بشكل منسق بدأت الصحف الموالية للحكومة مثل "وطن امروز" أو تلك التي تصدرها الحكومة بشكل مباشر مثل "إيران" بالهجوم على الحكومة السابقة، وتحميلها هي والمواطنين مسؤولية الأزمة الحالية التي تعانيها البلاد في قطاع الغاز.
فهذه صحيفة "وطن امروز" تعنون في صفحتها الأولى في عدد اليوم، الثلاثاء 17 يناير (كانون الثاني)، وتكتب: "شح الغاز.. إرث غير مبارك لبيجن زنغنه" الذي كان يتولى وزارة النفط في عهد حكومة روحاني.
أما صحيفة "إيران" فدافعت عن الحكومة الحالية، وحملت المواطنين مسؤولية الأزمة عبر "الاستهلاك المفرط" للغاز، وكذلك سوء إدارة حكومة روحاني السابقة لقطاع الغاز، وحملتهما المسؤولية الكاملة عما تمر به إيران هذه الأيام، حسب الصحيفة.
وتجاهلت هذه الصحف الاحتجاجات التي شهدتها يوم أمس مدينة "تربت جام"، شمال شرقي إيران، بعد استمرار انقطاع الغاز لليوم الثالث على التوالي، واقتحام مبنى الهلال الأحمر في المدينة، كمحاولة للحصول على أدوات التدفئة المنزلية.
في المقابل تساءلت صحيفة "مردم سالاري" في المانشيت وكتبت: "لماذا الشتاء الصعب ظهر في إيران بدل أوروبا"، في إشارة إلى وعود المسؤولين الإيرانيين في الشهور الاخيرة، حيث كانوا يزعمون أن أوروبا ستشهد هذا العام شتاء صعبا، وستكون مضطرة للتوجه نحو إيران بأمل الاستفادة من طاقتها.
في شأن آخر هاجمت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، الاحتجاجات الأخيرة، ورأت أنها لم تستهدف أحدا من السياسيين في إيران سوى المرشد، وكتبت: "أعمال الشغب الأخيرة (المظاهرات) لم تكن ضد أي من السياسيين، كانت فقد تستهدف المرشد علي خامنئي"، مؤكدة أنه لا دوافع اقتصادية أو سياسية لهؤلاء المتظاهرين، وإنما هدفهم من خلال شعار "المرأة، الحياة، الحرية" هو استهداف مراكز القوة في إيران، وتحديدا المرشد علي خامنئي.
وعن التوتر المتزايد بين إيران والدول الأوروبية على خلفية إعدام المساعد السابق لوزير الدفاع الإيراني، علي رضا أكبري، قالت صحيفة "هم ميهن" إن هذه المواقف الأخيرة من بريطانيا وألمانيا وفرنسا يمكن اعتبارها مرحلة تمهيدية لتفعيل "آلية الزناد" ضد إيران، والتي سيتم بموجبها نقل ملف إيران النووي إلى مجلس الامن الدولي كمقدمة لإعادة فرض العقوبات الدولية على طهران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ستاره صبح": تنافس بين الدول الأوروبية على اتخاذ قرارات ضد إيران
قال المحلل السياسي والدبلوماسي السابق، جلال ساداتيان، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن تحركات لندن الأخيرة ضد طهران، واستدعائها لسفيرها في إيران، واحتمالية وقف دعمها للاتفاق النووي أو تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، لن تكون نهاية الإجراءات والقرارات التي تنوي المملكة المتحدة اتخاذها ضد إيران، بل إن هناك مساع الآن يبذلها مجلس العموم البريطاني لإغلاق جميع المراكز الدبلوماسية لإيران وسفرائها في الدول الأوروبية، كما أن هناك مساع لإغلاق المكاتب الثقافية والدينية المقربة من طهران في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
ورأى الكاتب أن بريطانيا اليوم باتت متزعمة التيار المناهض لإيران في الاتحاد الأوروبي، وهي تريد العمل على تفعيل "آلية الزناد" ضد طهران، معتقدا أنه بات ملاحظ وجود نوع من التنافس بين بريطانيا وألمانيا وفرنسا على اتخاذ قرارات ضد إيران تحت عباءة الاتحاد الأوروبي.
