"لماذا لا تهدأ الأسواق"، و"الفوضى في الاقتصاد"، و"فشل الحكومة في إدارة الأزمة"، عناوين كانت حاضرة في تغطية صحف إيران، اليوم الأحد 26 فبراير (شباط) للوضع الذي تعيشه إيران هذه الأيام.
جاء ذلك بعد أن شهدت العملة الإيرانية انهيارا تاريخيا وغير مسبوق انعكس سلبا على أسعار كافة السلع والبضائع في الأسواق. وفي آخر ساعات أمس السبت بيع الدولار الأميركي الواحد بأكثر من 57 ألف تومان، كما تم تداول الجنيه الإسترليني بأكثر من 69 ألف تومان، واليورو بـ59 ألف تومان.
وقدمت الصحف الإصلاحية والمنتقدة للحكومة أسبابا وعوامل مختلفة لما تمر به البلاد من اضطرابات وفوضى اقتصادية، لكن تكاد تشترك معظمها في عاملين رئيسيين هما "العزلة الدولية" التي تعيشها طهران جراء العقوبات، فيما كان العامل الثاني حسب هذه الصحف هو "ضعف الفريق الاقتصادي" للحكومة والذين تم اختيارهم وفقا لمبدأ الولاء والتبعية وليس الكفاءة والتخصص.
وعنونت "آفتاب يزد" بالقول: "لماذا لا يستقر الاقتصاد؟"، وقالت "اترك": "قفزات الأسعار دليل على فشل المسؤولين"، وكتبت "اعتماد": "نماذج من الاضطرابات في سوق العملات"، واختارت "اسكناس" عنوان: "العملات الصعبة تحطم رقما قياسيا بلا توقف"، أما "اقتصاد بويا" فقالت: "هرج ومرج في سوق السيارات".
لكن مقابل هذه التغطية المكثفة لأزمة الاقتصاد والانتقادات الواسعة التي طالت الحكومة، نجد الصحف الموالية تستمر في دفاعها عن "إنجازات" الحكومة، فهذه "كيهان" كبرى الصحف الأصولية، ورئيس تحريرها حسين شريعتمداري المقرب من المرشد خامنئي، يقول: "إن حكومة رئيسي خلال فترة وجوده في الحكم منذ ما يزيد على عام حققت الكثير من الإنجازات وإن ارتفاع أسعار العملات الصعبة هذه الأيام تتحمل مسؤوليته حكومة روحاني السابقة"، كما طالبت "الأمنيين" بالتدخل لحل قضية العملات الصعبة في البلاد.
وفي شأن آخر، دعت صحيفة "جمهوري إسلامي" قادة النظام إلى الابتعاد عن روسيا، كونها ستورط إيران أكثر فأكثر بعد أن أجمعت دول العالم على اعتبار روسيا دولة "معتدية" ومنتهكة لدولة ذات سيادة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة.
وعنونت الصحيفة مقالها الافتتاحي للحديث عن الموضوع بالقول: "التعلق بغصن جاف"، في إشارة إلى تعويل إيران على روسيا لمساعدتها في أزمتها في الوقت الذي تعيش فيه روسيا ذاتها أزمة اقتصادية وسياسية كبيرة، كما أثبتت التجارب التاريخية قديما وحديثا أن روسيا لا يمكن التعويل على مواقفها تجاه الدول الأخرى وقد تنقلب على دولة ما بعد أن كانت بالأمس تدعي التحالف معها وصداقتها.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد" عن نائب الرئيس الإيراني: هذا كل ما نستطيع فعله في أزمة العملات الصعبة ولن تجدوا أفضل منا
نقلت صحیفة "اعتماد" كلام النائب عن مدينة تبريز في البرلمان الإيراني، علي رضا بيكي، حول التصريحات "الغريبة" التي أدلى بها نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر، خلال جلسة مغلقة للبرلمان، أمس السبت، حيث قال بكل وضوح إنه "ليس لدينا حل أفضل لاحتواء أزمة العملات الصعبة، وهذا ما نستطيع فعله".
