لا يزال إعلان البرلمان الأوروبي، أول من أمس الخميس، الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية يحتل الصدارة في اهتمام الصحف الإيرانية اليوم السبت 21 يناير (كانون الثاني).
وقد حاولت جل الصحف التطرق إلى الموضوع بزوايا مختلفة، فبينما نجد الصحف الإصلاحية والمعتدلة تعتبره قرارا خطيرا على الوضع في إيران ومستقبل علاقاتها الدولية، نرى مقابل ذلك تجاهل الصحف الأصولية للقرار وخطورته والاكتفاء بإطلاق الوعود والتهديد بالانتقام، دون أن يكون واضحا آليات هذا الانتقام وطرق تنفيذه.
وبطبيعة الحال فإن أول شيء يخطر ببال الصحف الأصولية مثل "جوان" المقربة من الحرس الثوري و"كيهان" التابعة لخامنئي هو إغلاق مضيق هرمز أمام السفن التجارية الأوروبية، لكن هذه الخطوة- كما يرى مراقبون إيرانيون في الداخل- غير قابلة للتنفيذ، وأن الإقدام عليها يعني تحولا كبيرا ومنعطفا خطيرا للأزمة.
كما تحدثت بعض الصحف، مثل "ستاره صبح"، عن التبعات والمخاطر التي تكمن في مثل هذه العقوبات. وقال علي صالح آبادي مدير تحرير الصحيفة إن العقوبات سيكون أثرها أخطر من الحرب نفسها، كما قال المحلل السياسي علي بيكدلي للصحيفة إن الدول الأوروبية باتت قلقة من الدعم الإيراني لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وبالتالي فإن تصنيف الحرس الثوري لا بد أن يكون متأثرا بهذه الممارسات الإيرانية.
وفي موضوع آخر، قال الناشط السياسي الإصلاحي صادق زيبا كلام، لصحيفة "اعتماد"، إنه يشعر بـ"الرعب" من مستقبل النظام السياسي في إيران، موضحا أن القوة المسيطرة على القرار تنوي الاستمرار والمضي قدما وبكل صلابة في سياساتها السابقة. وأضاف أن كثيرا من المسؤولين في إيران مع كل هذه الأحداث لا يعتقدون بوجود أزمة أساسا في البلاد.
ونوه زيبا كلام إلى أن الوضع في إيران محتقن للغاية وأن الاحتجاجات قد تندلع تحت أي حادث بسيط، وهي بمثابة الرماد تحت النار، مؤكدا أن التوجه الذي يريد إسقاط النظام وليس إصلاحه بات هو المسيطر في الاحتجاجات الأخيرة.
اقتصاديا انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" تجاهل المسؤولين الإيرانيين للأزمة الاقتصادية التي يمر بها المواطنون. وقالت: "الذي يبدو من تصريحات المسؤولين حول الأوضاع في البلاد هو أننا نعيش في كوكب وهم يعيشون في كوكب آخر"، مشيرة إلى ادعاءات المسؤولين حول استقرار الأوضاع في البلاد والحديث عن حركة "قطار التقدم" إلى الأمام.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": إيران والغرب في أزمة عميقة ستقود إلى قطع العلاقات بشكل كامل
توقع الدبلوماسي الإيراني ومستشار الرئيس الإيراني السابق، حميد أبو طالبي قطع العلاقات بين إيران والدول الغربية وقال في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية: "إيران والغرب دخلوا إلى مرحلة عميقة وتوتر كبير وستكون نهاية هذه الأزمة هي قطع كامل للعلاقات بين إيران والغرب" حسبما يرى أبو طالبي.
ورأى الدبلوماسي الإيراني السابق أن هذه الحالة هي نتيجة للسياسة الخارجية لإيران والتي لم تستطع الحفاظ على التوازن الاستراتيجي في دبلوماسيتها، مؤكدا أن تطوير التعاون العسكري والأمني بين إيران وروسيا أفسد التوازن الاستراتيجي في المنطقة.
وحذر أبو طالبي النظام الإيراني من استمرار هذا الوضع، وقال إن إعادة ترميم العلاقات مع الغرب لا سيما مع أوروبا ضرورة لا بد منها ويجب إحداث تغييرات أساسية وجوهرية في السياسة الداخلية والخارجية لإيران.
"كيهان": خيارات إيران للرد على تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية
علقت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي على قرار البرلمان الأوروبي بتصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، وقالت إن الخيارات التي تملكها طهران للرد على هذا القرار الأوروبي كثيرة ومتعددة، مضيفة أن الأوروبيين يعلمون جيدا أنهم ولكي يمروا من مضيق هرمز يجب عليهم أن يستأذنوا من الحرس الثوري.
وتضيف الصحيفة: "كما أن القوات العسكرية للدول الأوروبية في المنطقة تحت رصد ورقابة الحرس الثوري، وهذا جزء صغير من الخيارات التي بحوزة إيران"، حسب تعبير الصحيفة.
"هم ميهن": السياسة الخارجية الانفعالية لإيران جعلتها في الهامش من التطورات الدولية والإقليمية
أشارت صحيفة "هم ميهن" في تقرير لها إلى ضعف الدبلوماسية الخارجية لإيران، وقالت إن وزارة الخارجية الإيرانية باتت تتعامل بانفعال مع القضايا الأساسية على الصعيد الخارجي، وهي اليوم أصبحت في الهامش من التطورات الإقليمية والدولية.
وأشارت الصحيفة إلى مواقف المسؤولين العراقيين ومسؤولي كوريا الجنوبية ومؤخرا قرار البرلمان الأوروبي، وذكرت أن كل هذه التطورات تؤكد حالة الانفعال التي تعيشها الدبلوماسية الإيرانية وستكلف البلاد الكثير من الخسائر والأضرار إذا لم يتم وضع حد لها.
وأوضحت الصحيفة أن على وزارة الخارجية بصفتها المسؤول الأول عن السياسة الخارجية للبلاد أن تمنع الأفراد غير المسؤولين من الإدلاء بتصريحات تكون مكلفة على البلاد، ساخرة من مواقف التيار الأصولي الذي يصف الإجراء الذي قام به البرلمان الأوروبي بأنه نتيجة يأس هذه الدول مثلما سخروا في السابق من العقوبات وادعوا أنها لن تؤثر على اقتصاد البلد.
وطالبت الصحيفة وزير الخارجية باتخاذ موقف واضح وشفاف من الأزمة. وقالت: رغم أن الإيرانيين وبسبب معاناتهم الشديدة من الأزمة الاقتصادية يركزون على السياسة الداخلية وأخطاء الحكومة وفريقها الاقتصادي إلا أن أداء وزارة الخارجية هو الآخر ضعيف وغير ناجح على الإطلاق.
"اطلاعات": لا خطة للحكومة لحل أزمة التلوث
في موضوع آخر، علقت صحيفة "اطلاعات" على استمرار أزمة التلوث في إيران، وقالت إن تلوث الهواء في إيران تحول إلى أزمة مستعصية، بل إنها تتجه لتكون كارثة على البلاد، مؤكدة أن المسؤولين الإيرانيين لا يحركون ساكنا ولا يصلحون شيئا من هذه الأزمة سوى أنهم يلجأون إلى شبه حلول مثل تعطيل المدارس أو التعبير عن الأسف والحزن.
وأضافت الصحيفة أن كل القرائن والشواهد تؤكد أن الحكومة لا تمتلك أي خطة للتعامل مع الأزمة وقد تركت المواطنين في حال سبيلهم وهي تتأمل حل المشكلة عبر هطول الأمطار وما شابه ذلك من حلول.