بأمل طفيف وحماس متواضع غطت صحف إيران الصادرة اليوم، الثلاثاء 28 فبراير (شباط)، أخبار التحركات الدبلوماسية الأخيرة.
ومن هذه التحركات زيارة وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى جنيف، وكذلك الإعلان عن زيارة مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى طهران خلال الأيام القادمة بأمل حل معضلة الاتفاق النووي، وخروج إيران من أزمتها الاقتصادية الراهنة.
لكن مراقبين ومحللين في الداخل الإيراني يرون أن فرص نجاح هذه التحركات الأخيرة لا تعدو أن تكون شبيهة بالمرات السابقة إن لم تكن أقل منها، وذلك لكثرة التعقيدات الدولية والتحول الكبير في مواقف الدول الأوروبية بعد أزمة الطائرات المسيرة لروسيا، وقمع الانتفاضة الشعبية في إيران.
وأشارت صحيفة "أترك" إلى زيارة غروسي المحتملة إلى طهران، وعنونت في المانشيت وكتبت: "ما هي رسالة زيارة غروسي إلى إيران؟"، معتقدة أن هذه الزيارة ستكون في صالح الطرفين الإيراني والغربي، أما "آرمان ملي" فأشارت إلى الأخبار والإشاعات التي تتحدث عن مرافقة كبير المفاوضين الإيرانيين السابق، عباس عراقجي، الوفد الإيراني المفاوض ما يعطي أملا بإنجاح المفاوضات نظرا لخبرة عراقجي في المفاوضات من هذا النوع.
أما "دنياي اقتصاد" فلفتت إلى الزيارة، وتوقعت أن يكون هناك اتفاق "محدود" و"تكتيكي" في المرحلة القادمة، وذلك بالنظر إلى حجم الخلافات الكثيرة وتشعبها، ما يجعل من المستحيل إبرام اتفاق على كافة القضايا، ورفع العقوبات بشكل كامل عن إيران كما يطالب نظام طهران.
في شأن آخر تطرقت بعض الصحف إلى تسليم النظام الإيراني السفارة الأفغانية في طهران إلى حركة طالبان، لافتة إلى أنه لا توجد في العالم دولة حتى الآن اعترفت رسميا بحركة طالبان كممثل للشعب الأفغاني، وبالتالي فإن اتخاذ إيران خطوة من هذا النوع من شأنه أن يزيد الانتقادات ضدها.
اقتصاديا لفتت صحيفة "جمهوري إسلامي" إلى الانهيار المستمر هذه الأيام في قيمة العملة الوطنية الإيرانية، ورأت أن هذا الانهيار الكبير للعملة هو "إهانة" للشعب الإيراني، وكتبت: "انهيار عملة بلد ما بهذا الشكل يحمل إهانة لشعب ذلك البلد".
كما انتقدت الصحيفة "انتقادات المسؤولين" للوضع الاقتصادي، وقالت إن ما ينتظره الشعب من المسؤولين هو العمل على حل المشكلة وليس انتقاد الوضع، فهذه مهمة الذين لا يمتلكون سلطة ولا قرار بيدهم.
أما صحيفة "إبرار اقتصادي" فأشارت إلى انعكاسات انهيار العملة الإيرانية، وقالت: "انهيار العملة ليس اضطرابا وإنما هو زلزال اقتصادي"، في إشارة إلى التبعات الكبيرة التي ستنجم عن هذا الانهيار في كافة القطاعات في البلاد.
من الأمور الأخرى التي نالت اهتمام الصحف في إيران هو موضوع تسمم الطالبات في العديد من المدارس، لا سيما في قم وبروجرد وطهران، وكشفت بعض الشخصيات عن وجود جماعات متطرفة تعارض دراسة النساء، وقامت بحالات التسمم بشكل متعمد لجعل البنات تغادر المدارس.
