تعددت الموضوعات التي تناولتها صحف إيران الصادرة اليوم الأحد 19 فبراير (شباط)، بين موضوعات داخلية وأخرى خارجية، كان على رأسها انعكاسات مؤتمر ميونيخ للأمن وعدم دعوة إيران لهذا المؤتمر الذي ناقش عدة قضايا تخص إيران وسياساتها.
وأشارت صحيفة "اعتماد" إلى هذا الموضوع، وقالت إن المؤتمر غطى موضوعات هامة كالحرب الأوكرانية وقضايا تخص إيران كموضوع الاحتجاجات الأخيرة والاتفاق النووي وعلاقات طهران وموسكو ومسار المفاوضات بين إيران والسعودية لكن كل هذه القضايا نوقشت دون حضور رسمي من جانب إيران.
وبدل دعوة الجانب الإيراني قرر القائمون على المؤتمر دعوة شخصيات معارضة للنظام الإيراني، مثل ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي، وغيره من الوجوه الإعلامية والصحافية الناشطة ضد النظام الإيراني، وعنونت صحيفة "اعتماد" حول ذلك بالقول: "حول إيران لكن دون حضور للمسؤولين الإيرانيين"، كما عنونت "همدلي" بالقول: "مؤتمر ميونيخ.. ضد طهران وموسكو".
ومن الموضوعات الدولية الخاصة بإيران كذلك والتي نالت حصة من اهتمام الصحف اليوم زيارة رئيسي إلى الصين ونتائجها المحتملة، فبينما حاولت الصحف الأصولية تصويرها وكأنها نصر دبلوماسي كبير وإنجاز اقتصادي ضخم، كما ذهبت إلى ذلك صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد علي خامنئي، نجد في المقابل صحفا أخرى مثل "جمهوري إسلامي" ترى عكس ذلك وتنصح بعدم التعويل على الوعود التي يقدمها الصينيون إلى إيران لأنهم لن يلتزموا بها على الإطلاق. وكتبت: "الصينيون قدموا مواعيد عرقوب" (التي لا تتحقق)، وأوضحت أنه لا ينبغي أن نتوقع حصول انفراجة في الاقتصاد الإيراني بسبب هذه الوعود التي لا تتحقق على أرض الواقع.
وعن بيع النفط إلى الصين الذي قالت عنه "كيهان" إن العقوبات الغربية لم تحل دون استمرار تدفق النفط الإيراني إلى الصين وهاجمت المنتقدين للعلاقة بين البلدين، ذكرت "اعتماد" أن صادرات إيران النفطية لم تعد مسألة تعني الشارع الإيراني، ففي الوقت الذي يدعي فيه المسؤولون أن صادرات النفط الإيرانية تعادل الآن سنوات ما قبل العقوبات نجد أنه لا تأثير اقتصاديا على معيشة المواطنين جراء هذه الصادرات، وتساءلت بالقول: "نتائج هذه الصادرات يجب أن تكون زيادة الاستثمارات والنمو الاقتصادي وخفض التضخم، أين كل ذلك؟".
أما الصحف الأصولية والمقربة من التيار الحاكم في إيران فخصصت حصة كبيرة من اهتمامها لكلام خامنئي وتصريحاته حول "استهداف إيران" من قبل الغرب حيث زعم خامنئي أن السبب الرئيسي للتركيز على إيران ومحاولة خلق "إيرانوفوبيا" هو دعم طهران الصريح للقضية الفلسطينية.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آرمان امروز": مشروع جديد في الغرب ضد إيران
أشارت صحيفة "آرمان امروز" إلى مؤتمر ميونيخ للأمن في ألمانيا وعدم دعوة المسؤولين الإيرانيين، وقالت إن "مشروعا جديدا ضد إيران" بدأ العمل عليه في الغرب، مشيرة إلى أن الأجواء السلبية ضد طهران في المحافل الدولية باتت تتسع باستمرار، ونقلت كلام الدبلوماسي السابق عبدالرضا فرجي راد، الذي قال إن تصريحات ومواقف المسؤولين الغربيين وحتى الإسرائيليين حول إيران ودعمها روسيا بالطائرات المسيرة وكذلك الحديث عن وجود مفاوضات بين إيران وخمسين دولة أخرى في العالم لبيع الطائرات المسيرة كلها تصريحات مقصودة. وخلص إلى أن الغاية من هذه التصريحات هو تصوير إيران بأنها تحاول التمرد على النظام الدولي والإخلال به.
كما أشار فرجي راد إلى تصريحات الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي ضد إيران، وقال إن هذا الانسجام في المواقف ضد طهران يؤكد وجود تنسيق في المحافل الدولية يستهدف إيران.
"آرمان ملي": عدم دعوة إيران إلى مؤتمر ميونيخ للأمن يحمل رسالة واضحة
أما الكاتب يوسف مولايي فقال في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" إن عدم دعوة إيران وروسيا إلى مؤتمر ميونيخ يحمل رسالة واضحة وصريحة، والأسوأ من عدم دعوة إيران هو دعوة المعارضين لها للحضور بدلا عن النظام الإيراني، ما يعني أن القائمين على المؤتمر، يريدون القول بأنهم يعترفون بهذا الطرف (المعارضة) وهذا هو موقفهم تجاه إيران.
وأوضح الكاتب أن المؤتمر استهدف بشكل مباشر روسيا ودورها المزعزع للأمن في العالم، وقرنوا إيران بها، وبالتالي فإن أي سياسات أو قرارات ستستهدف روسيا مستقبلا لن تستثنى منها إيران وسينالها ما ينال روسيا مع الفارق أن روسيا لديها قدرات أكبر على المواجهة والمقاومة أمام الغرب.
"جمهوري إسلامي": الصين وعلاقاتها بإيران.. مواعيد عرقوب
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" في مقالها الافتتاحي زيارة الرئيس الإيراني إلى الصين، وقالت إنها جاءت عقب المواقف الصينية المتعارضة مع مصالح إيران، حيث دعمت الدول العربية في خلافاتها السياسية مع طهران، وذهب رئيسي إلى الصين قبل أن تقدم بكين اعتذارا عن ذلك، وكان من المفروض أن تتم الزيارة بعد تقديم اعتذار رسمي من جانب الصين.
وأوضحت الصحيفة أن الصين مثلها مثل الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، تسعى فقط لضمان مصالحها الاقتصادية وبالتالي فلا يمكن التعويل على مواقفها تجاه إيران.
وأضافت "جمهوري إسلامي": "لا ينبغي أن نتخيل أن الاقتصاد الإيراني سيشهد انفراجة بعد الوعود الصينية، كما لاحظنا أنه وبعد عودة رئيسي مباشرة من الصين ارتفع سعر الدولار إلى 46 ألف تومان".
وختمت الصحيفة بالقول: "على مسؤولي النظام الإيراني أن يدركوا هذه الحقيقة، وبدل التعويل على الوعود الصينية التي تشبه مواعيد عرقوب (التي لا تتحقق) يجب عليهم تبني سياسة متوازنة على الصعيد الدولي".
"اعتماد": هل قائد الإصلاحيين قادر على توحيد المعارضة في الداخل وتوسيع نطاقها؟
في شان آخر، تطرقت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها حول واقع الإصلاحيين ودورهم المحتمل في الفترة القادمة وسط أزمة سياسية كبيرة تعيشها البلاد جراء استمرار النظام بسياساته الإقصائية وعدم التفاته لتحذيرات وتوصيات الخبراء والمحللين السياسيين الذين يحذرون باستمرار من مغبة المضي قدما في هذه السياسات والإصرار على عدم التصحيح وإعادة النظر في النهج المعتمد.
وتساءلت الصحيفة بالقول: "هل سيقوم النظام بالإصلاحات؟ وإذا امتنع النظام عن القيام بالإصلاحات، هل سنشهد احتجاجات جديدة بتنظيم ورعاية المعارضة الخارجية التي تعمل على إسقاط النظام؟".
وأشارت الصحيفة إلى بيان الرئيس الإيراني الأسبق وقائد الإصلاحيين في إيران محمد خاتمي، وذكرت أن بيانه تضمن دعوة صريحة لتشكيل تحالف من الشخصيات السياسية المعارضة في الداخل، فهل يستطيع خاتمي أن يوسع نطاق هذه المعارضة الداخلية؟
ونوهت الصحيفة إلى الانتقادات التي طالت خاتمي في السنوات الماضية، حيث يرى الكثيرون أنه كان بإمكانه أن يلعب دورا أكثر قوة في مسار الأحداث.