احتفلت صحف النظام الصادرة اليوم، الثلاثاء 14 فبراير (شباط)، بشكل كبير بزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووفد وزاري كبير على رأسه وزير الخارجية، إلى الصين للقاء المسؤولين في بكين ومناقشة العلاقات بين الجانبين.
وأشارت الصحف الموالية للحكومة إلى تصريحات رئيسي أمس وقبل توجهه إلى بكين، حيث أكد أنه ذاهب إلى الصين لتفعيل الاتفاقية المشتركة بين البلدين، والتي يصفها النظام وإعلامه بـ"الاستراتيجية"، مؤكدين حسن العلاقات بين طهران وبكين بالرغم من الضغوط الغربية.
واعتبرت صحيفة "وطن أمروز" هذه الزيارة بأنها "فصل جديد" من العلاقات بين إيران والصين، فيما عنونت "شهروند" في المانشيت وكتبت بخط عريض: "طهران- بكين.. الاتحاد الاستراتيجي".
لكن بعض الصحف مثل "اقتصاد بويا" رأت أنه من المستبعد جدا أن تشهد العلاقات بين إيران والصين تقدما عمليا في ظل استمرار العقوبات الغربية، وتخوف الصين من المساس بعلاقاتها الواسعة مع الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة الأميركية.
في شأن آخر نقلت صحيفة "مردم سالاري" ما نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية حول قيام النظام الإيراني مؤخرا بتهريب شحنات الطائرات المسيرة إلى روسيا عبر سفن من طريق بحر قزوين، وبمساعدة شركة طيران حكومية.
وأوضحت الصحيفة البريطانية عن مصادر مطلعة أنه تم تسليم ما لا يقل عن 18 طائرة مسيرة بعيدة المدى إلى القوات البحرية بالجيش الروسي، خلال زيارة مسؤولين روس إلى طهران قبل أشهر.
في موضوع منفصل علقت صحيفة "آفتاب يزد" على استمرار الحالة الغريبة في مدارس "قم"، وتسمم طالبات المدارس في سلسلة من الأحداث المشبوهة، التي أثارت شكوك الكثير من المراقبين، مما دفعهم إلى الاعتقاد بأن الأمر قد يكون متعمدا، مطالبين السلطات بتحقيق شفاف وسريع للوقوف على حقيقة هذه الأحداث.
وفي آخر الأخبار المتعقلة بالموضوع كتبت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية أمس، وقالت إن مسؤولي المدرسة أعلنوا عن "تفشي رائحة تشبه رائحة البرتقال"، ثم إصابة الطالبات بالدوار وتدهور حالتهن الصحية.
وقالت بعض الأسر إن أعراضا مثل الدوار والضعف استمرت لفترة طويلة لدى الطالبات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": إيران وصلت إلى طريق مسدود واستمرار الوضع الحالي قد يقود إلى الانهيار وفوضى طويلة الأمد
في مقال بصحيفة "اعتماد" قال الكاتب الإصلاحي، أحمد زيد آبادي، إن جميع الأدوات المشروعة والقانونية للحكم في البلاد تحولت إلى أدوات غير مشروعة، وباتت كل أساسيات الحياة الاجتماعية والمدنية ممنوعة ويحرم منها الإيرانيون.
وأضاف الكاتب: "لذلك فإن إيران قد وصلت اليوم إلى طريق مسدود، وأعتقد أنه لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة على الإطلاق، لأنه لو استمر الوضع كما هو الآن فإننا قد نشهد انهيار البلاد، والدخول في حالة من الفوضى والهرج والمرج طويلة الأمد، أو أننا سنكون مجبرين على إحداث تغيير ما، آمل أن يتوقف النظام عن العناد، ويبحث عن طريق لإنقاذ البلد".
وعن أفضل الحلول التي يقترحها الكاتب للاعتماد عليها في الخروج من الأزمة الراهنة، يرى الكاتب أن "الحوار" هو الطريق الأسلم والأقل كلفة لإنقاذ البلاد، وتجنب العنف وإراقة الدماء، مضيفا أن الطريق الأنفع للجميع- بمن فيهم التيار الأصولي- هو تقبل انتفاضة اجتماعية سلمية، والسماح بنشاط الأحزاب وفعالياتها.
بدوره قال السجين السياسي كيوان صميمي، الذي أفرجت عنها السلطات قبل أيام، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، إن واقع إيران اليوم بات بعيدا عما نادت به ثورة عام 1979، موضحا أن الشعارات الرئيسية التي رفعتها تلك الثورة كانت عبارة عن "الاستقلال" و"الحرية" و"الجمهورية الإسلامية"، لكن هذه المعاني والأهداف اليوم غير محققة على أرض الواقع، فلا يوجد الاستقلال المطلوب، ولا وجود للحرية المنشودة، ولا للجمهورية الإسلامية، حسب تعبيره.
وأكد أن الثورة قد انحرفت عن مسارها الصحيح، موضحا أن بعض الانحرافات بدأت تحدث في اليوم التالي من انتصار الثورة في عام 1979.
"مستقل": حاجة إيران إلى الاتفاق النووي في ظل الضغوط الغربية والأزمة الداخلية
في مقابلة مع صحيفة "مستقل" تحدث الكاتب والخبير في العلاقات الدولية، مهدي زاكريان، عن حاجة إيران الماسة إلى إبرام الاتفاق النووي، وقال إن رغبة إيران الشديدة في إحياء الاتفاق النووي تأتي في وقت تشهد فيه البلاد ضغوطا داخلية وخارجية كبيرة، فعلى صعيد الداخل وصلت البلاد إلى طريق مسدود من الناحية الاقتصادية، وخارجيا باتت الضغوط متزايدة على طهران وعلى رأسها الضغوط الناتجة عن العقوبات الأميركية والأوروبية، كما أن بعض الأحداث الدولية ضاعفت هذه الضغوط، منها تغيير موقف الصين من إيران، وكذلك التحول في الموقف العراقي تجاه النظام الإيراني.
وتابع الكاتب: "هذه التطورات مجتمعة جعلت النظام الحاكم في إيران يدرك هذه الحقيقة؛ ألا وهي أنه وبدون إحياء الاتفاق النووي فإن الطريق أمام إيران سيكون وعرا وصعبا للغاية، وأصبح صناع القرار في إيران اليوم مستعدين للعودة إلى طاولة المفاوضات".
"اقتصاد بويا": إيران لن تجني فائدة من العلاقة مع الصين في ظل استمرار العقوبات الغربية
بدوره قال المحلل الاقتصادي، مرتضى أفقه، لصحيفة "اقتصاد بويا" تعليقا على زيارة الرئيس الإيراني إبراهم رئيسي إلى الصين، إن طهران تهدف من وراء هذه الزيارة تعزيز علاقاتها مع بكين؛ لإبطال أثر العقوبات الغربية المفروضة على البلاد، لكن عمليا لن يحدث شيء على الأرض، لأنه وما دامت العقوبات لا تزال مفروضة على طهران فإن تفعيل الاتفاقية المشتركة بين إيران والصين لن يتم، ويجب أولا رفع العقوبات وتحسين علاقاتنا الدولية، لكي يصبح الحديث عن الاتفاقية مع الصين ممكنا ومعقولا.