علقت صحف إيران الصادرة اليوم الاثنين 6 فبراير (شباط) باهتمام مبالغ فيه على إعلان المرشد الإيراني علي خامنئي العفو عن عدد من المتظاهرين في الاحتجاجات الأخيرة.
رغم وجود كثير من القيود التي تجعل من الصعب أن يشمل العفو المتظاهرين كلهم لا سيما بعد وضع شروط مثل عدم ثبوت جرم ارتكبه المتهمون، مع العلم أن المشاركة في المظاهرات تعد جرما مشهودا بعد وصفها من قبل النظام بـ"اعمال شغب وتخريب".
وقد أوضحت صحيفة "كيهان" المقربة من خامنئي هذه الشروط وكتبت في المانشيت: "عفو واسع ومشروط". وقالت إن الأشخاص "الرئيسيين" لن يشملهم هذا العفو.
ومع الترحيب المبدئي لمعظم الصحف بهذا القرار إلا أن بعض الصحف مثل "فرهيختكان" قد لوحت بأن العفو لن يكون كافيا إذا لم ترافقه إجراءات حقيقية على أرض الواقع ويتم العمل على ما سمته الصحيفة "ترميم الشرخ المجتمعي" الحاصل في إيران.
وقالت الصحيفة إنه إذا لم يتم العمل بشكل أساسي والبحث عن حلول جذرية للأزمة الحالية فإن عودة الاحتجاجات من جديد ليست مستبعدة على الإطلاق.
كما تساءل كاتب صحيفة "اعتماد" عن سبب إظهار القضاء الإيراني في بيانه حول العفو، المن على المتظاهرين وقال: ما الذنب الذي ارتكبه المتظاهرون حتى تمنوا عليهم بهذا العفو؟".
وفي موضوع غير بعيد عن الاحتجاجات وانعكاساتها علقت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري الإيراني على بيان مير حسين موسوي المرشح الرئاسي الأسبق وزعيم الحركة الخضراء والذي دعا فيه إلى تغيير الدستور على وجه السرعة من أجل "إنقاذ إيران".
كما أشارت الصحيفة إلى بيان آخر للرئيس الأسبق محمد خاتمي الذي قال إن الإصلاحات في إيران وصلت إلى طريق مسدود وأن اليأس يسيطر على المواطنين من إمكانية الإصلاح والنظام نفسه.
واعتبرت الصحيفة أن البيانين هما وجهان لعملة واحدة إذ إنهما وإن اختلفا في حدة التعبير إلا أن كليهما يريدان تجاوز "نظام الجمهورية الإسلامية" وإسقاطه، حسب تعبير الصحيفة.
اقتصاديا قال الخبير الاقتصادي بيمان مولوي لصحيفة "جهان صنعت" إن استقرار سعر الدولار هذه الأيام في خانة 45 ألف تومان سيكون مؤقتا، وذلك بفعل الإجراءات التي قام بها البنك المركزي وضخه بشكل كبير للعملة الأجنبية في الأسواق للحد من انهيار التومان، وأكد أن سعر الدولار في إيران سيتجاوز العام الإيراني القادم (سيبدأ بعد 40 يوما تقريبا) 40 في المائة من سعره الحالي وذلك بالنظر إلى التضخم الفعلي في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"اعتماد": لماذا أدين المتظاهرون حتى يتم العفو عنهم؟
أشار الكاتب السياسي الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى قرار العفو عن المعتقلين في الاحتجاجات الأخيرة، ورأى أن العفو إذا كان يشمل فقط الأفراد المغمورين الذين تم اعتقالهم في الشوارع وأثناء الاحتجاجات، فإن ذلك لن يحل المشكلة، والسبب هو أن تهمة "الإخلال بالأمن القومي" الذي استثنت السلطات المتهمين بها من العفو، سيكون من السهل إلصاقها بمن أرادوا إبقاءه في السجن.
كما انتقد الكاتب شرط النظام عدم العودة إلى المظاهرات من جديد للإفراج عن المعتقلين وقال إن هؤلاء المتظاهرين لم يشاركوا دون سبب في هذه المظاهرات، وإنما الظروف هي التي دفعتهم للمشاركة فيها، وأن الوضع الحالي في إيران من شأنه كذلك أن يجعلنا نتوقع الاحتجاجات في المستقبل القادم.
وتساءل عبدي مخاطبا القضاء الإيراني: "هل يجب أن تمنوا على المتظاهرين بإطلاق سراحهم؟ هل يجب أساسا أن يدان أحد لمجرد التظاهر والاحتجاج؟ هل بعد 44 سنة من الثورة التي قامت من أجل الحرية تتم إدانة المتظاهرين الذين يعبرون عن آرائهم وحريتهم وأن تمنوا عليهم وتتظاهروا بالفضل والإحسان؟".
"جمهوري إسلامي": المفاوضات المباشرة مع أميركا هي الطريق الوحيد لحل أزمة النووي الإيراني
في مقال بصحيفة "جمهوري إسلامي" دعا الرئيس السابق لهيئة الأركان العامة للحرس الثوري الإيراني، حسين علائي إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية لحل أزمة الملف النووي الإيراني وقال إن المفاوضات المباشرة هي الطريق الأمثل لإنهاء هذه الأزمة وتجاوزها.
وأضاف: "واشنطن وطهران بإمكانهما تحديد بعض المصالح والنقاط المشتركة في بعض المجالات ليتم البناء عليها في تخفيف حدة التوتر والنزاع بين البلدين".
وأوضح علائي أن الخلافات بين الدول يمكن التغلب عليها عبر التفاوض والحوار ولا طريق أمام البلاد إلا التفاوض بشكل مباشر لأن إيران وأميركا لو أبعدا الوسطاء جانبا يستطيعان على الأقل التوصل إلى حل لبعض المشاكل الصغيرة التي تساعد في بناء أرضية مشتركة لمناقشة القضايا الأوسع والاكثر خلافا".
"جوان": الخميني لم يكن يؤمن بالديمقراطية
بمناسبة حلول الذكرى السنوية لانتصار الثورة في إيران تطرقت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري إلى مواقف مؤسس الجمهورية الإسلامية روح الله الخميني من الديمقراطية والحكم المدني وقالت بالنص: "روح الله الخميني لم يكن أهل سلطة ولا من المؤمنين بالديمقراطية ولا يقبل نظاما غير النظام الديني ويرى أنه الوحيد الذي يستحق أن يحكم البشرية جمعاء".
وأضافت الصحيفة: "الخميني كان يرى الثورات الأخرى استبدال طاغوت بطاغوت آخر، وكان يقول عن الثورات واستبدال الأنظمة: باعتقادنا أن الذي ذهب وسقط والذي جاء وحكمَ كلاهما طاغوت، لأن غايتهما مادية ودنيوية حصرا ولم يفكرا بمواهب قدرة الله لكن ثورتنا كانت انتفاضة لله"، حسب ما نقلت الصحيفة.