بعد تقرير تناول الأزمة الاقتصادية وعجز المواطنين عن "شراء اللحوم" على خلفية ارتفاع أسعارها بشكل رهيب، قررت لجنة الرقابة على وسائل الإعلام في إيران إيقاف صحيفة "سازندكي" الإصلاحية بتهمة "تشويش الرأي العام" ونقل "محتوى مغاير للواقع".
وتحدثت الصحيفة يوم أمس في تقريرها عن الحياة الصعبة التي يعيشها الإيرانيون، ونقلت معلومات عن بائع لحوم ذكر للصحيفة التراجع الكبير في القدرة الشرائية لدى المواطنين، وعنونت الصحيفة تقريرها الذي قاد إلى وقف نشرها بـ"طغيان اللحوم".
وانقسمت الصحف الصادرة، اليوم الثلاثاء 21 فبراير (شباط)، حول قرار وقف إحدى أشهر الصحف في إيران بين مؤيد، مثل "كيهان" ومَن دار في فلكها، وبين معارض ومنتقد لهذا الإجراء.
وتساءلت صحيفة "هم ميهن" عن الأسباب التي دفعت الحكومة لهذا القرار، وقالت إن قرار إيقاف نشر الصحيفة يدل بشكل واضح على مدى "غضب" الحكومة من النقد الذي يوجه لإجراءاتها الاقتصادية، لأنها ليس لديها ما تقوله أمام أسعار اللحوم التي تجاوز الكيلو الواحد منها 500 ألف تومان، والدولار الذي تخطى حاجز 50 ألف تومان.
أما "كيهان"، القريبة من المرشد، فدافعت عن قرار إيقاف الصحيفة، وذكرت قائمة من العناوين التي نشرتها "سازندكي" في الفترة السابقة، وادعت أنها مغايرة للواقع مثل عنوان "حكومة دون رأس مال" و"أثر الريح أكثر من أثر المسؤولين"، وغيرها من العناوين التي تهاجم الحكومة ومسؤوليها.
في شأن آخر حذرت صحيفة "آرمان ملي" من تبعات ما أسمته "الفخ الإعلامي" المنصوب لإيران فيما يتعلق بكشف جزئيات من اليورانيوم المخصب بنسبة 84 بالمئة في أحد مواقعها، وقالت إن هذه الضجة الأخيرة تكشف عن وجود تنسيق واتفاق بين الدول الغربية لزيادة الضغوط على طهران.
وعنونت "أبرار" حول الموضوع وكتبت: "اليورانيوم المخصب بنسبة 84 بالمئة ورد الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
أما "آفتاب يزد" الإصلاحية فعنونت بـ"دبلوماسي أميركي: لن نعود إلى المفاوضات النووية"، مشيرة إلى تصريحات السفير الأميركي لدى إسرائيل، والذي أكد أن بلاده لن تعود إلى طاولة المفاوضات مع إيران بسبب دعم طهران العسكري لروسيا في عدوانها على أوكرانيا.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": حكومة رئيسي لا تملك رؤية اقتصادية وتفتقر للمؤهلات العملية والاحترافية لإدارة اقتصاد البلاد
شنت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية هجوما واسعا على الحكومة وفريقها الاقتصادي، بعد قرار وقف صحيفة "سازندكي" التي انتقدت عجز المسؤولين في الوفاء بوعودهم السخية، وكتبت "هم ميهن" إن الحكومة الحالية تفتقر إلى الرؤية الاقتصادية، وخلال فترة وجودها في السلطة أظهرت أنها تفتقر للمؤهلات العلمية والاحترافية في إدارة اقتصاد إيران.
ووجهت الصحيفة كلامها إلى رئيسي، وكتبت: "يا سيد رئيسي هل نسيت؟.. كنتَ تسخر من الحكومة السابقة وتحذر من أن عدم فوزك في الانتخابات سيترتب عليه ارتفاع "كبير" في سعر الدولار يتخطى 5 آلاف تومان، لكن الآن وبعد أن تجاوز الدولار حاجز الـ50 ألف تومان، ماذا تقول؟".
وأضافت الصحيفة أن الحكومة بلا رؤية اقتصادية، وهي تكرر أسوأ الأخطاء التي ارتكبتها الحكومة السابقة دون أن تدرك خطورتها وتبعاتها على البلاد، وقالت إن الحكومة تفتقر إلى المؤهلات اللازمة لإدارة البلاد، ويكفي لمعرفة ذلك أن نسأل رئيسي عن ماهية خطة حكومته في التعامل مع التضخم، ولماذا لم تنجح حتى الآن؟
كما هاجمت الصحيفة قرار إيقاف صحيفة "سازندكي" بعد حديثها عن غلاء اللحوم، وقالت إنه كان الأحرى بلجنة رقابة وسائل الإعلام أن تكشف أسباب ذلك وفق الوثائق والأدلة، ثم تقارن ذلك بما ينص عليه القانون، وفي حال ثبت وجود مخالفة من الصحيفة تقدم شكوى إلى المحكمة.
"اعتماد": تفاصيل جديدة عن إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين للحرس الثوري
أجرت صحيفة "اعتماد" مقابلة مع أسرة ضحيتين من ضحايا الطائرة الأوكرانية التي سقطت مطلع عام 2020 بعد استهدافها من قبل الحرس الثوري، ونفت هذه الأسرة رواية النظام ووصفتها بـ"الكاذبة" فيما يتعلق بالصاروخ الثاني الذي أطلق على الطائرة.
وقال محسن أسدي لاري وزهرا مجد- والدا زينب ومحمد حسين أسدي لاري اللذين قتلا في حادثة الطائرة- إن التقارير التي أصدرها النظام الإيراني عبر وسائل إعلامه "كاذبة"، وإن الصاروخ الثاني أصاب الطائرة بمكان حساس منها.
وقالت الأسرة إن المعلومات التي تمتلكها "دقيقة وموثقة"، مؤكدة أن "المسؤولين لم يقدموا معلومات تذكر في هذا الملف، والذين ارتكبوا هذه "الجريمة" ليس على اتصال بنا لكي يكشفوا لنا الحقيقة".
وأضافت هذه الأسرة: "تقارير إيران كاذبة، فالصاروخ الثاني استهدف الطائرة بشكل مباشر خلافا لما يذكره الإعلام الرسمي.
"جمهوري إسلامي" الدعوة إلى تصحيح السياسات الخاطئة
قالت صحيفة "جمهوري إسلامي" إن فشل المسؤولين والسياسات الخاطئة التي يعتمدونها دفعت بالكثير إلى المطالبة بإسقاط النظام وتشكيل نظام سياسي جديد، لكن الصحيفة رأت أن رحيل النظام الحالي غير ممكن، والسبب في ذلك هو أن الشعب لا يعتقد أن المشكلة تكمن في النظام السياسي، وإنما في الأخطاء التي يمارسها المسؤولون، حسب قراءة الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا كانت هناك بعض العيوب والسلبيات في الدستور أو أخطاء هنا وهناك يجب العمل على إصلاحها، وليس التفكير في إسقاط النظام وتغييره، مضيفة أن إصلاح الوضع الراهن هو مهمة النخب.
كما قالت إن الذين يقولون بأن من قاموا بالثورة على النظام السابق ارتكبوا خطأ فظيعا وعليهم الاعتذار و"التوبة" هم لا يدركون الواقع، وما قدمه مَن ثار على الحكم البهلوي السابق، الذي كان يتبع الغرب وكان ضد شعبه، يعد إنجازا عظيما، حسبما جاء في الصحيفة.