يستمر المراقبون والمحللون السياسيون في إيران في إطلاق تحذيراتهم حول خطورة المرحلة التي تمر بها إيران فيما يتعلق بملفها النووي، حيث يطالبون بشكل حثيث حكومة بلادهم بضرورة استدراك الموقف العصيب الذي باتت تواجهه طهران جراء تعقيد الملف النووي.
وكتب المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، جاويد قربان أوغلو، مقالا بصحيفة "آرمان ملي" دعا فيه إلى تجنب التوتر في علاقات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية تنتظر تقرير الوكالة لتمضي في عسكرة ملف إيران النووي والتعامل معه من وجهة نظر أمنية.
وأضاف الكاتب أنه وفي حال لم يتم التوصل خلال زيارة غروسي الحالية إلى اتفاق مع المسؤولين الإيرانيين فسيتم نقل ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي في اجتماع أبريل (نيسان) القادم أو الاجتماعات التي تلي ذلك الموعد.
كما عنونت صحيفة "آفتاب يزد" بـ:"زيارة غروسي إلى إيران هامة وذات دلالة". ونقلت عن الخبير السياسي علي بيكدلي قوله إن التقرير المرتقب من مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول إيران سيكون تقريرا مصيريا في تحديد طبيعة القرارات الأممية التي تتخذ حول إيران. أما "أبرار" فاستخدمت عنوان: "الولايات المتحدة يدها على الزناد وفي انتظار عودة غروسي من زيارته لطهران".
ومن الموضوعات التي لا تزال تشكل هاجسا لدى الصحف ووسائل الإعلام الإيرانية، أزمة تسمم أو تسميم طالبات المدارس في إيران بعد أن شهدت الأربعاء الماضي أوسع حالات التسمم، حيث تجاوز عدد المدارس المتسممة في يوم واحد أكثر من 30 مدرسة.
ويلاحظ وجود تخبط واضح وجلي في مواقف المسؤولين الإيرانيين، فبينما تجدهم تارة يقللون من حجم هذه الأحداث ويزعمون أن الدعاية الإعلامية المعارضة للنظام ضخمت حجم هذه الأحداث تجدهم في المقابل يتهمون "الأعداء" بتسميم طالبات المدارس لممارسة الضغط على إيران.
صحيفة "جمله" نقلت كلام الرئيس الإيراني الذي قال: "أزمة العملات الصعبة وتسمم طالبات المدارس من عمل الأعداء مثل الاحتجاجات"، فيما عنونت "إسكناس" بالقول: تسميم الطالبات مشروع الأعداء ضمن الحرب الهجينة"، أما "آفتاب اقتصادي" فعنونت أيضا بكلام رئيسي الذي قال: "العدو يريد وقف قطار التقدم في إيران".
ومن الموضوعات المتصلة بأزمة تسمم الطالبات، انتشار مقطع فيديو يوثق اعتداءً وحشيا لعناصر أمن إيرانية على والدة إحدى الطالبات المتسممات بعد احتجاجها على الوضع ومطالبة المسؤولين بتوفير الأمن للمدارس، حيث قام عدد من عناصر الأمن بإسكاتها وسحلها في الشارع، وهو ما أثار ردود فعل واسعة لدى الإيرانيين مما أجبر السلطات على الإعلان عن اعتقال المتورطين في الحادثة.
