بلا آفاق لحل قريب، تستمر أزمة انهيار العملة الإيرانية أمام العملات الصعبة في ظل عجز النظام عن احتواء الأزمة المستفحلة، بعد أن ناهز سعر الدولار الواحد 50 ألف تومان إيراني، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الاقتصاد الإيراني.
وتحدثت صحيفة "جهان صنعت" عن بعض الأخبار التي تتداول في الوسط الإيراني حول قيام الحكومة برفع أسعار الدولار بشكل متعمد لتسديد نقص ميزانيتها، وعنونت صحيفة "جمهوري إسلامي" حول أزمة العملات الصعبة والذهب وكتبت: "الارتفاع الرهيب في أسعار الدولار والذهب أربك كافة القطاعات في الأسواق"، مشيرة إلى تداعيات أزمة انهيار التومان الإيراني وما سيترتب عليه من تراجع القدرة الشرائية للمواطنين في إيران.
لكن مقابل هذه الأزمة نجد صحف النظام لا تتوقف عن شن الهجمات على كل من ينتقد الحكومة وسياساتها، فهذه صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي هاجمت منتقدي زيارة رئيسي إلى الصين والتي رأوا فيها أنها لا تعود بفائدة إلى الاقتصاد الإيراني لأن الصين لن تغامر بالدخول إلى الاقتصاد الإيراني في ظل العقوبات الأميركية والأوروبية.
كما هاجمت الصحيفة "الإصلاحيين" الذين انتقدوا الرئيس الإيراني على تجاهله لمعاناة "الإيغور" وقمعهم المستمر من قبل الحكومة الصينية رغم أن نظام طهران لا ينفك يتحدث عن أنه المدافع الأول عن "حقوق المستضعفين" في العالم.
وردًا على هذه الانتقادات بسبب عدم اهتمام رئيسي بقمع مسلمي "الإيغور" خلال زيارته للصين، وصفت "كيهان" هؤلاء المسلمين بـ"جماعة إرهابية"، وكتبت أن "الإيغور مرتبطون بإسرائيل وإنجلترا وأميركا".
أما "جوان" فخصصت هجومها على محمد خاتمي، ومير حسين موسوي، بعد بيان أصدره كل منهما حول الأوضاع في إيران وطالبوا النظام بمراجعة سياساته داخليا وخارجيا، وقالت إن خاتمي، وميرحسين موسوي، يريدان بهذا البيان الخروج من العزلة التي باتا يعيشانها ووصفتهما بأنهما يعانيان من مرض "الزهايمر" الناتج عن التناقض الذي يتسمان به حسب وصف الصحيفة.
وفي شأن آخر، علقت صحيفة "إيران" على الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع في دمشق، ونفت أن يكون قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري إسماعيل قاآني قد تعرض لمحاولة اغتيال، بعد حديث تداولته وسائل إعلام إسرائيلية، مؤكدة أن قاآني لم يكن في سوريا أثناء الهجمات الصاروخية الإسرائيلية.
وفي شأن اقتصادي، انتقدت صحيفة "شرق" الإصلاحية تجاهل البرلمان الإيراني المفترض أنه يمثل الشعب، معاناة المواطنين في ظل الأزمة الاقتصادية، وقالت إن "البرلمان الحالي لم يكن عاجزا عن حل المشاكل الاقتصادية فحسب بل إنه يستمر في إثارة غضب الشارع الإيراني من خلال بعض المشاريع التي يحاول تمريرها مثل خطة تقييد الوصول إلى الإنترنت".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"تعادل": الإيرانيون عاجزون عن شراء اللحوم والبعض يشتريها بالتقسيط
تناولت صحيفة "تعادل" الاقتصادية في تقرير لها معاناة المواطنين الإيرانيين في ظل ارتفاع الأسعار، وأشارت إلى أن كثيرا من الإيرانيين حذفوا مادة اللحم من موائدهم بعد أن أصبح من العسير عليهم شراء اللحوم التي تجاوز سعر الكيلو منها 500 ألف تومان.
ونقلت الصحيفة عن أحد بائعي اللحوم قوله إن كثيرا من زبائنه القدماء باتوا لا يأتون لشراء اللحوم، كما أنه ذكر بعض الحالات التي تكشف مدى الأزمة التي وصل لها حال المواطن في إيران، حيث يقوم البعض بطلب شراء 300 غرام من اللحم فقط، أو أن البعض يطلب شراء اللحم بالتقسيط .
كما أضاف بائع اللحم حسبما ذكرت الصحيفة أن بعض المواطنين المعوزين يطلبون منه بيع فضلات اللحوم التي كانت في السابق تباع لأصحاب الحيوانات الأهلية، وقال إن هذا النوع من اللحوم أصبح اليوم له زبائن كثر.
"جهان صنعت": الحكومة ترفع أسعار الدولار بشكل متعمد
تحدثت صحيفة "جهان صنعت" عن احتمالية أن تكون الحكومة هي التي تقف وراء رفع أسعار الدولار بشكل متعمد، وذلك لسد حاجتها وعجزها في الميزانية العامة لإدارة البلاد، ونقلت كلام الخبير الاقتصادي حسين راغفر، الذي قال للصحيفة إن الحكومة "ترفع من جانب سعر العملات الصعبة لكي يسهل عليها توفير الرواتب للموظفين وبذلك تسدد ديونها، الحقيقة إن تكلفة هذه الإجراءات من قبل الحكومة ستكون مكلفة للمجتمع الإيراني، والسؤال الآهم: هل تفكر الحكومة والمسؤولون بتبعات مثل هذه القرارات؟".
بدوره قال الباحث الاقتصادي بيمان مولوي للصحيفة: "هناك طرح يقول إن الحكومة ولكي تسدد نقص ميزانيتها ترفع سعر العملات الصعبة لكن يجب أن تدرك الحكومة أن نقص الميزانية المقدر بـ500 ألف مليار تومان لا يكون تعويضه من خلال رفع سعر العملات الصعبة".
واوضح الباحث: "حتى إذا قبلنا جدا أن هذه السياسة ستؤدي إلى معالجة نقص الميزانية فإنه سيترتب عليها فقدان ثقة المواطنين بالحكومة".
"اعتماد": استمرار التمييز في إيران منذ بداية "الثورة" وحتى الآن
قال وزير الطرق والتوطين في حكومة روحاني السابقة، عباس آخوندي، في مقال بصحيفة "اعتماد"، إن هناك نوعا من التمييز الرسمي في البلاد، وهذا الأمر بات يعاني منه الشباب كثيرا، مضيفا في هذا السياق: "بعد 44 سنة من الثورة نفتح أعيننا لنرى النخب والعقول يغادرون البلاد أفواجا، وهذه هي نتيجة التمييز وتقسيم المجتمع والأفراد إلى موالين وغير موالين".
وتابع آخوندي قائلا: "لنفكر مليا في الأمر، إذا كان هذا التمييز غير موجود منذ البداية، فهل شهدنا هذا الانحطاط المعرفي والفشل والفساد الأخلافي والسلوكي في البلاد والذي يدفع بالشباب إلى أن يبحثوا عن مستقبلهم في بلاد أخرى".
وقال الكاتب: "لنعترف بصدق أننا غفلنا عن ذلك. صاحب هذه السطور يعتقد أن مستقبل إيران مرهون بوجود سياسيين وطنيين صادقين يصرون على العودة إلى حكم القانون والالتزام بالدستور بشكل مطلق".