على استحياء وحذر، تطرق عدد محدود من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم إلى حادث الهجوم الذي استهدف مركزا عسكريا تابعا لوزارة الدفاع الإيرانية في مدينة أصفهان وسط إيران مساء السبت.
يأتي الحذر والتردد في الحديث عن الهجوم انعكاسا لحالة الغموض التي تسود الحادثة حيث لم تقدم السلطات الإيرانية رواية واضحة ومقنعة للرأي العام الإيراني عن مدى الخسائر والأضرار التي حدثت جراء الهجوم أو الجهة التي تقف وراءه، مكتفية بالإعلان عن إجراء تحقيق ليس معلوما متى تصدر نتائجه وما هي ردود الفعل المتوقعة من جانب إيران.
لكن وبينما تستمر السلطات الإيرانية في التحقيق لمعرفة خلفيات الهجوم الذي استهدف عمقها الجغرافي وسط البلاد فقد نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في خبر حصري نشرته أمس الأحد، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الهجوم بالمسيّرات التي استهدفت مساء أول من أمس السبت مركزا عسكريا تابعا لوزارة الدفاع الإيرانية في أصفهان، نفذته إسرائيل.
وأشارت صحيفة "آفتاب يزد" إلى الموضوع وكثرة الأخبار التي رافقته وعنونت في صفحتها الأولى بـ"ليلة السبت كثيرة الأحداث"، مشيرة إلى هجوم أصفهان والحريق الهائل في مدينة تبريز، والشائعات حول حدوث انفجارات في مدينة همدان غربي البلاد.
وعنونت صحيفة "اترك" بـ"تفاصيل الهجوم على أحد مراكز وزارة الدفاع".
أما صحيفة "آرمان ملي" فتحدثت عن الهجوم الذي استهدف أصفهان وكأنه نصر لإيران مدعية فشل الهجوم في تحقيق أهدافه.
وفي المقابل، نجد "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي والمعروفة بمواقفها المتشددة قد تجاهلت الحادث نهائيا، وكأنه لم يحدث أصلا أو كأنها لم تتابع الأخبار جيدا، لتغض الطرف عن تلك الوعود الكبيرة بإزالة إسرائيل ومحوها من الخارطة لتصبح إسرائيل اليوم هي التي تسعى للقضاء على النظام الإيراني واستهدافه في عقر داره بعد أن أثخنت بمواقعه العسكرية في سوريا.
وبنفس الاتجاه سارت صحيفتا "جوان"، و"وطن امروز" المقربتين من الحرس الثوري، إذ تجاهلتا الموضوع بشكل كامل، مما يؤكد وجود قرار أمني بعدم التطرق إلى الموضوع، إذ إنه يضع النظام الإيراني في موقف حرج أمام أنصاره الذين بدأوا يتململون بتسويف النظام وكثرة وعوده في الرد على إسرائيل "في الزمان والمكان المناسبين" دون أن يعرف أحد متى يحين هذا الزمان المناسب وأين يمكن أن يوجد ذلك المكان المناسب للرد والقيام بـ"الانتقام الصعب".
وفي شأن منفصل، تطرقت بعض الصحف إلى إعلان أذربيجان إخلاء سفارتها في إيران من العاملين والدبلوماسيين بعد أن تعرضت السفارة لهجوم "إرهابي"، كما يصفه مسؤولو باكو، أودى بحياة ضابط أمن أذربيجاني وإصابة شخصين آخرين.
ومن الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها صحف اليوم زيارة وزير الخارجية القطري إلى إيران، إذ ادعت هذه الصحف أن وزير الخارجية القطري يحمل رسالة من الولايات المتحدة الأميركية بهدف إيجاد حل لأزمة الملف النووي، وعنونت صحيفة "مردم سالاري" في مانشيتها: "رسالة أميركا إلى إيران عبر قناة الدوحة".
وفي شأن آخر تطرقت الصحف اليوم إلى موضوع الزلزال الذي ضرب منطقة خوي ومناطق أخرى بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران إذ لقي على أثره 3 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من 440 آخرين بعد الزلزال الذي بلغت قوته 5.9 درجة على مقياس ريختر.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"عصر اقتصاد": أميركا تطالب العراق بتقليص العلاقات المالية مع إيران
أشارت صحيفة "عصر اقتصاد" إلى التحركات والضغوط الأميركية التي تمارسها على العراق للحد من علاقاته مع إيران وتقليص العلاقات المالية. وكتبت: "المطالب الأميركية من العراق واضحة للغاية وهي وقف العلاقات المالية مع إيران وسوريا ولبنان".
وأضافت الصحيفة: "وقد تسبب هذا الوضع في ضغوط مضاعفة على رجال الأعمال والاقتصاد الإيراني، لأن أحد مداخل الدولار لإيران يتم إغلاقه، وستكون إيران بالتأكيد الخاسر الأكبر في هذه القضية".
"اقتصاد بويا": الاقتصاد الإيراني سينهار إذا لم يتم الاتفاق حول الملف النووي
في شأن اقتصادي، تطرقت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى الاضطراب المستمر في أسواق العملات الصعبة والانهيار غير المسبوق في قيمة العملة الوطنية الإيرانية وتراجعها الكبير أمام الدولار، معنونة تقريرها حول الموضوع بالقول: "مستقبل غامض لسوق العملات المضطرب"، مؤكدة أن الوضع الحالي في إيران يجعل الاقتصاد شبه متوقف ولا أحد يمكنه العمل والاستثمار بشكل كبير.
ونقلت الصحيفة كلام الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي الذي حذر من الوضع الراهن، وقال إنه وفي حال فرضت العقوبات الأممية على إيران مرة أخرى فإننا سنشهد انهيارا أكبر وسيتخطى الدولار سعر 50 ألف تومان إيراني وستكون إيران شبيهة بكوريا الشمالية وفنزويلا وينهار اقتصادها.
وأوضح مجلسي أن أمام إيران أقل من شهرين لحل أزمة ملفها النووي فبعد ذلك سينتقل ملفها إلى مجلس الأمن الدولي وهو ما يؤزم الاقتصاد الإيراني أكثر مما هو عليه الآن.
"وطن امروز": الهجوم على زعيم السنة مولوي عبدالحميد واتهامه ببث الفرقة وخلق الفوضى والتوترات
هاجمت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري زعيم أهل السنة في إيران مولوي عبدالحميد مدعية أن خطبه وتصريحاته في الفترة الأخيرة ودعمه للاحتجاجات تتعارض مع الإسلام متهمة إياه بالعمل لصالح الأعداء وبث الفرقة والخلاف وخلق التوترات والفوضى في محافظة بلوشستان مبررة ذلك باهتمام وسائل الإعلام المعارضة للنظام ونقل تصريحاته وانتقادته التي يوجهها للنظام الحاكم.
"آرمان ملي:" انتشار الفساد والمحسوبية في قطاع البناء يرفع نسبة الخسائر المادية والبشرية أثناء حدوث الزلازل
تطرقت صحيفة "آرمان ملي" إلى الزلزال الأخير الذي ضرب مدينة خوي شمال غربي إيران والحجم الكبير في الأضرار المادية، مؤكدة أن ضعف الأبنية الإيرانية وعدم رعايتها لمعايير الجودة هي التي ترفع نسبة الخسائر، وشددت على ضرورة أن تكون هناك رقابة ومحاسبة صارمة للمخالفات التي تحدث في مشاريع البناء والإعمار.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الأبنية الفاقدة لمعايير الجودة هي نتيجة لانتشار الفساد والمحسوبية بشكل ممنهج في مشاريع البناء والإعمار.