أما صحيفة "سياست روز" الأصولية فقدمت رواية أخرى، حيث زعمت أن الشخص الذي ظهر وهو يسحل السيدة المحتجة برفقة عدد من عناصر الأمن لا ينتمي إلى الأمن الإيراني وأنه قام بضرب المرأة وسحلها لتحريك الرأي العام في الداخل ودفع المواطنين إلى التظاهر والاحتجاج رغم أن بعض المسؤولين مثل المدير السابق لوكالة "مهر" للأنباء مجيد رفيعي قد أقر بأن المعتدي على المرأة ينتمي إلى أحد مقرات الباسيج الذي يتعاون مع الأمن في مثل هذه الحالات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": المناخ الدولي ضد إيران وخطورة نقل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي وعودة العقوبات الأممية
قال الكاتب والمحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقابلة معه صحيفة "ستاره صبح" إن المناخ الدولي اليوم أصبح ضد إيران لعدد من الأسباب، على رأسها أزمة تخصيب اليورانيوم، وكذلك الاتهامات الموجهة لطهران في دعم أوكرانيا، وقال في هذا الخصوص: "مع الأسف الشديد فإن المناخ الدولي شهد تغييرات في الفترة الأخيرة ضد إيران كما أن موضوع الاتفاق النووي بات مرتبطا بشكل وثيق مع قضايا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وما دمنا لم نحل خلافاتنا مع الوكالة الدولية للطاقة فإن الأزمة حول الملف النووي ستستمر ولن نجد لها حلا.
وعن احتمالة انتقال ملف إيران إلى مجلس الأمن ووضعه تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وردود الفعل الإيرانية، قال بيكدلي: "لن يكون لإيران رد فعل خاص حينها، فلو أصبح ملفها تحت الفصل السابع ستعود كافة العقوبات الأممية المفروضة على إيران قبل عام 2015 وستمنع جميع دول العالم من التعامل مع إيران"، مضيفا: "في حال وضعت حكومة ما تحت الفصل السابع فإنها تعتبر دولة معتدية وسيتم التمهيد للعمل العسكري ضدها".
"وطن امروز": زيارة غروسي تمت بتخطيط أميركي
أما صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري، فأشارت إلى زيارة رافائيل غروسي إلى إيران، وكانت متشائمة تجاه النتائج التي قد تصدر عنها، حيث ادعت أن زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة جاءت بتخطيط وهندسة أميركية لتحديد مصير الاتفاق النووي، متهمة الولايات المتحدة الأميركية بعرقلة الوصول إلى اتفاق نووي في الفترة السابقة.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه العديد من المسؤولين السابقين في الحكومة الإيرانية وعلى رأسهم شخص الرئيس حسن روحاني أن أطرافا إيرانية بمن فيهم البرلمان الأصولي هم المسؤولون عن عرقلة التوصل إلى اتفاق نووي من خلال إدراج قضايا خارج إطار الاتفاق النووي ضمن المفاوضات التي كان يقودها وزير خارجيته محمد جواد ظريف.
كما قالت الصحيفة إن "تولي غروسي رئاسة الوكالة الدولية للطاقة الذرية جعل ملف إيران النووي يشهد تعقيدا أكثر، حيث إنه ومنذ تولي إدارة الوكالة حولها إلى أداة ضغط غربية يحاول من خلالها كسب امتيازات للدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية".
"اعتماد": ضعف الحكومة في التعامل مع أزمة تسمم طالبات المدارس
تطرق الكاتب الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى أزمة تسمم طالبات المدارس في إيران، ولفت إلى أن المسؤولين يحاولون التغاضي عن هذه الأزمة وعدم الحديث عنها، لأنهم يخشون من أن تتحول إلى رأي عام شعبي وهو ما يهدد باندلاع أزمة شاملة.
كما لفت الكاتب إلى إعلان الرئاسة الإيرانية تكليف وزير الداخلية بمتابعة الملف، وقال إن الرأي العام في إيران كان يتوقع معالجة حاسمة وسريعة من قبل النظام لهذه الأزمة لا أن يتم تكليف وزير الداخلية بمتابعة الأمر بعد 3 شهور من الأحداث المستمرة.
وأوضح عبدي أن العامل الرئيسي في أن أصبح الموضوع مكلفا بالنسبة للنظام هو أن الأجواء الإعلامية في إيران "مسمومة"، فأي خبر سيضاعف من حجم الاحتقان، وتزيد التكهنات والتحليلات حول الموضوع بسبب عدم الشفافية من قبل الحكومة.