تفاقم أزمة تسمم الطالبات والغموض في مفاوضات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هما الموضوعان الرئيسيان في تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 6 مارس (آذار).
وفي موضوع تسميم الطالبات يستمر تخبط السلطات وعدم تحديدها لمن يرتكبون هذه الجرائم، وهو ما جعل الأخبار والشائعات تكثر في إيران هذه الأيام، فالنظام يحاول تارة اتهام "الأعداء" بالوقوف وراء الأزمة لتحريك الشارع الإيراني ضد النظام، ويقلل من أهميتها تارة أخرى، فيما يتهم المعارضون السلطات الحاكمة بالقيام بهذه الأحداث ثأرا من النساء اللائي كان لهن الدور الأبرز في الانتفاضة الشعبية التي شهدتها البلاد.
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية كشفت عن قرارات جديدة للسلطات للتعامل مع أزمة تسمم الطالبات، حيث أمرت دوائر التربية والتعليم جميع المدارس التي قد تشهد حالات تسمم جديدة بمنع خروج الطالبات من المدرسة وعدم السماح بنشر الأخبار المتعلقة بالموضوع في وسائل التواصل الاجتماعي، فيما يبدو أنها محاولة للتعتيم على المعلومات والأخبار المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي.
كما نوهت صحيفة "شرق" إلى ما تعكسه أزمة تسمم الطالبات، حيث يلاحظ قطيعة بين ما يرويه النظام وما يؤمن به المواطنون، مشيرة إلى تراجع "الثقة والقبول" لدى الشارع الإيراني تجاه ما يصدر عن السلطات، واصفة ذلك بـ"الخسارة الحقيقية" التي لا يمكن "ترميمها" مستقبلا.
أما صحيفة "كيهان"، فوصفت تسمم طالبات المدارس بـ"الفتنة" التي خطط لها "الأعداء" لضرب شخصيات النظام وقيادات الدولة من خلال تشويه صورهم أمام الرأي العام الإيراني.
وفي موضوع آخر، لفتت صحيفة "آفتاب يزد" إلى زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي إلى طهران ونقلت عن الدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد قوله إنه لا يمكن الحكم على نتائج الزيارة من خلال تصريح هنا وهناك، ويجب انتظار الاجتماع المرتقب لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة، مضيفا: "في حال اكتفى المجلس بإصدار بيان حول إيران، فإن نتيجة الزيارة تكون إيجابية، لكن لو صدر قرار ضد طهران فهذا يعني أن الزيارة لم تكن مثمرة،.
وفي شأن منفصل، علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على سياسات النظام الإيراني تجاه أفغانستان، ودعمها لحركة طالبان على حساب الشعب الأفغاني، ووصفت العلاقة بين النظام الإيراني وطالبان بـ"العشق السياسي" وقالت إن السياسة الحالية لإيران ستكون مكلفة لها، وكتبت: "مع الأسف الشديد فإن سياستنا الخارجية في الوقت الحالي تمر بأضعف مراحلها وأكثرها خطورة خلال 44 سنة".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": النظام يكرر أخطاء "الطائرة الأوكرانية" في تعامله مع قضية تسمم الطالبات
دعا الكاتب والأستاذ الجامعي بيجن عبدالكريمي في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، دعا النظام الإيراني إلى عدم تكرار خطأ الطائرة الأوكرانية في التعامل مع قضية تسمم الطالبات، مدعيا أن إسرائيل هي من يقف وراء هذه الأزمة. وقال إن إيران دخلت مرحلة جديدة من الحرب وهذه المرحلة تجري داخل أراضيها، حسب تعبيره.
وقال الكاتب إنه يعتقد أن النظام يرتكب نفس الخطأ الذي وقع فيه أثناء التعامل مع قضية الطائرة الأوكرانية، وهذا يشكل خطرا على النظام، داعيا إلى مزيد من الشفافية والوضوح في طبيعة هذه الأحداث وأصلها.
وقال عبدالكريمي إن "سفينة الثورة" تواجه أخطارا كثيرة ويجب تفريغ بعض الحمولات الزائدة من متن هذه السفينة؛ في إشارة إلى ضرورة التخلي عن بعض السياسات التي تضاعف من التحديات والأخطار على النظام السياسي الحاكم.
وأضاف: "الذي بات يعتقده المواطنون هو أن تسمم الطالبات من تدبير النظام نفسه. أما إن كان من قبل دول أخرى فهذا يؤكد ضعف النظام وعجزه".
"سازندكي": تسمم الطالبات قد يدفع الناس للنزول إلى الشوارع والتظاهر ضد النظام
عادت صحيفة "سازندكي" الإصلاحية للنشر مؤخرا بعد قرار توقيفها بسبب تقرير لها عن الغلاء، وأشارت إلى موضوع تسمم طالبات المدارس في إيران، وقالت إن الموضوع بدأ يتحول إلى "أزمة" موضحة أن الإهمال والتساهل الذي يحدث في التعامل مع القضية شبيه بما جرى في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بعد حادثة مهسا أميني، والتي دفعت الناس للنزول إلى الشوارع والتظاهر ضد النظام.
وأكدت الصحيفة أن قضية التسمم قد تصبح عاملا في إشعال فتيل الأزمة وإثارة غضب المواطنين.
"كيهان": تجب محاسبة كل من نشر وتداول أخبارا حول تسمم طالبات المدارس واتهم النظام
دعت صحيفة "كيهان" المتشددة والمقربة من المرشد علي خامنئي، دعت النظام الإيراني والجهات الأمنية إلى مساءلة ومحاسبة كل الأشخاص الذين نشروا وتداولوا أخبار تسمم طالبات المدارس في البلاد.
وكتبت: "الانسجام في مواقف وسائل الإعلام ذات الهوى الغربي في اتهام النظام بتسميم طالبات المدارس وتبرئة أعداء الشعب الإيراني من فتنة تسميم الطالبات يعزز من فرضية أن تكون أجهزة الاستخبارات الأجنبية هي التي تقف وراء هذه الأحداث".
وأضافت الصحيفة: "في الأيام الأخيرة حاول بعض الشخصيات مثل عباس عبدي في صحيفة "اعتماد"، وعباس آخوندي في صحيفة "شرق"، وكذلك صادق زيبا كلام، حاولوا تبرئة ساحة الأعداء من الضلوع في الحادثة واتهموا النظام بالوقوف وراء حالات التسمم دون أن يكون لهم سبب أو دليل.
وقالت "كيهان" أيضا: "يتوجب على الجهات الأمنية والقضائية استدعاء مثل هؤلاء لكشف خيوط هذه الفتنة التي تستهدف تشويه قيادات النظام والقضاء على مكانتهم".