لا تزال أصداء حادثة أصفهان حاضرة في صحف إيران الصادرة اليوم، الثلاثاء 31 يناير (كانون الثاني)، وإن حاولت بعضها لا سيما تلك المقربة من النظام تجاوز الحادث والصمت حياله، كونه يشكل ضغطا على النظام الإيراني، ويطالبه باتخاذ موقف قوي كما كان يزعم، ويتوعد إسرائيل بالويل والثبور.
صحيفة "آرمان امروز" أشارت إلى التوتر الجديد بين طهران وكييف على خلفية تصريحات ميخايلو بودلياك، مستشار الرئيس الأوكراني حول هجوم أصفهان، حيث كتب على "تويتر" عن انفجار المركز العسكري في أصفهان: "ليلة انفجارية في إيران، بمنشآت إنتاج المسيرات والصواريخ، ومصافي النفط. كانت أوكرانيا قد حذرتكم".
واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الاثنين 30 يناير (كانون الثاني)، القائم بالأعمال الأوكراني في طهران، بسبب هذه التصريحات، وطالبت حكومة كييف بتقديم إيضاحات "رسمية وفورية".
كما لفتت الصحيفة إلى ما نشره موقع "نور نيوز"، المقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، حيث قال إن تصريحات المسؤول الأوكراني تؤكد ضمنيا وجود دور لكييف في الهجوم على أصفهان، موضحا أن تبعات ثقيلة ستتحملها أوكرانيا إذا لم تعلن براءتها من الحادث.
وفي شأن آخر وعلى نطاق واسع اهتمت الصحف الصادرة اليوم بتصريحات المرشد علي خامنئي والتي أقر فيها بانتشار الفقر والمشاكل الاقتصادية والمعيشية للمواطنين في إيران، كما أشار إلى انهيار العملة الوطنية الإيرانية مقابل العملات الصعبة وتسجيلها أرقاما قياسية.
وحاولت بعض هذه الصحف نقل كلام خامنئي حول الأزمة الاقتصادية وعنونت "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، في المانشيت وكتبت: "أوجدوا حلا لتراجع قيمة العملة وضعف النمو الاقتصادي". تصريحات المرشد تشبه الاستنجاد والتضرع لإيجاد حلول لما تعيشه البلاد، لكن لمَن يا ترى هذه الدعوات والاستنجاد وكل مفاصل الدولة يمسك بها خامنئي نفسه وقيادات الحرس الثوري؟! من الموضوعات الأخرى التي تناولتها بعض الصحف هو مشروع "معاقبة المشاهير" بسبب تصريحاتهم ومواقفهم من الأحداث، وهو مشروع أثار جدلا كبيرا بعد عرضه على البرلمان ليصبح قانونا يعمل به في البلاد.
صحيفة "توسعه إيراني" رأت في المشروع انتهاكا صارخا لحقوق المواطنة، وتعديا على الدستور الذي ينص على حرية التعبير لجميع أفراد المجتمع.
وأوضحت الصحيفة أنه وبموجب هذا القانون سيصبح المشاهير ومن لهم جمهور في وسائل التواصل الاجتماعي غير قادرين على الإدلاء برأيهم حول الأحداث إلا إذ صرح المسؤولون وتحدثوا حول موضوع من الموضوعات، وإذا خالف أحد هذا القانون فستكون عقوبة الحبس لعشر سنوات وحتى 15 عاما في انتظاره.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": من المستبعد أن يكون هجوم أصفهان تم دون تنسيق مع واشنطن
أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى الهجوم الذي استهدف مركزا تابعا لوزارة الدفاع الإيرانية في أصفهان مساء السبت الماضي، وقالت إن أهم شيء ينبغي معرفته هو الجهة التي وصلت منها هذه الطائرات إلى إيران.
وكتبت في هذا السياق: "لا يخفى وجود قواعد عسكرية لإسرائيل في دول الجوار الإيراني وهذا ليس سرا، لكن يجب معرفة البلد الذي وصلت منه هذه الطائرات، إن معرفة ذلك ستكشف كثيرا من خفايا هجوم ليلة السبت، فلو كانت الطائرات وصلت إلى إيران من أراضي أذربيجان فإن ذلك يعني أن إخلاء باكو لسفارتها في طهران يفسر لنا لماذا أخذ التصعيد منحى أوسع".
كما نقلت الصحيفة كلام المحلل السياسي والدبلوماسي السابق عبد الرضا فرجي راد الذي اعتبر أن الهجوم بالطائرات المسيرة على أصفهان كان هجوما تحذيرا، مستبعدا أن يكون الهجوم قد وقع دون تنسيق ومعرفة من الولايات المتحدة الأميركية.
"اعتماد": المواجهة بين إيران وإسرائيل تتجه للعلن
فيما رأى كاتب صحيفة "اعتماد"، رحمان قهرمان بور، إن المواجهة بين إيران وإسرائيل أصبحت أكثر علنية، موضحا أن تل أبيب ماضية في سياساتها ضد البرنامج النووي الإيراني، وذلك بضوء ودعم أميركي.
ويعتقد الكاتب أن إسرائيل لن تقدم على عمليات عسكرية واسعة ضد إيران ومواقعها النووية دون دعم من الولايات المتحدة الأميركية، ويبدو أن هذه التطورات تأتي تطبيقا لخطة "باء" أو كما أسماها الكاتب "مرحلة ما بعد الاتفاق النووي"، إذ إن الواقع والتطورات أثبت أن الاتفاق النووي أصبح من الماضي.
واستبعد الكاتب أن يكون لأوكرانيا دور في الهجوم على أصفهان، مشيرا إلى تصريحات المسؤول الأوكراني التي اعتبرها مجرد كلام إعلامي لاستفزاز إيران التي يتهمونها بدعم روسيا في عدوانها على بلادهم.
"شرق": السيطرة على أزمة الغاز وخلق أزمة أخرى
في شأن داخلي أشارت صحيفة "شرق" إلى أزمة الطاقة التي شهدتها إيران في الأيام الأخيرة، واضطرار الحكومة تعطيل المراكز التعليمية والخدمية والقطاعات الصناعية ووقف عجلة الإنتاج في كثير من المجالات، وأوضحت أن الحكومة ولكي تعالج أزمة الطاقة وتمنع قطع إمدادات الغاز عن المواطنين خلقت أزمة أخرى قد لا تقل خطوة عن الأزمة السابقة؛ إذ إنها ولمدة 10 أيام أوقفت الصناعة رسميا.
وقال الخبير في القضايا الصناعية ومدير مكتب التنمية التجارية في محافظة خراسان رضوي، محمد بحرينيان، إنه وخلال أيام العطلة التي فرضت على القطاع الصناعي في المحافظة سجلت خراسان رضوي وحدها خسائر يومية تقدر بـ800 مليار تومان، مؤكدا أنه لا توجد لدى المسؤولين أي خطة أو برامج لتعويض الخسائر التي حلت بقطاع الصناعة في المحافظة.
وأضاف الباحث أن الطريق الذي تسير عليه البلاد لا يتجه إلى التطور والتقدم كما يدعي المسؤولون، وإنما هو تجسيد لهروب الاستثمارات ورواد الأعمال الحقيقين من السوق.