خبران كانا كفيلين بأن يؤثرا إيجابيا على أوضاع العملة الإيرانية وأسعار الذهب والعملات الصعبة في إيران؛ الأول: الإعلان عن اتفاق مبدئي بين إيران والوكالة الدولية على بعض نقاط الخلاف السابقة.والثاني خبر الاتفاق بين إيران والمملكة العربية السعودية.
وكانت هذه النتيجة هي ما دفعت كثيرا من المراقبين إلى تذكير الحكومة بأهمية بناء علاقات مسالمة وإيجابية مع الدول من شأنها أن تهدئ الاضطراب المستمر في اقتصاد إيران منذ قرابة 5 سنوات.
وبعد زيارة غروسي والاتفاق مع الرياض على عودة العلاقات الثنائية، تحسن وضع العملة الإيرانية ليتم تداول الدولار بـ 44 ألف تومان أمس السبت بعد أن كان الدولار الواحد يباع في الأسواق الحرة بـ 60 ألف تومان قبل هذين الحدثين.
صحيفة "جهان صنعت" سلطت الضوء على الموضوع وتساءلت عما إذا كان هذا التحسن سيستمر أم سنشهد عودة تراجع العملة الإيرانية بعد أيام من خفوت أصداء هذه الأخبار الإيجابية؟ لتخلص الصحيفة إلى أن استمرار تحسن وضع العملة الإيرانية بحاجة إلى أن تصل العلاقات بين إيران والدول الغربية إلى مرحلة مقبولة من التوافق وعدم التوتر، مؤكدة أن العقوبات لا تزال تشكل تهديدا كبيرا على الاقتصاد الإيراني. كما استبعدت صحيفة "سازندكي" أن يستمر الدولار في التراجع أمام التومان إلى أقل من 40 في المائة.
وفي موضوع متصل، تستمر الصحف الموالية للنظام والمعروفة بتشددها حيال كل من يعارض سياسات نظام طهران سواء كان من الداخل أو في الخارج، وسواء كانوا أفرادا أو دولا، وفي تبريره لقبول الاتفاق الأخير مع السعودية واعتباره "إنجازا" قال شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي إن ما يميز هذا الاتفاق عن الاتفاقيات السابقة هو تضمنه "حذف" الولايات المتحدة الأميركية من علاقات الدول في المنطقة.
كما ادعت صحيفة "جوان" أن هناك "نظاما غير أميركي" بدأ يتشكل في منطقة غرب آسيا والشرق الأوسط وذلك بمحورية الصين، ما يعني أن معسكر الشرق أصبح نشطا مقابل معسكر الغرب الذي تقوده أميركا.
أما الباحث السياسي مرتضى قورجي فقد انتقد هذه النظرة السطحية في تحليل المقربين من النظام، وقال لصحيفة "دنياي اقتصاد" إن الفصل بين الصين والولايات المتحدة الأميركية في العلاقات الدولية أمر خاطئ ولا وجود له على أرض الواقع، لأن العالم اليوم لم يعد يعرف شرقا وغربا وأن جميع دول العالم تعمل في نظام اقتصادي متشابك ولو كان هناك إدراك وفهم في إيران تجاه هذه الحقائق لما ضيعت فرصة المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية كما لاحظنا ذلك ولأصبحنا ضمن شبكة الاقتصاد العالمي.
بدوره قال السفير الإيراني السابق في ألمانيا للصحيفة إن إيران اليوم باتت تفكر فقط في "البقاء" وليس "التقدم والتنمية"، لأن التقدم والتنمية يتطلبان طريقة تفكير مختلفة عما هي عليه اليوم في إيران، مضيفا أن كوريا الشمالية أيضا تفكر في البقاء فقط وهي أصبحت تحت الوصاية الصينية.
صحيفة "هم ميهن" أيضا دعت إلى ضرورة الانفتاح على الدول الأخرى، وقالت: "ليس هناك حاجة في أن نعارض كل سياسة لمنافسينا، وأن نعتبر العلاقة مع السعودية سلبية في يوم وإيجابية وإنجازا في يوم آخر، في الوقت الذي نشاهد الظروف لا تزال نفسها ولم تتغير، من المتأمل أن يتم العمل على إحياء الاتفاق النووي بنفس المنطق الذي تم اعتماده في التوصل إلى اتفاق مع الرياض".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جهان صنعت": إذا لم تتحسن علاقات إيران مع العالم فإن نتائج الأخبار الإيجابية الأخيرة ستكون مؤقتة
قال الخبير الاقتصادي وعضو لجنة ممثلي غرفة طهران التجارية، فريال مستوفي، لصحيفة "جهان صنعت" تعليقا على التحسن في العملة الإيرانية بعد خبر عودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية والتوصل إلى اتفاق مبدئي مع الوكالة الدولية، قال مستوفي: "إذا لم تعد إيران إلى المجتمع الدولي وتنفتح على كافة الدول فإن آثار الأخبار الإيجابية الأخيرة ستكون مؤقتة وستعود العملة الإيرانية إلى التراجع"، مشيرا إلى أن إيران لديها 18 مليار دولار مستحقات من النقد الأجنبي على العراق وأن الحصول على 800 مليون دولار فقط من هذه الأموال، لا يمكن له أن يخلق تأثيرا إيجابيا مستداما على الأسواق في إيران.
بدوره قال العضو السابق في الغرفة التجارية الإيرانية، جمشيد عدالتيان شهرياري، للصحيفة إن ما يحدد سعر العملات الصعبة هو مبدأ العرض والطلب في السوق، ولو انخفض سعر الدولار إلى أقل من 40 ألف تومان فإن الطلب على شرائه سيزاد ويساهم ذلك على خروج الاستثمارات من إيران بشكل أكبر وبالتالي قد يشكل ذلك نتائج سلبية بشكل أو بآخر.
"ستاره صبح": واشنطن تشعر بالرضا من الاتفاق الأخير بين طهران والرياض لأن التوتر في المنطقة لا يخدم مصالحها
قال المحلل السياسي علي بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن هدف الصين من الوساطة بين طهران والرياض هو ضمان تأمين الطاقة بشكل مستدام من منطقة الشرق الأوسط، معتقدا أن الاتفاق الأخير بين إيران والمملكة العربية السعودية بوساطة من الصين تم برضا وموافقة من الولايات المتحدة الأميركية لأن خفض التوتر والتصعيد في المنطقة لا يخدم مصلحة أحد بما فيها الولايات المتحدة.
"اعتماد": الصين الرابح الرئيسي من الاتفاق.. تليها السعودية وإيران
قال الكاتب الإصلاحي عباس عبدي في مقال تحليلي حول اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية بوساطة من الصين، إن نتائج هامة ستجنيها كل من هذه الدول الثلاث، لكن يمكننا أن نعتبر أن بكين هي الرابح الرئيسي في هذه الاتفاقية، لأنها أولا ضمنت أسواقها للطاقة في منطقة الشرق الأوسط ووسعت ثانيا من دائرة نفوذها الدبلوماسي بين دول المنطقة وعززت علاقتها بدولتين مهمتين في الشرق الأوسط.
أما بالنسبة لإيران فإن هذه الخطوة ستجعلها مجبرة على الدخول في نوع من الاتفاقيات السياسية الدولية والهامة، وبالرغم مما يحقق لها هذا الاتفاق إلا أنه يضع أمامها بعض القيود الخاصة.
أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فإن الاتفاق الأخير سيجعلها مستغنية عن الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية حسب قراءة الكاتب.