يستمر تساقط الثلوج في معظم مدن ومحافظات إيران ليستمر معه تخبط المسؤولين وعجزهم عن التعامل مع الوضع، وهو ما أثار انتقادات كثيرة لدى الإيرانيين نخبا وعامة.
سوء الأحوال دفع الإيرانيين للتساؤل: لماذا لم يتوقع المسؤولون مثل هذه الظروف في موسم الشتاء؟ وكيف يريدون تقديم الخطط والمقترحات لإدارة دول أخرى وحل مشاكلها بينما هم غارقون في مشاكل صغيرة لا يعرفون لها حلا ولا يجدون لها مخرجا.
صحيفة "سازندكي" أشارت إلى الخسائر والأضرار التي تلحق بالبلاد جراء قرار السلطات تعطيل الدوائر والمؤسسات الحكومية والمراكز التعليمية والجامعات، وقدرت ذلك بمليار ونصف المليار دولار يوميا، مؤكدة أن قرار التعطيل هو هروب إلى الأمام ولا يعد طريقة ناجعة في التعامل مع الأزمة الجارية في البلاد.
فيما توقعت صحيفة "صمت" أن تعود البلاد إلى أساليب التدفئة المعتمدة قبل تسعينيات القرن الماضي. أما صحيفة "دنياي اقتصاد" فنشرت صورة لحشود كبيرة من المواطنين في محطات النقل العام بعد أن تجمدت العاصمة طهران وشلت حركتها جراء تساقط الثلوج وفشل المسؤولين في احتواء الأزمة والتعامل معها بشكل مدروس كما هو معمول به في دول العالم عندما تهطل الأمطار والثلوج.
في السياق نفسه، أشارت صحيفة "اعتماد" إلى وفاة أحد المتسكعين المدمنين في العاصمة طهران جراء البرد الشديد وعدم امتلاكه مأوى يلجأ إليه من برد الشتاء منتقدة عدم توفير الحكومة المأوى الآمن لهؤلاء الأفراد.
في شأن آخر، نقلت صحيفة "آرمان امروز" كلام حفيد الخميني، علي الخميني، من النجف العراقية حول الأوضاع في إيران حيث دعا النظام الإيراني إلى "إعادة الحكم إلى الشعب الإيراني"، مؤكدا أن الشعب الإيراني "صبور ولكنه محتج". كما قال الخميني: "قسما بالله لو أعدنا الحكم للشعب فإنه سيحافظ على الإسلام أفضل منا جميعا".
أما صحف أخرى مثل "جمهوري إسلامي"، و"صبح امروز"، فأشارت إلى انتقادات مرجع التقليد جوادي آملي للأوضاع في إيران وعنونتا بكلامه: "ما دام المسؤولون فاقدين للكفاءة والاختلاس منتشر في البلاد فإن الهزيمة مؤكدة".
وفي مقابل هذا وذاك، نجد الصحف الأصولية لا تتوقف عن كيل الثناء للحكومة على طريقة إدارة الأزمة، فهذه صحيفة "جام جم" تكتب بالخط العريض في المانشيت: "الأزمة التي تمت إدارتها"، فيما تحدثت "كيهان" عن موسم شتاء غير مسبوق في تاريخ البلاد لتبرر ارتباك الحكومة وفشلها، الأمر الذي نفاه رئيس مركز التكهنات الجوية، صادق ضيائيان، الذي أكد أن البرد في هذا الشتاء طبيعي مقارنة مع الأعوام الثلاثين الماضية، حسبما نقلت عنه ذلك صحيفة "صبح امروز".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": تخبط المسؤولين في إدارة أزمة الغاز
كتب الناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، مقالا بصحيفة "اعتماد" أشار فيه إلى فشل الحكومة في إدارة أزمة الغاز والشتاء هذا العام، معتقدا أن الوضع الحالي وتخبط السياسات الحكومية يشكل خطورة جسيمة على البلاد ستكون آثارها أكثر من آثار التوترات الخارجية أو المظاهرات التي تشهدها البلاد.
كما لفت عبدي إلى تخبط المسؤولين الإيرانيين في الإعلان عن العطلة في عدد من المحافظات وعلى رأسها العاصمة طهران حيث لم يستطع المسؤولون الإعلان عن هذه العطلات إلا في ساعات متأخرة من الليل وبعد تناقض في التصريحات بين النفي وتأييد أخبار العطلات. وقال إن ما شاهدناه أمس الأحد من تخبط على مستوى اتخاذ القرار حول موضوع واحد ومحدد يكشف طريقة اتخاذ القرارات في حكومة رئيسي الحالية.
وأضاف عبدي: "السؤال هو إذا كان المسؤولون يعجزون عن اتخاذ قرار حول موضوع واضح ومعروف فكيف لهم أن يقرروا في القضايا الرئيسية والمعقدة مثل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسة الخارجية؟".
"جمهوري إسلامي": أعيدوا النظر في السياسة الخارجية قبل فوات الأوان
حذرت صحيفة "جمهوري إسلامي" من استمرار النظام الإيراني في نهجه الحالي على صعيد السياسة الخارجية وتبعات ذلك على الوضع الداخلي في إيران. وكتبت: "لا يمكننا أن ننكر أن دبلوماسيتنا الخارجية ضعيفة، فالتقارب المفرط مع روسيا والصين وتجاهلنا لتعزيز العلاقات مع دول الجوار، وإنكار تأثير العقوبات بعد فشل الاتفاق النووي وكذلك إهمال موضوع الانضمام إلى مجموعة العمل المالي (FATF) من الأخطاء الكبيرة التي وقعنا فيها في سياستنا الخارجية".
وأضافت الصحيفة: "الاعتماد على مواقف وآراء المتشددين قاد البلاد إلى مشاكل وأزمات متزايدة، وينبغي أن لا يستمر هذا الوضع وقبل فوات الأوان يجب إعادة النظر في الخطوط الكبرى لسياستنا الخارجية، فالبلاد لم تعد تطيق مشاكل وأزمات جديدة".
"دنياي اقتصاد": احتمالية عودة العقوبات الدولية على طهران
في شأن آخر، أشارت صحيفة "دنياي اقتصاد" إلى السياسة الأوروبية الجديدة تجاه طهران، وذكرت أن الأوروبيين بدأوا بالعودة إلى النهج السابق في الاعتماد على العقوبات ضد إيران، مشيرة إلى ما نشره الإعلام البريطاني حول عزم لندن إعادة النظر في مواقفها حيال الاتفاق النووي بعد إعدام النظام الإيراني للمواطن الإيراني- البريطاني علي رضا أكبري بتهمة التجسس لصالح بريطانيا.
وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات في إيران وموضوع الطائرات المسيرة إلى روسيا قد ألقيا بظلالهما على المفاوضات النووية، لافتة إلى أن موضوع تسليم إيران طائرات مسيرة لروسيا لتستخدمها في الحرب ضد أوكرانيا وجه اتهامات لطهران بانتهاك القرار 2231 لمجلس الأمن.
وذكرت الصحيفة أنه وفي حال نجحت الجهود الغربية لإثبات انتهاك طهران لقرار مجلس الأمن فسيتم تفعيل "آلية الزناد" وستعود العقوبات الدولية على طهران، مما يعني بطبيعة الحال عودة إيران تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة.