يستمر الغموض في موضوع تسمم طالبات المدارس في إيران دون أن تستطيع السلطات الكشف عمن يقف وراء هذا التسمم، والدوافع الحقيقة التي دعت الفاعل أو الفاعلين للقيام بمثل هذه الممارسات.
صحيفة "أرمان امروز" أشارت في تقرير لها اليوم، الأربعاء 1 مارس (آذار)، إلى الموضوع وقالت: "لم يعد يشك أحد أن تسمم الطالبات في مدارس قم وبروجرد وطهران متعمد، لكن لا أحد يستطيع معرفة طبيعة السم أو الفاعل وراء ذلك"، موضحة أن البعض يرى أن الفاعل يريد تحقيق مكاسب سياسية وراء فعلته، كما يرى آخرون أن هناك تيارا متطرفا في الداخل يحاول دفع الأهالي في إيران إلى حرمان بناتهم من المدارس حفاظا على سلامتهم.
أما كاتب صحيفة "اعتماد"، عباس عبدي، فأشار إلى حوادث التسمم المتكررة وقال: "لا عاقل يقبل أن الأجهزة الأمنية والجهات المعنية في مدن مثل "قم" عاجزة عن معرفة طبيعة هذه الأحداث أو الكشف عن خيوطها، لا سيما بعد أن تيقن الجميع أن التسمم متعمد ومقصود".
أما صحيفة "أترك" فنقلت كلام النائب في البرلمان الإيراني، كوجكي نجاد، حول الأحداث وعنونت بـ"لقد سمموا البنات"، وانتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" فقدان الشفافية لدى الحكومة في الإعلان والكشف عن تفاصيل هذه الأحداث.
كما أشارت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد" إلى الإحصاءات والأرقام المتناقضة التي يدلي بها المسؤولون حول حالات التسمم في البلاد، ما جعل المواطنين لا يثقون بكل ما يصدر عن الحكومة والجهات المسؤولة.
من الموضوعات الأخرى التي حظيت باهتمام صحف اليوم هو تطورات الملف النووي، والآمال والمخاوف التي تدور حول الموضوع، فبينما تحاول السلطات الادعاء بأن انفراجة قريبة ستحصل في ملف المفاوضات النووية، وأن طهران باتت قريبة من التوصل إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ما يمهد الطريق لحل باقي الخلاف في موضوع الاتفاق النووي، وهو ما تبنته الصحف الموالية للنظام، نجد الصحف الأخرى متشائمة نسبيا من هذه التحركات لا سيما وأنها تتزامن مع الإعلان عن كشف جزئيات صغيرة من اليورانيوم تتجاوز نسبته 84%.
وربما الموضوع الأكثر حضورا في الصفحات الأولى من تغطية صحف اليوم فهو وفاة الفهد الإيراني الصغير "بيروز" المهدد بالانقراض بعد صراع مع المرض، ولفتت الصحف إلى عجز السلطات توفير الظروف المناسبة للحفاظ على روح هذا الحيوان الذي تحول إلى رمز لتجسيد معاناة الإيرانيين وبؤسهم.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": أخطاء السياسة الخارجية خلقت الأزمات التي تواجهها إيران
قال الدبلوماسي السابق والمحلل السياسي، عبد الرضا فرجي راد، لصحيفة "ستاره صبح" إن الحكومة الحالية في إيران عجزت عن كسب ثقة الدول الأخرى في تعاملاتها وعلاقاتها مع طهران، وحرمت البلاد من جذب الاستثمارات إلى الداخل بسبب وجود تيار فكري خاص ينطلق مع منطلقات متشددة لا تخدم مصلحة البلاد العليا.
وأكد فرجي راد أن وقوع الأخطاء في السياسات الخارجية هو السبب في خلق هذه التوترات والأزمات التي تواجها إيران على صعيد علاقاتها الدولية.
كما لفت الكاتب إلى أنه "مما ساهم في تأزم الوضع وعدم قدرة البلاد على التواصل الإيجابي مع الدول الأخرى هو إقصاء الشخصيات الخبيرة في فنون الدبلوماسية والتواصل البناء مع الدول الأخرى".
"شرق": ممثلون غربيون يغادرون اجتماع مجلس حقوق الإنسان بعد بدء كلمة عبد اللهيان
في شأن متصل أشارت صحيفة "شرق" إلى حضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى جنيف للمشاركة في اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، واعتبرته فرصة للتواصل مع الدبلوماسيين الغربيين، كما أشارت إلى كلمة عبد اللهيان التي تزامنت مع مغادرة وفود دول عدة منها ممثل الولايات المتحدة للاجتماع.
كما لفتت الصحيفة إلى موقف مجموعة من الدول الغربية من أوضاع حقوق الإنسان في إيران، حيث أصدرت أكثر من 40 دولة بيانا مشتركا تمت قراءته في اجتماع مجلس حقوق الإنسان طالبت فيه النظام الإيراني بإلغاء عقوبة الإعدام التي يمارسها على نطاق واسع لتخويف المتظاهرين والمعارضين لحكمه.
"مستقل": الإصلاحيون والأصوليون يفتقرون إلى "لغة مشتركة مع الشباب"
في شأن داخلي أشار الناشط السياسي الإصلاحي، محمود زماني قمي، إلى الانقطاع الكبير الذي يظهر بين السياسيين وبين جيل الشباب، مؤكدا في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن كلا من التيارين العاملين في إيران (الإصلاحيين والأصوليين) لا يمتلكون لغة مشتركة مع الشباب.
ولفت الكاتب إلى تآكل شعبية الإصلاحيين في إيران، وقال إن التيار الإصلاحي لم يستطع مواجهة التطورات الأخيرة بشكل ناجح وسديد، وظهر وكأنه فاقد للمهارات اللازمة في هذا الصدد، موضحا أن الإصلاحيين حاولوا ومن خلال العمل داخل منظومة الحكم إصلاح المشاكل والأخطاء، لكن ثبت عدم فاعلية هذه الطريقة في الإصلاح والتصحيح وعدم إمكانية تطبيقها.
أما عن أفضل الحلول أمام إيران للخروج من الأزمة الراهنة؛ قال قمي زماني إن "أفضل هذه الحلول يتمثل في أن يقوم صناع القرار في البلاد- كخطوة أولى- بإجراء تغييرات أساسية في البلاد والاعتراف بشرعية الاحتجاجات وقبولها"، مستدركا: "إلا أن التجارب أظهرت أن نصائح وتوصيات الحريصين على مستقبل البلاد ووجهت بإجحاف وجحود من قبل الجهات الحاكمة".