بعد 3 سنوات من اعتقاله، أعلنت طهران عن إعدام المواطن الإيراني- البريطاني، علي رضا أكبري، الذي كان يشغل منصب مساعد وزير الدفاع الإيراني، وأحد المقربين من علي شمخاني أمين مجلس الأمن القومي في الوقت الحالي، بعد أن وُجهت له تهمة "التجسس" لصالح بريطانيا.
وجاء خبر الإعدام مفاجئا وصادما وأثار انتقادات دولية واسعة تمثلت بإدانات من دول غربية وعقوبات اقتصادية ووعود بمحاسبة إيران على إعدام أكبري بدوافع سياسية.
ورات بعض الصحف مثل "آرمان ملي" أن إعدام أكبري سيؤجج العلاقات أكثر مع الغرب لاسيما مع المملكة المتحدة وعنونت في المانشيت: "علاقات لندن وطهران.. في طريق المواجهة"، وكتبت "مردم سالاري" :"علاقات طهران ولندن تحت وقع الإعدام"، فيما دافعت صحف أصولية ومتشددة مثل "كيهان"، و"وطن امروز" عن هذه الإعدامات واعتبرته خطوة في الاتجاه الصحيح وستكون رادعة لغيره إن فكر في التجسس على إيران.
وفي السياق نفسه نوهت صحيفة "اعتماد" إلى إعدام علي رضا أكبري والغموض الذي يكتنف الموضوع بعد 3 سنوات من اعتقاله مشيرة إلى السجل السياسي لأكبري الذي كان يعد في مواقفه ضمن التيار المتشدد في إيران إذ إنه كان يدافع ويبرر امتلاك إيران لقنبلة نووية باعتبارها وسيلة رادعة أمام الغرب.
وفي شأن منفصل، تظهر الصور والمقاطع من بعض المحافظات الإيرانية عودة أساليب الحياة القديمة بعد انقطاع خدمة الغاز المنزلي إذ باتت طوابير كثيرة تتشكل في شوارع المدن بهدف الحصول على كميات من النفط والوقود لإشعال المدفئات النفطية القديمة بعد أن أصبح الغاز شحيحا أو معدوما.
وانتقدت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم طريقة إدارة الأزمة في إيران، إذ إن المسؤولين لم يجدوا حلا سوى اللجوء إلى تعطيل البلاد وإغلاق الدوائر الحكومية والمراكز التعليمية.
كما أشارت صحيفة "همدلي" إلى تصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان حيث وعد المسؤولين اللبنانيين بتوفير الوقود للبنان بالتزامن مع الأزمة التي يعيشها الإيرانيون، متوقعة أن يقدم عبداللهيان نفس الوعود إلى السوريين أثناء زيارته إلى دمشق هذه الأيام.
وسخرت صحيفة "اترك" من انقطاع الغاز المتكرر في مدن إيران وإعلان تعطيل الدوائر الحكومية في معظم الجامعات، وعنونت في المانشيت: "كان من المقرر أن نصبح قطبا في تصدير الطاقة"، مشيرة إلى وعود المسؤولين الإيرانيين الذين كانوا حتى عهد قريب يزعمون أن إيران ستتحول إلى مركز عالمي لتصدير الغاز إلى بقية العالم ليتبين أنها نفسها تعاني من شح الغاز لمواطنيها وصناعاتها الأساسية.
ومن الموضوعات الأخرى التي حظيت باهتمام الصحف الإصلاحية انتشار صورة من استمارة الراتب الشهري الذي تتقاضاه ابنة عضوة في مجلس بلدية طهران حيث تظهر الأرقام أن البنت البالغة من العمر 20 عاما تحصل على راتب كبير يزيد على 33 مليون تومان وهو راتب لا يناله أساتذة الجامعات ولا الأطباء في المراكز الطبية. يذكر أن هذه البنت المدعوة نرجس معدني بور هي مديرة مكتب أمها (من أعضاء مجلس بلدية طهران).
وأشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى صمت المسؤولين المعنيين وأعضاء بلدية طهران ورأت أن هذا الصمت يمكن تفسيره على أساس أن الأعضاء الآخرين أيضا يمتلكون نفس السجل أي إنهم أيضا وظفوا أقاربهم ومن له بهم صلة قرابة أو صداقة دون اعتبار للمؤهلات والكفاءة وبراتب سخي في أوضاع مزرية لباقي الإيرانيين.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"همدلي": العراقيون يرغبون في العودة إلى أشقائهم العرب
أشارت صحيفة "همدلي" في تقرير لها إلى مواقف المسؤولين العراقيين في الفترة الأخيرة حيث تظهر هذه المواقف توجها جديدا لدى مسؤولي بغداد للابتعاد عن "الجمهورية الإسلامية" والانفتاح على الدول العربية الأخرى.
ورأت الصحيفة أن إيران هي الغائب الأكبر في مستقبل العراق بعد أن بات واضحا أن العراق في الوقت الحالي يرغب في التقارب والعودة إلى أشقائه العرب في السياسات الإقليمية، منوها إلى أن المسؤولين العراقيين أصبحوا لا يجدون حرجا في نكث عهودهم السابقة مع إيران بهدف التقارب مع الدول العربية.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ظهر أمس السبت، وللمرة الثانية يؤكد على تسمية الخليج بـ"الخليج العربي" الأمر الذي أثار حفيظة المسؤولين الإيرانيين ووسائل إعلامهم بعد أن كانوا قد طالبوا بغداد بالاعتذار عن هذه التسمية.
"جمهوري إسلامي": أعيدوا النظر في طريقة التعامل مع المتظاهرين
في شأن آخر، طالبت صحيفة "جمهوري إسلامي" مسؤولي النظام الإيراني بإعادة النظر في طرق التعامل مع المتظاهرين والتوقف عن وصفهم بـ"مثيري الشغب" و"عملاء الأعداء".
وأوضحت الصحيفة أنه وحسب الإحصاءات الرسمية فإن أكثر من 25 مليون إيراني يعيشون تحت خط الفقر أي إن من بين كل 3 إيرانيين تجد إيرانيا فقيرا، وقالت إن معرفة هذه الحقيقة وحدها يجب أن تدعو المسؤولين إلى إعادة النظر في طريقة التعامل مع المتظاهرين والأحكام المشددة والإعدامات التي تمارس ضد هؤلاء المتظاهرين مؤكدة أنه كان من الأحرى التعامل برأفة وشفقة مع هؤلاء الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع بسبب الظروف الاقتصادية المتردية.
"مستقل": الشعب الإيراني يريد السلام مع العالم.. لكن النظام عاجز عن حل مشاكله من المجتمع الدولي
في مقابلة مع صحيفة "مستقل" قال الخبير السياسي تقي آزاد أرامي إن هناك مجتمعا جديدا بات يعيش اليوم في إيران وهذا المجتمع يريد أن تكون له حياة مسالمة وبعيدة عن التوتر والصراع مع العالم لكن النظام السياسي في إيران بات عاجزا عن حل مشاكله مع العالم كما يريد ذلك شعبه، مؤكدة أن الشعب الإيراني اليوم يريد الحياة الكريمة بدل الشعارات الرنانة والخطابات الشعبوية التي يتبناها المسؤولون.
وأشار الكاتب إلى طريقة تعامل الحكومة مع الشعب ومطالبه التي رددها في الشوارع، وقال إن النظام وبدل الاستماع إلى هذه المطالب يحاول "تأديب" الشارع وردعه من خلال وصف المتظاهرين بـ"عملاء الأجانب" بالرغم من أن المواطنين في كثير من الحالات يحاولون أن يثبتوا أنه لا علاقة لهم بالخارج وما يريده لإيران وإنما كل غايتهم هو العيش الكريم والتعامل الإيجابي مع العالم.