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" إلى الموضوع وعنونت بـ"تراجيديا تسمم طالبات المدارس"، لكن صحيفة "همشهري"، المقربة من أروقة الحكم، زعمت أن حركة "مجاهدي خلق" المعارضة ضالعة في هذه الحالات، وذلك بهدف تأليب الرأي العام ضد النظام الحاكم، حسب ادعاء الصحيفة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": فرص ضئيلة للتوصل إلى اتفاق مع غروسي خلال زيارته المرتقبة إلى إيران
استبعد الكاتب والمحلل السياسي، بهروز طريقت، في مقابلة مع صحيفة "شرق" إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الزيارة المرتقبة لمدير الوكالة رافائيل غروسي، لا سيما بعد ظهور أزمة جديدة على ضوء الادعاءات بوجود 84 % من اليورانيوم المخصب لدى إيران دون أن تكشف عنه، وقال إن زيارة ستستغرق ساعات فقط لن تسطيع حل مشكلة استعصت على الحل طوال شهور ممتدة.
كما قال الكاتب إن هدف طهران هو إيجاد مخرج للأزمة قبيل اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الأسبوع القادم، وما قد يترتب عليه من قرارات ستعقد الملف الإيراني.
وأضاف طريقت: "تحاول طهران اعتماد دبلوماسية "الدقيقة 90" حيث تريد إحضار غروسي إلى طهران ودفعه إلى قبول اتفاق مؤقت، يحول دون تقديمه تقرير فصلي ضد إيران أمام مجلس محافظي الوكالة".
"مستقل": سيطرة التيار المتشدد على السياسة الخارجية يقضي على آمال تحسن الوضع الاقتصادي
في شأن غير بعيد رأى الكاتب والدبلوماسي السابق، عبد الرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" أنه من المستبعد أن نشهد تحسنا في الوضع الاقتصادي، وقال: "مع الأسف الشديد يجب الإقرار بأنه ليس من المتوقع أن نشهد حلا للمشاكل، بل إن الأوضاع المعيشية وبدل أن تحل سوف تسير إلى مزيد من التأزم والتشديد".
أما عن سبب رأيه هذا فأشار الباحث إلى سيطرة تيار متطرف في إيران على السياسة الخارجية، واصفا هذا التيار بـ"التيار الموازي" الذي يعمل في الظل، ولا يسمح للحكومات في التوصل إلى اتفاق مع الدول الغربية لحل أزمة إيران النووية.
ولفت الكاتب إلى عرقلة هذا التيار مسار التفاهمات الحاصلة في عهد حكومة روحاني، وأوضح أن رأي الغالبية المؤيد للاتفاق مع الغرب تبخر، ولم يحقق مراده بفعل تيار متطرف يمثل الأقلية في البلاد.
"جمهوري إسلامي": على إيران اتخاذ موقف صريح من الحرب الروسية ضد أوكرانيا
دعت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقالها الافتتاحي النظام الإيراني باتخاذ موقف صريح وواضح من الحرب في أوكرانيا، وقالت: "لا ينبغي لإيران أن تتأثر بمواقف بعض التيارات المتطرفة التي ترفض الانصياع لسياسة التوازن الإيجابي في العلاقات الدولية وتحمل البلاد سياسات خاطئة سيدفع الشعب ثمنها."
وأضافت الصحيفة: "الإصرار على رفض الاتفاق النووي والتقصير في عدم اتخاذ موقف صريح من الحرب ضد أوكرانيا وكذلك النظرة الأحادية تجاه الشرق والتصعيد في العلاقات مع الغرب حمّل البلاد حتى الآن كثيرا من الأضرار والخسائر".
ولوحت الصحيفة ضمنيا إلى انخراط إيران في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وقالت: "فيما يتعلق بالحرب ضد أوكرانيا يفرض العقل والشرع والدستور الإيراني أن تلتزم طهران بالحياد، وأن تتأخذ خطوات عملية للمساهمة في إنهاء الأزمة هناك".