يزداد الحديث بين صحف النظام ووسائل إعلامه هذه الأيام حول الخطوات التي يجب اتخاذها من قبل إيران للرد على الدول الأوروبية والغربية، بعد موجة من القرارات والعقوبات الواسعة التي تستهدف بشكل أساسي الحرس الثوري، والأطراف الضالعة في قمع الانتفاضة الشعبية في إيران.
ويبدو أن الخيارات التي تطرح إما إنها "غير واقعية" مثل إغلاق مضيق هرمز، كما توصي بذلك صحيفة "كيهان"، أو لها مخاطر فادحة مثل الدعوة إلى الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وهي خطوة ستكون- بلا شك- لها مخاطر فادحة على إيران واقتصادها المتعثر.
وبينما تحاول بعض الصحف الأصولية التأكيد على مشروعية هذه الخطوة وقانونيتها، نجد الصحف الأخرى مثل "هم ميهن" تحذر، اليوم الثلاثاء 24 يناير (كانون الثاني)، من تبعات مثل هذه القرارات.
وقال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، علي بيكدلي، للصحيفة إن انسحاب طهران من هذه المعاهدة الدولية يجعل إيران ضمن الدول المتمردة من وجهة نظر الوكالة الدولية للطاقة، وهو ما يعني نقل الملف الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي، وعودة العقوبات التي كانت مفروضة على البلاد، قبل أن يتم رفعها بموجب الاتفاق النووي عام 2015.
كما علقت صحيفة "اعتماد" على دعوات إغلاق مضيق هرمز، والتي يرددها مدير تحرير صحيفة "كيهان" وبعض الشخصيات الأصولية كلما تأزمت العلاقة بين طهران والدول الغربية، ورأت الصحيفة، استنادا إلى كلام الخبراء والمتخصصين، أن تنفيذ هذه التهديدات غير ممكن، نظرا إلى أن مضيق هرمز هو ضمن المياه الدولية، وليس ملكا لأحد لكي يبادر بإغلاقه أمام الآخرين.
في موضوع آخر أكدت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، ضمنيا بأن إيران أصبحت في عزلة دولية وإقليمية، وقالت إن الدول الإقليمية وتركيا في السنوات القليلة الماضية حاولت- ومن خلال زيادة وتيرة التعاون فيما بينها- خلق "هلال اقتصادي" لاحتواء إيران، واقترحت القيام بتطوير وتنمية منطقة "مكران" وميناء تشابهار بمحافظة سيستان وبلوشستان لإفشال هذه المحاولات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
فرهیختكان": تبعات إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية
سلطت صحيفة "فرهيختكان" الضوء على تبعات الإجراءات الأوروبية الأخيرة، وإعلان البرلمان الأوروبي الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وقالت إنه وبعد هذه الخطوة ستكون الدول الأوروبية قادرة على محاسبة ومعاقبة الأطراف التي تتعامل مع الحرس الثوري وحتى الحكومة الإيرانية، باعتبار أن الحرس هو جزء من منظومة الحكم، ويسري على الحكومة ما يسري عليه.
كما أشارت الصحيفة إلى امتناع مجلس الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، عن إدراج الحرس الثوري في قائمة المنظمات الأوروبية، والاكتفاء بفرض عقوبات على مسؤولين وكيانات تابعة للحرس الثوري، وقالت إن أوروبا وبهذه الخطوة تكون قد حققت الهدف الذي كانت تصبو إليه، وفي نفس الوقت لم تعط حجة لطهران للقيام بأعمال تضر بمصالحها.
"هم ميهن": المناخ السياسي والرأي العام جعل من الصعب السماح للدول الغربية التعامل مع النظام الإيراني
بدوره حذر المحلل السياسي، رضا نصري، في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" من مخاطر إبعاد إيران عن المشهد الدولي، وقال إن إظهار المرونة والإرادة الجادة لم تعد تكفي للعودة إلى اتفاق مع الغرب، فخلال الشهور الأخيرة تشكل مناخ سياسي ورأي عام مناهض لطهران في الغرب، بحيث أصبح من الصعب على الدول والحكومات الغربية التعامل مع النظام الإيراني والتواصل معه.
ولفت الكاتب إلى أن إيران وفي حال أقدمت على خطوات تصعيدية مثل رفع نسبة التخصيب أكثر من 60 في المائة ستجعل الغرب يصل إلى هذه النتيجة، التي سيكون مفادها "أنه ولكي تحتوي التهديدات الإيرانية وخلق التوازن يجب القيام بتشكيل تحالف وإجراء ضغوط مضاعفة على طهران".
وأشار نصري إلى أن الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية لن تقبل هذه المرة بالعودة إلى طاولة المفاوضات في حال ذهب ملفها إلى مجلس الأمن الدولي، إلا إذا قبلت إيران تنفيذ كامل تعهداتها وما تنص عليه هذه القرارات الدولية.
ورأى الكاتب أنه لا خيار أمام إيران سوى القيام بإصلاحات حقيقية في طريقة الحكم في البلاد، وإعادة النظر بشكل أساسي في السياسات الخارجية المعتمدة، مؤكدا أن هذه الإصلاحات هي الطريق الوحيد للحيلولة دون الوصول إلى مرحلة من الحصار الدولي، وتشديد الخناق على طهران.
"صبح امروز": إيران غائبة عن الساحة الدولية والوضع الحالي هو الأسوأ على الاطلاق
قال الكاتب والناشط السياسي علي صوفي لصحيفة "صبح امروز" إن الوضع الذي تمر به إيران الآن هو الأسوأ على الاطلاق، حيث إنها باتت "غائبة" عن الساحة الدولية بشكل كامل، وتكتفي وزارة خارجيتها بدور "استدعاء السفراء" وتقديم مذكرات الاحتجاج، مؤكدا أن الوضع الذي تعيشه الجمهورية الإسلامية اليوم خطير للغاية، فمن جانب يتم الهجوم على طهران من الدول الأخرى وتستمر الضغوط الدولية، ومن جانب أخرى نرى استمرار السياسات الخاطئة على صعيد الداخل.
وشدد الباحث على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع الغرب حول الملف النووي كأول خطوة في سبيل إصلاح الأخطاء ومعالجة المشاكل التي تواجها إيران، منتقدا هجوم بعض الشخصيات على الاتفاق النووي بالرغم من أنه حظى بموافقة قيادات النظام وشخص المرشد علي خامنئي.
"روزكار": استمرار أزمة الدولار ولا حلول بيد الحكومة
اقتصاديا أشارت صحيفة "روزكار" إلى أزمة الدولار في إيران، والإجراءات الخاطئة التي تقوم بها الحكومة، وتوقعت استنادا إلى كلام المتخصصين في الشؤون الاقتصادية استمرار التراجع في قيمة العملة المحلية مقابل العملات الصعبة، منتقدة تصريحات المسؤولين المعنيين في الحكومة، حيث يزعمون أن الأسعار الحالية في السوق الحرة ليست حقيقة، وأنها نتيجة لما تنشره بعض القنوات التلغرامية من تسعير للعملات الصعبة.
ونقلت الصحيفة كلام الخبير الاقتصادي مرتضى أفقه الذي قال: "كلام وزير الاقتصاد حول وقوف بعض القنوات "التلغرامية" وراء رفع الأسعار في الأسواق الحرة دليل على ضعف الحكومة، وإلا فكيف يمكن أن نفهم نجاح قنوات "تلغرامية" محدودة في رفع سعر الدولار مقابل نظام بكل امكانياته، وكل هذه الادعاءات من قبل مسؤولي الحكومة وصناع القرار فيه".