انتهت مسيرات "إحياء ذكرى ثورة عام 1979" التي حاول النظام الدعاية لها وتضخيم أمرها بهدف تحقيق حضور شعبي كبير تعتبره السلطات صك قبول وتأييد من جانب المواطنين الإيرانيين لسياسات النظام وآيديولوجيته.
لكن انتهى أمس وأظهرت المقاطع المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي مشاركة ضئيلة في هذه المسيرات رغم ادعاء المسؤولين ووسائل إعلام النظام بأن المشاركة كانت "غير مسبوقة" منذ بداية الثورة. وقد ذهبت وكالة "فارس" التابعة للحرس الثوري إلى أبعد من ذلك حيث زعمت أن أعداد المشاركين في مظاهرات أمس تجاوزت 21 مليون مواطن.
وعنونت صحيفة "كيهان" المقربة من خامنئي في صفحتها الأولى: "جاء الجميع"، لتكشف أنها ترى أن أنصار النظام "هم الجميع"، فيما تحاول التقليل من أعداد حشود المتظاهرين في الاحتجاجات المعارضة للنظام. أما صحيفة "وطن امروز" التابعة للحرس الثوري فاستخدمت عنوان: "يوم هزيمة الأعداء".
ويحذر كثير من المراقبين والمعنيين بالشأن الإيراني من مخاطر عدم رؤية الأمور على حقيقتها، والتصور بأن الاحتجاجات المنتقدة لسياسات النظام قد انتهت هو تصور خاطئ وخطير مؤكدين في المقابل أن المظاهرات المعارضة للنظام حتى إذا كانت قد انحسرت فعلا في بعض الأيام إلا أنها ستعود أكبر من السابق وهي بمثابة النار تحت الرماد وقد تشتعل في أي لحظة وتحت أي ذريعة كانت.
وفي موضوع المسيرات والمظاهرات المؤيدة للنظام، لفتت صحيفة "توسعه إيراني" إلى ظاهرة باتت تتكرر في هذه المسيرات وهي تسامح النظام مع النساء "غير المحجبات" بهدف جذب أكبر قدر ممكن. وقالت الصحيفة إن صور بعض النساء المشاركات في هذه المظاهرات تكشف أن حجاب بعضهن أقل من مهسا أميني التي توفيت بعد اعتقالها بتهمة عدم ارتداء الحجاب بشكل صحيح.
كما لفتت الصحيفة إلى كيفية تحول موقف السلطات من موضوع الحجاب، حيث تعود إلى التضييق على النساء بعد انقضاء يوم الاحتجاجات التي يقيمها النظام للاحتفال بذكرى ثورة عام 1979.
وفي موضوع متصل، أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى محاولة وسائل إعلام الحكومة والنظام في الأيام الأخيرة الدعاية لمظاهرات أمس السبت، والحديث عن "خبر هام" سيعلن عنه رئيس الجمهورية ليتبين أنه لا "خبر" قد أعلن ولا "أهمية" قد لوحظت في كلام رئيس الجمهورية الذي ما فتئ يعطي الوعود السخية للمواطنين ويتعهد بتحسين الوضع المعيشي والاقتصادي.
وأكدت الصحيفة أن تجاهل المواطنين لهذه الأخبار والدعاية الحكومية تؤكد أنهم باتوا لا يؤملون خيرا في كل ما يصدر من المسؤولين.
وفي شأن اقتصادي، عنونت صحيفة "اقتصاد آينده" في المانشيت بكلام لرئيس الجمهورية أدلى به يوم أمس السبت خلال كلمته في احتفالية "انتصار الثور" في العاصمة طهران، حيث عنونت: "نمو اقتصاد البلاد رغم العقوبات". ويبدو أن الصحيفة نشرت هذا العنوان بشكل ضخم ليكون نوعا من الطعن والتعريض بكلام رئيس الجمهورية الذي يتناقض بشكل صارخ مع واقع البلاد وما تمر به.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"ستاره صبح": بعد أكثر من 4 عقود على ثورة 1979.. الفقر يتضاعف ومعاناة الناس تستمر
في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ستاره صبح"، قال رئيس تحرير الصحيفة علي صالح آبادي، إنه وبعد مرور أكثر من 4 عقود من عمر الثورة التي جاءت تحت شعار حماية حقوق المستضعفين ونشر الحرية "إلا أننا نرى أن الوضع الاقتصادي ومشاكل الناس تزداد سوء وتضاعف الفقر والشرخ الطبقي في المجتمع والمسؤولون لا يحركون ساكنا ولا يبحثون عن حل حقيقي ينهي مشاكل الناس ومعاناتهم".
وقال الكاتب إن السبب الرئيسي الذي يعتقد أنه هو الذي قاد البلاد إلى الوضع الراهن هو فقدان الحرية في اختيار المسؤولين وصناع القرار حيث يتم فرض رقابة صارمة من مجلس صيانة الدستور على إرادة المواطنين وحريتهم في الانتخاب ولا يتم اختيار إلا من ينال تزكية هذا المجلس وأعضائه.
وأضاف الكاتب: "لماذا وبعد كل هذه السنين من الثورة يخرج الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني ويقول: "لا تسمحوا لأقلية تبحث عن السلطة إقصاء إرادة أكثرية الشعب الإيراني لأن هذه الحالة تعني نهاية الثورة"، منوها إلى مخاطر انحراف الثورة عن أهدافها التي انطلقت من أجلها قبل 4 عقود من الزمن.
"همدلي": عدم دعوة إيران إلى مؤتمر ميونيخ هدفه عزل إيران دوليا
أشارت صحيفة "همدلي" إلى مؤتمر ميونيخ للأمن وعدم دعوة إيران وروسيا إلى هذا المؤتمر وبدل ذلك دعوة شخصيتين معارضتين لإيران هما ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي والصحافية المعارضة مسيح علي نجاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الممارسات والأعمال من جانب الدول الغربية تؤكد على وجود وحدة وانسجام في المواقف من قبل هذه الدول تجاه عزل إيران دوليا، موضحة أن عدم دعوة إيران من بين أكثر من 40 زعيما عالميا و90 ممثلا عن الدول الأخرى له دلالة كبيرة في عالم السياسة والتحليل.
"اعتماد": العسكريون هم المتحكمون في ملف السياسة الخارجية لإيران
قال البرلماني السابق علي مطهري في مقال له بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية إن دور وزارة الخارجية الإيرانية في الشؤون والقضايا الخارجية محدود ومقزم والسبب في ذلك يعود إلى سيطرة العسكريين على ملف الخارجية الإيرانية، مضيفا: "العسكريون هم الذين يحددون طبيعة علاقة إيران مع دول الشرق الأوسط وروسيا والصين لهذا السبب نرى علاقتنا بالدول الإسلامية ضعيفة ومحدودة وبعضهم قد توجه إلى إسرائيل لتشكيل جبهة لمواجهة المخاطر التي يشعرون بها من جانب طهران".
وكتب مطهري: "من جانب آخر هذه الجماعات التي باتت تمسك بالقرار الإيراني تعتقد أن الولايات المتحدة الأميركية أوشكت على الزوال والأفول ولم يبق سوى ضربة واحدة لتنتهي أميركا وهم يعتقدون أنه حتى زوال أميركا لن تعود الأمور إلى طبيعتها في حين أن وجود علاقات جيدة مع الدول الإسلامية وبناء علاقات متوازنة مع الغرب والشرق يمهد الطريق لتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني، وفلسطين لن تتحرر إلا إذا كانت هناك وحدة وانسجام بين الدول الإسلامية"، حسب تعبيره.