لم يعد خافيا على كثير من الإيرانيين، سواء الشعب أو النظام، ما تمر به البلاد من أزمة مستعصية على كافة الأصعدة والمجالات، وما يعانيه الاقتصاد من تدهور واستنزاف لا يتوقف، مما جعل الكثير يفكر في الهرب من هذا الجحيم الذي لا يطاق عبر اللجوء إلى خيار الهجرة ومغادرة البلاد.
ونقلت بعض الصحف، اليوم الأربعاء 22 فبراير (شباط)، مثل "ستاره صبح" كلام نائب الرئيس الإيراني السابق، إسحاق جهانغيري، الذي أكد على أن "إيران في خطر"، وقال: "لو أردتم عدم تقديم تنازلات إلى الأجانب فيجب عليكم تقديم هذه التنازلات إلى المواطنين ومَن هم في الداخل"، مشيرا إلى ضرورة خلق نوع من "المصالحة الوطنية"، وهو نفس الطلب الذي دعا إليه كثير من الشخصيات الإصلاحية.
وطالب جهانغيري كافة "الحريصين" على إيران بالنزول إلى "الميدان"، وتقديم العون والمساعدة لحل مشاكل البلد وأزماته.
في شأن منفصل أشارت صحيفة "آرمان ملي" إلى إعادة اختيار أحمد جنتي، البالغ من العمر 96 عاما، رئيسا لدورة جديدة لرئاسة "مجلس خبراء القيادة"، على الرغم من انتقادات على استمرار جنتي في هذا المنصب، بسبب كبر سنه وعجزه عن القيام بقيادته وإدارة شؤونه، لكن قرب جنتي وولائه المطلق للمرشد الإيراني علي خامنئي يخوله الاستمرار في هذا المنصب، حتى لو بات عاجزا عن الحركة والنطق السليم.
كما نقلت الصحيفة كلام بعض أعضاء مجلس خبراء القيادة، خلال اجتماع أمس الثلاثاء، مثل تصريح محسن قمي، ممثل طهران في مجلس الخبراء، والذي قال إن إيران قد شهدت تطورا كبيرا خلال فترة حكم "الجمهورية الإسلامية"، لا سيما في قطاعات التعليم العام والحوزات العلمية.
أما صحيفة "أترك" فعنونت بكلام جنتي نفسه في هذا الاجتماع وكتبت: "يجب إنقاذ الناس"، مشيرا إلى الأزمة الاقتصادية في البلاد، ومعاناة المواطنين والطبقات الدنيا من المجتمع.
اقتصاديا لفتت بعض الصحف مثل "اسكناس" إلى ما صرح به المسؤولون الإيرانيون في الأيام الأخيرة، حيث زعموا أن الحكومة بدأت في العمل على خطة جديدة لمواجهة ارتفاع أسعار العملات الصعبة والذهب وانهيار العملة الإيرانية، دون أن يكشفوا عن تفاصيل هذه الخطة ومراحلها، أما الصحيفة فرأت أن كل الخطط- في ظل الظروف الراهنة- تصبح عاجزة عن معالجة الأزمة وجذورها، وكتبت في المانشيت: "المهمة الصعبة لخفض سعر العملات الصعبة".
كما لفتت إلى كلام وزير الاقتصاد الإيراني الذي قال إن "حرب العملات تشن على إيران"، وادعى وجود أيادي وراء رفع الأسعار في الأسواق الإيرانية.
أما "روزكار" فقالت إن البرلمان ناقش "أزمة العملات الصعبة" خلف الأبواب المغلقة، كما انتقدت غياب ممثلي الحكومة عن اجتماع البرلمان، الذي كان من المفترض أي يقوم باستدعاء المسؤولين المعنيين ومساءلتهم على سبب الارتفاع الرهيب في سعر الدولار.
أما الصحف الأصولية والمقربة من أروقة الحكم في إيران فقد احتفلت بتصريحات الرئيس الروسي في الذكرى السنوية من حربه ضد أوكرانيا، ورأت هذه الصحف، مثل "وطن امروز"، أن بوتين قد كشف خطط الغرب ومؤامراته، مرحبة بشكل ضمني بقرار بوتين وقف العمل بمعاهدة "ستارت".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"مستقل": الحكومة عاجزة عن السيطرة على الدولار
قال الخبير الاقتصادي والبرلماني الإيراني، حسن لطفي، إن حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي وفريقه الاقتصادي يعجزون عن معالجة أزمة العملات الصعبة والسيطرة على أسعار الدولار، وقال إن الدولار أصبح يلعب دورا محوريا في حياة المواطنين الإيرانيين، وأن ارتفاع سعره يعني بشكل مباشر زيادة التضخم وتراجع القدرة الشرائية للإيرانيين.
وأضاف لطفي أن زيادة التضخم بشكل كبير ساهم في أن تزداد ثروات الأثرياء وتصغر موائد الفقراء والمعوزين، مؤكدا أن الدولار الذي بات الآن يباع بـ50 ألف تومان إيراني مرشح للزيادة في ظل عجز الحكومة عن إيجاد حلول عملية وعليمة لهذه الأزمة.
"اعتماد": الحكومة الحالية غير قادرة على حل أزمات إيران
قال الكاتب والناشط الإصلاحي، عباس عبدي، في مقاله بصحيفة "اعتماد" إنه ينبغي القول بوضوح وصراحة أن الحكومة الحالية بقيادة الرئيس إبراهيم رئيسي غير قادرة على معالجة أزمات إيران ومشاكلها، وإن استمرار الوضع الراهن لا ينجم عنه سوى مزيد من إهدار الفرص.
كما لفت عبدي إلى زيارة رئيسي إلى الصين، وقال: "لاحظنا كيف أن أسعار العملات الصعبة والذهب ارتفعت بعد زيارة رئيسي ووفد كبير إلى الصين، والتي كان يفترض أن تكون سببا في انخفاض الأسعار نتيجة مكاسب هذه الزيارة وإنجازاتها، كما تحدث عن ذلك المسؤولون".
وأضاف: "مع الأسف الشديد شاهدنا كيف أن رئيسي قبل شهر وعد بأن أسعار العملات الصعبة ستشهد انخفاضا، لكن في هذا الشهر وحده رأينا أن العملة الوطنية فقدت 15 بالمئة من قيمتها وهذا أمر غير مسبوق، وهو يكشف أن كلام المسؤولين مجرد شعارات لا صلة لها بالواقع".
كيهان": سليماني كان له موقف رافض لخاتمي وهواة الغرب
أما صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، فهاجمت نائب الرئيس الإيراني السابق إسحاق جهانغيري الذي دعا النظام إلى الاستعانة بالرئيس الأسبق محمد خاتمي لحل ما تعيشه البلاد، مشيرا إلى أن حتى قاسم سليماني الذي يعتبره النظام شخصية مقبولة ولا يتوقف عن الثناء عليه وتضخيم مكانته كان يعتقد بضرورة الاستفادة من خبرات خاتمي ومكانته في البلاد.
لكن "كيهان" نفت ذلك جملة وتفصيلا، وق الت بل بالعكس من ذلك حيث إن سليماني كان لديه موقف واضح من خاتمي، وكتبت: "مواقف سليماني من هواة الغرب والفوضويين والغوغائيين الذي كان خاتمي على رأسهم واضحة وغير قابلة للنقاش".
ورفضت الصحيفة أي اقتراحات لمصالحة وطنية مع قيادات الإصلاحيين، الذين تتهمهم تارة بالعمالة والخيانة للغرب، وتارة بالسذاجة وعدم الخبرة في التعامل مع القضايا الدولية والمحلية.