"إيران": حكومة روحاني والمواطنون هم السبب في أزمة الغاز الأخيرة
في موضوع آخر رأت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة إن الحكومة الحالية لا تلام على أزمة الغاز الأخيرة لأنها ليست هي المسؤولة عنها، زاعمة أن "الاستهلاك المفرط" من قبل المواطنين و"عدم تطوير صناعة النفط" في عهد حكومة روحاني السابقة هما السبب الرئيسي وراء أزمة الغاز هذه الأيام.
وأشادت الصحيفة بعمل الحكومة الحالية ووزارة النفط، وقالت: "الآن وبالرغم من شدة البرد غير المسبوق نرى وزارة النفط تعمل ليل نهار على منع انقطاع الغاز في عدد من المحافظات في إيران".
"اعتماد": السياسات المائية تقود إلى تدمير البلاد وأزمة المياه هي أكبر تحد
أجرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية مقابلة مع رئيس منظمة البيئة في عهد حكومة روحاني، عيسى كلانتر، الذي حذر من تبعات الاستخدام الخاطئ لطريقة استهلاك إيران للمياه، وقال إن أكبر تحد تواجهه البلاد الآن ليس مشكلة الاتفاق النووي، ولا موضوع حرية التعبير، أو الحجاب، مشكلة البلاد الأساسية هي المياه، مؤكدا وجود جواسيس في البلاد يتظاهرون بأنهم يخدمون البلد لكنهم يعملون على تدميرها والقضاء عليها، حسب تعبيره.
وأضاف كلانتري أن السياسات الخاطئة في مجال المياه تقود البلاد إلى الدمار، وإن استمرار هذه السياسات يعني أن الجيل القادم لن تكون له حصة في هذه البلاد، موضحا أن من يتولون الآن هذه السياسات لا ينظرون إلى إيران بعد 20 سنة، وهم يحاولون فقط إيجاد حلول آنية وسريعة للمشاكل الاقتصادية عبر الاستهلاك المفرط للمياه من خلال المشاريع الزراعية الفاشلة.
"مستقل": التيار المتطرف يمسك بزمام الأمور في إيران ولا يقبل حل مشاكل طهران مع العالم
قال المحلل السياسي، فريدون مجلسي، في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن مشكلة إيران الأساسية اليوم هي وجود تيار متطرف يمسك بزمام الأمور ويتحكم في قرار البلاد، موضحا أن هذا التيار المتطرف يمنع -من أجل مصالحه ومكتسباته- توصل إيران لاتفاق مع المجتمع الدولي وحل مشاكلها مع العالم، مشيرا إلى الاعتداءات الاخيرة وكتابة الشعارات على السفارة البريطانية في طهران من قبل أنصار هذا التيار المتشدد، دون أن تكون هناك إرادة جادة في ردع هذا التيار وأنصاره.
ولفت الكاتب إلى موقف بلدية طهران من هذه الشعارات، وقال إن الذي يُفهم من مواقف بلدية طهران ومبادرتها بنصب لافتات ضد بريطانيا في الشارع الذي تتواجد فيه السفارة، وكذلك عدم اتخاذ وزارة الخارجية لمواقف تدين هذه الاعمال، أن هناك عزما لدى الحكومة لمواجهة بريطانيا وليس خفض التصعيد والتوتر.
وأضاف مجلسي: "التيار الذي أوصل رئيسي إلى رئاسة الجمهورية ويمسك الآن بمفاصل الدولة يعتبر العزلة الدولية هدفا رئيسيا له"، موضحا أن هذا التيار المتطرف لا يهمه الوضع الاقتصادي للإيرانيين، وهو يفكر فقط في مصالحه وأهدافه السياسي التي يصر على تحقيقها مهما كان الثمن.