هاجمت المخرج لامتناعه عن المشاركة في مهرجان "فجر" الذي يرعاه النظام بسبب ما تعرض له المتظاهرون من قمع.
وعلق الكاتب مهران كاشاني على خبر وفاة المخرج بالقول: "انتحار بور أحمد هو إنذار مرير ومفاجئ، إن فقدان الأمل بالحياة وعدم وجود أفق مستقبلي واضح لدى الفنانين هو أكبر الأدلة على فشل المسؤولين وأصحاب السلطة في البلاد".
"جمهوري إسلامي": جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "متغلغل" داخل التيار المتشدد في إيران
أشار البرلماني الإيراني، جليل رحيمي جهان آبادي، في تصريحات له إلى مواقف التيار المتشدد في إيران وآثارها على البلاد واستقرارها، وقال: "إذا قامت الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الإيرانية باستقصاء جذور هذه المواقف من المتشددين سيتم العثور على آثار وأيادي إسرائيل، فالأجهزة التابعة لتل أبيب تريد خلق توتر في إيران عبر هذه المواقف لمنع حدوث أي اتفاق مع الدول الغربية، ويجعل هذه الدول غير راغبة في التوصل إلى حل نهائي لمشاكلها مع طهران".
كما علق البرلماني في تصريحاته، التي نقلتها صحيفة "جمهوري إسلامي"، على حالة اليأس والتذمر بين المواطنين من سلوك المتطرفين في البلاد، حيث يبادر كثير من الإيرانيين اليوم على اتخاذ قرار الهجرة والهروب من البلاد نتيجة ممارسات هؤلاء المتطرفين، مضيفا: "إذا لم يتم قيام بإصلاحات أساسية في هذا الصعيد لا يمكن أن نتأمل حدوث أي تحسن في المستقبل".
"آرمان ملي": الصين قد تكون الضامن في تنفيذ بنود اتفاق عودة العلاقات بين إيران والسعودية
في موضوع آخر قال الكاتب والمحلل السياسي، دياكو حسيني، لصحيفة "آرمان ملي"، تعليقا على اتفاق عودة العلاقات بين طهران والرياض بوساطة من الصين، إن ما تظهره التطورات المتسارعة في هذا الملف يؤكد وجود رغبة صينية لملء فراغ الولايات المتحدة في المنطقة، حيث إن بكين تهدف من وراء هذه الوساطة إلى حضور أكبر في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الكاتب: أعتقد أن ما قامت به الصين يتجاوز مجرد الوساطة بين المختلفين سياسيا، بل إن بكين قد تكون الضامن لتنفيذ هذا الاتفاق، وخفض للتوترات بين إيران والمملكة العربية السعودية، والوصول إلى نقطة من الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة.