سيطرت زيارة الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الصين والحديث عن تفعيل الاتفاقية المشتركة بين البلدين والممتدة لـ25 عاما على تغطية الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 15 فبراير (شباط).
وزعمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن زيارة رئيسي ناجحة بامتياز، وكتبت في المانشيت: "يد رئيسي الرابحة"، دون أن تقدم تفاصيل عن هذه الأرباح التي جنتها إيران من الزيارة، وسط تخوف وتحفظ لدى الشارع الإيراني من قيام النظام بتقديم تنازلات كبيرة للصينيين بهدف تخفيف حدة الضغوط والعزلة التي تعيشها طهران جراء العقوبات الغربية.
أما "وطن أمروز"، وهي صحيفة أيضا مقربة من الحرس الثوري، فعنونت في صحفتها الأولى وكتبت: "تأكيد رئيسي على التعاون الاستراتيجي بين إيران والصين ومواجهة أحادية الولايات المتحدة الأميركية".
في شأن آخر هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، صحيفة "اطلاعات" بعد دفاع كاتبة في هذه الصحيفة عن قادة الحركة الخضراء الخاضعين للإقامة الجبرية منذ عام 2009، واستغربت "كيهان" من دفاع صحيفة "اطلاعات" عن مير حسين موسوي ومهدي كروبي ومحمد خاتمي، ودعوتها النظام إلى إعادة النظر في التعامل مع هذه الشخصيات لإيجاد مخرج لما تمر به البلاد.
وكتبت "كيهان" تعليقا على ذلك: "من المستغرب أن تقوم صحيفة "اطلاعات" بقلم إحدى الكاتبات، التي هي زوجة إحدى الشخصيات الناشطة في فتنة عام 2009 (جميلة كديور زوجة عطاء الله مهاجراني وزير الثقافة الإيرانية الأسبق)، وتتهم النظام بإقصاء الآخرين، في حين لو كانت الكاتبة منصفة لطالبت بمحاسبة مير حسين موسوي ومحمد خاتمي بتهمة "الخيانة"، وكذلك موافقتهم للجماعات الانفصالية في الأحداث الأخيرة".
من القضايا الأخرى التي اهتمت به صحف عدة اليوم، لا سيما الصحف الإصلاحية، هي تصريحات الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني حول أسباب عدم إحياء الاتفاق النووي، حيث أكد أن البرلمان الإيراني كان السبب في عرقلة عملية إحياء الاتفاق النووي، عبر وضعه لقوانين تقيد حركة الحكومة وتجمد نشاطها.
وعن تصريحات روحاني كتبت "ستاره صبح" في المانشيت: "روحاني: لماذا لم يتم إحياء الاتفاق النووي؟ البرلمان منع ذلك".
كما أشارت "آرمان ملي" إلى جزء آخر من تصريحات روحاني أكد فيها أنه ودون حل إيران لمشاكلها مع العالم لا يمكن أن نتوقع تحسن الأوضاع في البلاد.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": شرخ بين واقع الإيرانيين والقوانين التي يريد النظام فرضها على المجتمع
أجرت صحيفة "شرق" الإصلاحية مقابلة مع الأستاذ في جامعة طهران والباحث في القضايا الحقوقية محسن برهاني، والذي تميز بمواقفه الناقدة لقرارات السلطات فيما يتعلق بالإعدامات بحق المتظاهرين، حيث وجه سهام نقده لهذه الأحكام من الناحية القانونية والشرعية، وأكد أن الإعدامات تتعارض مع الشرع الذي يستند إليه النظام في أحكامه.
وقد أكثر برهاني نقده لهذه الأحكام ما دفع بالسلطات إلى فصله من الجامعة وتهديده بالاعتقال.
وفي مقابلته مع الصحيفة أكد برهاني ثباته على مواقفه السابقة، ورأيه بمعارضة أحكام الإعدام لنصوص الشريعة الإسلامية نفسها.
كما قال برهاني إن السلطات تنظر فقط إلى أنصارها الذين يشاركون في المظاهرات المؤيدة للنظام، وتعتبر "الشعب" هو هؤلاء الأفراد فقط، وهذا الاستنتاج الخاطئ يؤدي إلى تجاهل رغبة أكثرية الشعب والمواطنين.
كما رأى برهاني أن هناك شرخا كبيرا بين ما يعيشه الإيرانيون وبين ما تسعى السلطات إلى فرضه من قوانين وإجراءات، مستشهدا بمحاولات السلطات سن قوانين مثل منع الاستفادة من أجهزة الأقمار الصناعية أو أدوات حجب التطبيقات الإلكترونية أو حتى قانون الحجاب الإجباري، حيث يستمر المواطنون بالسير في طريق يختلف عما يريده النظام، ما يجعل هذه القوانين "متروكة" عمليا ولا أثر لها في الواقع المعاش، حيث يقوم بها الناس دون اهتمام لإرادة السلطات أو القوانين المفروضة في ذلك.
"كيهان": الاتفاق النووي كان "كارثة" على الإيرانيين
هاجم مدير تحرير صحيفة "كيهان" المتشددة حسين شريعتمداري الاتفاق النووي، مؤكدا أنه لم يجلب أي فائدة للإيرانيين، كما هاجم الرئيس السابق حسن روحاني الذي انتقد التيار الأصولي المتشدد والبرلمان الأصولي، وحمله مسؤولية عرقلة المفاوضات النووية وعدم السماح بإبرام الاتفاق مع الدول الغربية.
وقال شريعتمداري: منذ التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015 وحتى يومنا هذا لم يستطع الرئيس السابق حسن روحاني أو أي من أنصار الاتفاق النووي البرهنة على مثال واحد يمكن الاستشهاد به كنموذج من الإنجازات التي تحققت بفضل الاتفاق النووي.
ودافع رئيس تحرير "كيهان" عن القرار الذي أصدره البرلمان الإيراني في عهد حكومة روحاني، والذي كان تحت سيطرة التيار الأصولي، وقال إن ذلك القرار قد أنهى التعامل الانفعالي لحكومة روحاني مع ملف الاتفاق النووي، واشترط على الدول الغربية رفع كامل العقوبات والوفاء بتعهداتهم، مستغربا من انتقاد روحاني لهذه الخطوة من البرلمان، والتي يعتبرها شريعتمداري منسجمة مع مصلحة الإيرانيين وعزتهم.
ووصف الكاتب الاتفاق النووي بـ"الكارثة" التي جلبت كثيرا من الأضرار على إيران، وقال لولا قرار البرلمان آنذاك لقام روحاني بتقديم تنازلات وامتيازات جديدة للولايات المتحدة الأميركية، وشهدنا نسخا جديدة من الاتفاق النووي.
"اعتماد": شح الأموال النقدية في أجهزة الصرف الآلي واستياء شعبي كبير
في شأن آخر تطرقت صحيفة "اعتماد" في تقرير لها إلى أزمة شح النقود في أجهزة الصريف الآلي في شوارع المدن، مؤكدة وجود نسبة كبيرة من الاستياء والامتعاض الشعبي من تكرار هذه الأزمة في الفترة السابقة، حيث يفاجئ المواطنون عند محاولتهم أخذ النقود من هذه الأجهزة بعدم وجود مال فيها.
وذكرت الصحيفة أن مواطنين عدة تواصلوا معها من مدن كيلان وزاهدان وسنندج وبندر عباس وأيدوا صحة التقارير والأخبار التي تتحدث عن شح أو عدم وجود الأموال النقدية في هذه الأجهزة الآلية.
وتساءلت الصحيفة عن سبب عدم وجود الأموال في هذه الأجهزة؟ مشيرة إلى حملة سحب الأموال من البنوك التي دعا لها المعارضون كوسيلة للضغط على البنوك التابعة للدولة، حيث شهدت الحملة تفاعلا شعبيا كبيرا واستجاب كثير من المواطنين إلى هذه الدعوات، ورأت أن هذا الأمر قد يكون أحد الأسباب في شح الأموال النقدية لدى البنوك ما يجعلها عاجزة عن ملء هذه الأجهزة بالأموال النقدية اللازمة.