بينما يستمر اتهام المعارضة للنظام بالضلوع في أحداث تسميم طالبات المدارس لأسباب واعتبارات عدة على رأسها محاولته الانتقام من النساء لدورهن في الاحتجاجات، وإشغال الرأي العالم وحرفه عن الأزمة الاقتصادية، خرج المرشد الإيراني، علي خامنئي أمس، ونفى أي دور للنظام في أحداث التسمم.
ووصف خامنئي هذه الأحداث بـ"الجريمة الكبيرة"، داعيا مسؤولي النظام إلى العمل على معرفة الأسباب ومحاسبة الجناة.
واهتم العديد من الصحف الصادرة اليوم، الثلاثاء 7 مارس (آذار)، لا سيما الأصولية منها بخطاب خامنئي حول الأزمة، بينما استمرت صحف أخرى بانتقاد الحكومة ومسؤولي النظام على دورهم الضعيف وتخبطهم المستمر في التعاطي مع الأزمة، وجهلهم بالأسباب الحقيقية للأحداث، وعدم تحديد طبيعتها ومصدرها، وآثار هذه الهجمات على صحة وسلامة الطالبات مستقبلا.
في السياق نفسه لفتت بعض الصحف مثل "أخبار صنعت" إلى إعلان وزارة الصحة الإيرانية الغامض حول الأحداث، حيث قال مساعد وزير الصحة الإيرانية، سعيد كريمي، أنه وبناء على تقرير اللجنة العلمية للنظر في حالات التسمم، فإن بعض التلميذات تعرضن للتسمم بواسطة "مادة استنشاقيه"، دون أن يوضح طبيعة هذه المادة وحجمها وكيفية صنعها ومصدرها المحتمل، مما جعل الشارع الإيراني يضاعف من انتقاداته لغموض النظام في تعامله مع الأزمة.
من القضايا التي اهتمت بها صحف اليوم كذلك هو انعكاسات زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران، حيث أثرت الزيارة إيجابيا على مسار انهيار العملة الإيرانية فبعد أن تم تداول الدولار في الأسواق الحرة بـ60 ألف تومان قبل أيام تحسنت العملة نسبيا واستعادت بعضا من قيمتها، ما دفع بالكثير من الخبراء والمحللين بتذكير الحكومة بأهمية التوصل إلى اتفاق مع المجتمع الدولي، وإنهاء العقوبات عن إيران التي تعد السبب الرئيسي في انهيار الاقتصاد الإيراني؛ على الرغم من إنكار النظام لهذه الأهمية والادعاء باستطاعته معالجة الأزمات دون الحاجة إلى التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية حول برنامج إيران النووي.
وقالت صحيفة "تجارت" إن السبب الرئيسي في التحسن الطفيف في العملة الإيرانية هو زيارة رافائيل غروسي إلى طهران ولقائه بالمسؤولين الإيرانيين، وهو ما أعاد الأمل بالتوصل إلى اتفاق بعد شهور طويلة من القطيعة الدبلوماسية.
أما صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، فقد حذرت من قبول أي مفاوضات أو اتفاق لا يؤدي إلى رفع كامل العقوبات عن طهران، واصفة هذا النوع من الاتفاقيات الجزئية بـ"الفخ" الذي يراد تمريره عبر "اتفاق مؤقت".
اقتصاديا علقت بعض الصحف مثل "اقتصاد بويا" على الوضع السيئ للمواطنين الإيرانيين مع اقتراب موعد عطلة نهاية السنة الإيرانية والاحتفالات الشعبية، التي بات الآن من الصعب على المواطنين الاحتفال بها في ظل الأزمة الاقتصادية والتراجع الكبير في القدرة الشرائية للمواطنين.
وعنونت الصحيفة تقريرا لها حول الموضوع بـ"عطلة نيروز غريبة"، وقالت إن كثيرا من المواطنين عندما يذهبون إلى السوق يمتنعون عن الشراء عند رؤيتهم للأسعار الباهظة.
أما "اقتصاد ملي" ففندت جميع التحليلات والقراءات المتفائلة تجاه تحسن التضخم في البلاد، وعنونت في مانشيتها بـ"انخفاض معدلات التضخم.. أضغاث أحلام".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمهوري إسلامي": زيارة غروسي انعكست آثارها سريعا على وضع العملة الإيرانية
أشارت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى التحسن الطفيف الذي تشهده العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية، ورأت أن السبب الرئيسي وراء هذا الأمر هو الزيارة الإيجابية لمدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، والحديث عن التوصل إلى اتفاق ما يمهد الطريق إلى إحياء المفاوضات النووية، وقالت إنه يجب على المسؤولين التوقف عن الادعاء بأن الوضع الاقتصادي في إيران غير مرهون بالتطورات الخارجية وأزمة الملف النووي، مؤكدة أن انعكاسات الزيارة على سوق العملات والذهب تثبت خلاف ما يدعيه المسؤولون، وتفرض عليهم ضرورة العمل الجاد والسريع لإحياء الاتفاق النووي، لأن آثاره ستكون سريعة وجلية على الوضع الاقتصادي في البلاد.
وكتبت الصحيفة: "يُتأمل من المسؤولين العمل على إحياء الاتفاق النووي ووضعه في جدول الأعمال من أجل حل المشاكل الاقتصادية والأزمة التي تعيشها البلاد".
"اعتماد": الاتفاق مع الوكالة الدولية سيحل عقدة رئيسية من ملف إيران النووي
أما الكاتب والمحلل السياسي، حسن بهشتي، فأشار في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى مواقف غروسي في الأيام الأخيرة، وقال إن نبرة خطاب غروسي هذه الأيام تظهر نوعا من الأمل والتفاؤل تجاه المفاوضات التي أجراها مع المسؤولين الإيرانيين، ويبدو أن مسار المفاوضات كان إيجابيا. وفي حال كانت نتائج الاجتماع الفني المرتقب بين ممثلي الوكالة وبين إيران مرضية للطرفين فإنها بكل تأكيد ستؤثر إيجابيا على بدء مفاوضات طهران مع مجموعة "4+1"
وأضاف بهشتي: "في حال تمت الإجابة على الأسئلة بشكل كامل واقتنعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن عقدة رئيسية سيتم حلها من ملف إيران النووي".
"جوان": خطر الوقوع في "فخ الاتفاق المؤقت"
حذرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، من عقد اتفاق "مؤقت" حول برنامج إيران النووي، وقالت إن تصريحات المسؤولين الأميركيين في الفترة الأخيرة تؤكد أنهم قد تجاوزا الاتفاق النووي بصيغته المتفق عليها عام 2015، وذلك بسبب الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد، وأصبحوا الآن يميلون إلى عقد اتفاق مؤقت مع طهران ليكون بديلا عن الاتفاق النووي.
وعن طبيعية هذا الاتفاق المؤقت قالت الصحيفة إنه يعني: "فرض قيود على نشاط إيران النووي مقابل تقديم بعض التسهيلات حول العقوبات المفروضة على طهران".
ووصفت الصحيفة هذا الاتفاق بـ"الفخ"، محذرة السلطات من الوقوع فيه لأنه- حسب قراءة الصحيفة- يتضمن تعليق جزء من العقوبات وليس كلها مقابل فرض قيود على برنامج إيران النووي.
وقالت إن قبول هذا الاتفاق سيجعل الملف النووي الإيراني تحديا مستمرا بالنسبة للدول الغربية وقضية استنزافية للبلاد.