ووصف البرلماني الإيراني تصريحات نائب الرئيس، بأنها أكثر التصريحات غير المسؤولة التي يدلي بها مسؤول حكومي. وقال: "استنتاجنا من الاجتماع مع الفريق الاقتصادي للحكومة أنه لا توجد خطة للخروج من الأوضاع الراهنة".
كما قال مخبر خلال ذلك الاجتماع، حسبما ذكر النائب البرلماني الإيراني: إنكم لا تجدوا أفضل منا ولن نجد أفضل منكم.. هذا هو الموجود".
"شرق": الأصوليون يلتزمون الصمت حيال انهيار العملة الإيرانية
هاجمت صحيفة "شرق" الإصلاحية صمت صحف ووسائل إعلام الأصوليين التي كانت لا تتوقف عن نقد حكومة روحاني عندما ينخفص سعر العملة الإيرانية أمام العملات الصعبة وتتحدث عن معاناة الناس وآلامهم جراء هذا الأمر، لكنها اليوم باتت إما صامتة لا تتطرق إلى الموضوع من بعيد أو قريب وإما أنها تختار مهاجمة الحكومة السابقة وتحملها مسؤولية ذلك، أو قد تحمل الاحتجاجات الأخيرة مسؤولية هذا التدهور في العملة الإيرانية.
وقالت الصحيفة: "لكن الجميع يعرف أن البرلمان الإيراني الأصولي أثناء وجود حكومة روحاني السابق هو الذي عرقل التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية والذي كان سيترتب عليه إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن طهران".
"جمهوري إسلامي": كان على إيران الموافقة على قرار الأمم المتحدة حول الحرب الروسية ضد أوكرانيا
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" امتناع النظام الإيراني عن إدانة روسيا على عدوانها ضد أوكرانيا، وقالت إن 141 دولة في العالم أدانت اعتداء روسيا على أوكرانيا فيما اختارت إيران الوقوف مع الدول القليلة التي امتنعت عن التصويت في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي دعت روسيا إلى سحب قواتها من أوكرانيا.
وعن قرار إيران الامتناع عن التصويت، قالت الصحيفة: "الامتناع عن التصويت يكون في وقت لا تدري الدولة الممتنعة طبيعة الأزمة وجذورها أو أن التصويت ستكون له تداعيات سلبية عليها، لكن فيما يتعلق بموضوع الاعتداء الروسي على أوكرانيا فإن الأمر واضح وجلي وليس فيه تعقيد كبير، حيث لجأت روسيا بدل الحلول الدبلوماسية إلى الخيار العسكري لحل الخلاف حول ما إذا كانت أوكرانيا ستكون حليفة لروسيا أو الغرب".
وتابعت جمهوري إسلامي: "كان الأولى لإيران أن لا تتردد في مطالبة روسيا بالانسحاب من أوكرانيا كما طالب قرار الأمم المتحدة".
وذكرت الصحيفة أنه وبجانب القضية العادلة لأوكرانيا والتي كانت تتطلب من إيران الدفاع عنها، فإن روسيا تعد حليفا غير موثوق الجانب، مشيرة إلى موافقة روسيا على قرار تمديد جماعة الحوثي منظمة إرهابية، رغم علاقة إيران بهذه الجماعة وتحالفها معها.
وقالت الصحيفة كذلك إن الأساليب التي تنتهجها إيران في علاقاتها الدولية تتعارض مع طبيعة العلاقات الدولية بشكل عام، حيث تقوم هذه العلاقات على مبدأ المصلحة والاعتماد على دول تثبت التزامها بمصالح حلفائها، في حين أن روسيا أثبتت أنها مستعدة للتضحية بمصالح إيران من أجل مصلحتها، وبالتالي فإن الاعتماد على روسيا هو "تعلق بالسراب"..