يبدو أن النظام في طهران عاجز عن التعامل مع أزمة الدولار والانهيار التاريخي للعملة الإيرانية مقابل العملات الصعبة وهو يعتمد سياسة "المتفرج" في هذا الموضوع.
ويكتفي نظام طهران في هذه القضية بالتصريحات الكلامية التي تذهب تارة إلى أن الأسعار المتداولة للدولار ليست حقيقية وأنها عبارة عن حرب نفسية تشن على اقتصاد إيران، ويعود تارة ليؤكد أنه سيعيد الأمور إلى نصابها، بعد أن يتوعد من يسميهم "المخلين" باستقرار سوق العملات الصعبة.
وعنونت صحيفة "خراسان"حول موضوع العملات الصعبة وكتبت في مانشيتها اليوم الأحد: "المفقود في أسواق العملات الصعبة الملتهبة"، كما تساءلت صحيفة "آفتاب يزد" بالقول: "أين تكمن الحلقة المفقودة في إدارة أزمة العملات الصعبة؟".
أما صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة فزعمت أن كل ما يجري في أسواق العملات الصعبة هو نتيجة الحرب النفسية التي تشن على إيران وكتبت أن ما تشهده الأسواق غير الرسمية للعملات الصعبة هو نتيجة حالة الاضطراب والحرب النفسية على البلاد.
وفي موضوع آخر تناولت بعض الصحف استمرار أزمة الإنترنت في إيران، فبالرغم من ادعاء السلطات بأنها سيطرت على الاحتجاجات واحتوت الأزمة إلا أنها تستمر على نهجها السابق في قطع الإنترنت وحجب الكثير من المواقع والتطبيقات.
وأشارت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى هذا الوضع المزري بالنسبة للإنترنت ومدى تأثيره السلبي على حياة المواطنين وعنونت: "استياء المواطنين من القطع المتكرر للإنترنت"، كما تطرقت إلى الآثار السلبية الهائلة التي تركها موضوع قطع الإنترنت على الاقتصاد في إيران.
وفي شأن آخر، علقت صحيفة "اعتماد" على عزم الحكومة فصل الأستاذ الجامعي محسن برهاني، أستاذ مادة الحقوق في جامعة طهران، بعد انتقاداته التي وجهها لقرارات السلطة في الشهور الأخيرة، لا سيما في التعامل مع الاحتجاجات والإعدامات العشوائية التي بادرت بها الحكومة وتساءلت الصحيفة عن أسباب هذا الإصرار من الحكومة على فصل هذا الأستاذ رغم أنه لم ينتهك قوانين البلاد ودستورها الذي ينص على احترام حق الانتقاد.
وأوضحت الصحيفة أن الميزة الرئيسية التي تميز الأستاذ برهاني بها هي أنه قد انتقد أحكام القضاء فيما يتعلق بالاحتجاجات الشعبية من وجهة نظر فقهية وشرعية حيث بيّن في العديد من المناسبات أن الممارسات التي تقوم بها السلطات هذه الأيام- بغض النظر عن مواقف معارضي النظام ومنظمات حقوق الإنسان- تتعارض مع القوانين والنصوص التي تزعم الحكومة أنها تسير على ضوئها وتجتهد في تطبيقها.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": جحيم ينتظر العسكريين الأوروبيين في حال تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية
تستمر صحيفة "كيهان" ورئيس تحريرها المقرب من خامنئي، حسين شريعتمداري، في إطلاق التهديدات والوعود بالانتقام والثأر من أوروبا في حال أقدمت على تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.
فبعد هجوم الصحيفة على أوروبا يوم أمس السبت وتأكيدها أن القوات العسكرية الأوروبية الموجودة في مياه الخليج ستكون في مرمى الحرس الثوري، عادت اليوم وقالت إنه وفي حال المصادقة النهائية على قرار إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، فإن "جحيما" سيكون في انتظار العسكريين الأوروبيين في المنطقة.
كما طالب كاتبها الآخر سعد الله زارعي الحكومة باتخاذ خطوات عملية سريعة وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار، معتقدا أن ما قام به البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي هو مقدمة لسلسلة من الإجراءات ضد النظام الإيراني وأن سياسة ضبط النفس الحالية من قبل إيران لن تكون ذات نفع وفائدة حسبما يرى الكاتب.
ودعا زارعي إلى تعليق العلاقات مع الدول التي وقعت على قرار تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية كما قال إنه يجب إغلاق مكاتب تمثيل هذه الدول في طهران وإغلاق مكاتب تمثيل طهران لدى هذه الدول، مضيفا: "لم نر فائدة وراء سياسة ضبط النفس".
"اعتماد": النظام خسر معركته مع الإيرانيين في الخارج
في مقال نشرته صحيفة "اعتماد" تطرق السفير والدبلوماسي الإيراني السابق حسين ملائك إلى سياسة النظام الإيراني في التعامل مع معارضيه في الخارج، وقال إن النظام قد خسر معركته معهم.
وأوضح الكاتب أن السبب الرئيسي في تكثيف الجهود والضغوط الغربية الممارسة على النظام الإيراني هو الإيرانيون المهاجرون في أوروبا وأميركا والدول الغربية.
وأضاف الكاتب: "في الواقع فإن النظام قد تخلى عن الإيرانيين المهاجرين في الخارج وخسر اللعبة معهم، قد يكون موضوع الاتفاق النووي أو قضية أوكرانيا قابلة للحل من خلال المفاوضات وطاولة الحوار، لكن مواقف الإيرانيين في الخارج تجاه نظام طهران لا يمكن حلها عبر قنوات التفاوض والحوار".
وختم الكاتب مقاله بالقول إن الاحتجاجات في الداخل قد يستطيع النظام السيطرة عليها عبر أساليب القهر إلا أن المظاهرات في الخارج مستمرة بشكل منظم وهو ما جعلها أداة فاعلة في دفع الدول الأوروبية لممارسة مزيد من الضغوط على النظام الإيراني، مؤكدا أنه وما دام النظام لا يعترف بالاحتجاجات في الداخل فإن عليه أن يدفع فواتير الاحتجاجات في الخارج.
"جهان صنعت": الحكومة ناجحة في "التوزيع العادل للفقر"
أشارت صحيفة "جهان صنعت" في تقرير لها إلى طرق تعامل الحكومة الإيرانية مع الأزمة الاقتصادية الراهنة ونوهت إلى أن ما تكشفه أرقام الميزانية الحكومية للعام الإيراني القادم (سيبدأ بعد شهرين) هو أن الحكومة ستعتمد على "التوزيع العادل للفقر"، حيث إنها ولكي تقتصد في إنفاقها ستقوم بتقليص ضخ المال في المشاريع التي تعمل على خلق الرفاه للشعب، مؤكدة أن ذلك ليس حلا للمشكلة بل تعميق لها وتوسيع لأبعادها.
كما قال كاتب المقال الافتتاحي بالصحيفة نادر كريمي جوني إن إيران تسير نحو الفقر بشكل متسارع وإن أرقام ميزانية العام القادم تكشف ذلك بوضوح وجلاء.
كما لفتت الصحيفة إلى السياسات الفاشلة للحكومة في التعامل مع أزمة العملات الصعبة حيث أظهرت هذه السياسات كيف أن الدولار هو الذي يتحكم باقتصاد إيران وأن الحكومة عاجزة عن السيطرة على الأسعار، مشيرة إلى خشية المستثمرين من الدخول في الأسواق في ظل الاضطراب الكبير الذي تشهده البلاد.