كان العنوان الأبرز في صحف إيران اليوم، الأربعاء 8 فبراير (شباط)، لا سيما الصحف المقربة من الحرس الثوري هو الإعلان عن قاعدة عسكرية جديدة أطلق عليها اسم "عقاب 44" تابعة للقوات الجوية بالجيش الإيراني.
واعتبرت هذه الصحف القاعدة بأنها أكبر الإنجازات وأكثر الأشياء التي تحتاجها إيران، متجاهلة الأزمة الاقتصادية والاستياء الشعبي في البلاد جراء فشل النظام في إدارة شؤون البلد على كافة المستويات.
وتفاخرت صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري، بهذا الإنجاز العسكري وعنونت في مانشيت: "مسلحون حتى قمة الجبل"، فيما قد يبدو أنه تظاهر بالقوة والاستعداد للمواجهة للداخل قبل الخارج، بعد أن تحولت الانتفاضة الشعبية إلى أكبر هاجس يقض مضاجع النظام ويربك حسابته.
اقتصاديا أشارت صحيفة "جمله" إلى كثرة تصريحات الرئيس الإيراني حول أهمية انضمام إيران إلى منظمة "شانغهاي" للتعاون الاقتصادي بقيادة روسيا والصين، حيث ادعى رئيسي أن انضمام إيران إلى هذه المنظمة يعني دخولها إلى أسواق التجارة في المنطقة، وظهور شركاء تجاريين وأمنيين جدد، لكن كل ذلك كان محض سراب وأضغاث أحلام، حسب رأي الصحيفة التي أكدت أن نتائج انضمام إيران إلى هذه المنظمة كانت تقريبا "لا شيء".
في شأن آخر تحدثت صحيفة "اعتماد" عن وجود نفوذ كبير لبعض الشخصيات الأصولية في حكومة رئيسي، بحيث قد يتجاوز نفوذ هذه الشخصيات نفوذ رئيس الجمهورية نفسه، مستشهدة بشخصية "سعيد جليلي" مستشار المرشد وممثله في المجلس الأمن القومي، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام.
وترى الصحيفة في تقريرها الذي عنونته بـ"إمبراطورية جليلي في حكومة رئيسي"، أن جليلي والتابعين له يسيطرون على عدد من المناصب والوزارة الهامة، مشيرة إلى تأثيره السلبي على بطء المفاوضات النووية، حيث إنه كان من مؤيدي التمهل في المفاوضات بأمل إجبار الغرب على تقديم تنازلات لصالح طهران، كما فعل في عهد محمود أحمدي نجاد عندما كان يتولى ملف التفاوض مع الأطراف الغربية.
في موضوع آخر هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، المطرب الإيراني الشاب شروين حاجي بور بعد فوز أغنيته "لأجل" بجائزة "أفضل أغنية للتغيير الاجتماعي" في حفل توزيع جوائز "غرامي" الموسيقي لعام 2023.
وزعمت صحيفة "كيهان" أن فوز أغنية "لأجل"- التي أصبحت نشيدا للانتفاضة الإيرانية- جاء بسبب عدم وجود منافسين لها وليس بسبب شعبيتها في إيران، ودورها الكبير في الأحداث الأخيرة.
في موضوع آخر حملت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، فشل المفاوضات النووية على الأطراف الأوروبية والغربية، وقالت: "لقد قبلنا آخر مسودة حول الاتفاق النووي، وحتى قيل للصحف خلال اجتماع قطر بأن يستعدوا للإعلان عن إحياء الاتفاق النووي، وبالتالي فلا يصح الآن تحميل إيران مسؤولية هذا الفشل في المفاوضات"، حسب تعبير الصحيفة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"تجارت": تداعيات الاعتداء على سفارات الدول الأخرى في طهران
اعتبرت صحيفة "تجارت فردا" أن خطأ السياسة الخارجية لإيران يتمثل في كونها تتعامل بطريقة عدائية تجاه اللاعبين الدوليين والإقليميين، وكتبت: "قلما يوجد بلد في العالم يخاصم في آن واحد القوى العالمية الكبرى والدول المجاورة له ويعتبرها عدوة له".
وأوضح الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة فردوسي بمشهد، حسين فاطمي نجاد، للصحيفة إن الاعتداء على سفارة الدول يعد عملا سلبيا، وخاصة وأن إيران معروفة بمثل هذه الأعمال، وقال: "الهجوم على السفارة الأميركية في بداية الثورة أعطى عن طهران صورة سلبية ومعادية لأميركا وكانت نتيجتها تشويه صورة إيران دوليا".
ونوه فاطمي نجاد إلى أن الدول الأخرى أيضا تعتبر "الجمهورية الإسلامية" بأنها دولة مزعزعة للأمن، وإن تكرار الهجمات والاعتداءات على سفارات الدول يعزز من نشر هذه الصورة عن النظام الإيراني.
بدوره لفت الباحث مهدي نجف زاده إلى الهجوم الأخير على سفارة أذربيجان في طهران، ورأى أن هذا الهجوم قد يكون سببا في تشكيل تحالف عسكري ضد إيران.
"جمله": أكبر تهديد أمام إيران اليوم ليست أميركا ولا إسرائيل وإنما الجهل بطريقة الحكم السليمة
في شأن آخر تناولت صحيفة "جمله" الأزمة البيئية التي تعيشها إيران في السنوات الأخيرة والتي تجلت في كثير من حالات تلوث الهواء والعواصف الترابية الشديدة التي نجمت عنها أزمات صحية كبيرة توفي بسببها عشرات الآلاف من الإيرانيين.
وقالت الصحيفة إن البيئة في إيران تتدمر بسرعة لا تصدق، حيث إن أجزاء كبيرة من مناطق البلاد بدأت تربتها تتآكل ومقاومتها تضعف أمام العواصف والأحداث الطبيعية، مضيفة أن الهجوم والتدمير الذي تعرضت له آثار الحضارة الإيرانية خلال العقود الأربعة الأخيرة لم تشهده إيران حتى في عهد هجوم المغول على البلاد.
وكتبت الصحيفة: "مدن مثل أصفهان التاريخية والتي نجت من حروب وكوارث كثيرة نراها الآن تستسلم أمام الهجوم الجاري على بيئتها، كما أن مدنا مثل همدان باتت تواجه أزمة مياه طاحنة".
وقالت الصحيفة في ختام تقريرها: "الخلاصة إن كثيرا من المراقبين والمحللين الحريصين على أوضاع البلاد يعتقدون أن أكبر تهديد أمام إيران اليوم ليست أميركا ولا إسرائيل، وإنما هو الجهل بطريقة الحكم السليمة للبلاد".
"كيهان": الأوروبيون هم أكثر المتضررين من تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية
قالت صحيفة "كيهان" المتشددة إن أكثر الأطراف التي سوف تتضرر من تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية هي الدول الأوروبية نفسها، لأن الأوروبيين هم أكثر المستفيدين من المواجهة التي يخوضها الحرس الثوري ضد الإرهاب في المنطقة.
وتابعت الصحيفة: "على هذا الأساس فإن مشروع تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية دليل على قرب زوال العقلانية لدى الأوروبيين، وناتج عن ردة فعل انفعالية، وانخداعهم بأعداء الثورة وسيترتب عليه تبعات سيئة على الأوروبيين".