أفاضت الصحف الإصلاحية في الأيام الأخيرة بالثناء الواسع على الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني بمناسبة حلول الذكرى السنوية السادسة على وفاته بشكل غامض ومريب، مؤكدة أن إيران اليوم تفتقد لوجود شخصية مثلة تتسم بالاتزان والواقعية والمرونة السياسية.
هذا الثناء من الصحف الإصلاحية يعد- بشكل غير مباشر- طعنا بالمرشد الإيراني علي خامنئي؛ المعروف بصلفه وإصراره على مواقفه السياسية، واعتبار مخالفيه من المتظاهرين والمنتقدين بأنهم "مخدوعون" أو "غافلون" أو"جهلة" أو "خونة" كما وصفهم في آخر تصريحات له.
وهو ما يبدو أنه دفع بصحيفة "جوان" الأصولية، والتابعة للحرس الثوري لشن هجوم على هاشمي رفسنجاني اليوم، الأربعاء 11 يناير (كانون الثاني)، واعتبرته من المساهمين في ما أسمته "فتنة عام 2009" في إشارة إلى الاحتجاجات التي أعقبت الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية.
وقالت الصحيفة إن هاشمي كان يؤيد صحة مواقف الذين كانوا يعتبرون الانتخابات الرئاسية عام 2009 مزورة من قبل السلطة، ولهذا طالب بضرورة إعادة النظر في النتائج، وعدم التشدد تجاه المشككين بنتائج تلك الانتخابات المثيرة للجدل.
أما صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية فنقلت كلام علي مطهري، النائب البرلماني السابق، الذي شكك بوفاة هاشمي رفسنجاني لأسباب طبيعية نظرا إلى وضعه الصحي الجيد قبل حادثة الوفاة، كما أشار إلى دوره الإيجابي في استقرار الأوضاع في إيران، وقال إنه ومنذ وفاة رفسنجاني شهدت إيران اضطرابات كثيرة، ولو كان حيا لاستطاع أن يقوم بدور فاعل في تهدئة الأوضاع واستقرارها.
في موضوع آخر وصفت صحيفة "جهان صنعت" تصريحات وزير الصحة الإيرانية حول مستقبل الأطباء الإيرانيين الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة بأنها تصريحات "غير مدروسة"، ولا تستند إلى الواقع الموجود.
وكان وزير الصحة الإيراني، بهرام عين اللهي، زعم أن الأطباء والممرضين الإيرانيين الذين يهاجرون إلى الولايات المتحدة الأميركية لا يجدون لهم فرصة عمل ويضطرون إلى العمل في قطاعات أخرى.
في شأن متصل بالهجرة تطرقت صحيفة "اقتصاد بويا" إلى اتساع دائرة الذين يريدون الهجرة من إيران لتصل هذه المرة إلى التجار والتقنيين، موضحة أن المقصد الرئيسي لهؤلاء المهاجرين الجدد هو الدول العربية وتحديدا دول الخليج مثل الإمارات وقطر وعمان، كما أن نسبة من هؤلاء المهاجرين يقصدون تركيا لبدء نشاطهم الاقتصادي هناك بعد تدهور الأوضاع في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": ناشط أصولي يحذر من "ثورة الفقراء"
صحيفة "اعتماد" الإصلاحية أشارت إلى تصريحات الناشط السياسي الأصولي والنائب البرلماني السابق أحمد توكلي الذي هاجم بشكل صريح البرلمان الإيراني بسبب دوره الضعيف في الأزمة الأخيرة، والقرارات الخاطئة التي يقدم عليها البرلمان في سن قوانين تتعلق بالضرائب والقضايا الاقتصادية، وقال: "لا تكونوا سببا في أن يثور علينا الفقراء، لا تكونوا سببا بأن ينفد صبر الفقراء ويزيلوننا جميعا من المشهد السياسي.. وأنا لا استبعد ذلك".
"أبرار": السياسة الخارجية الإيرانية تعاني من الفوضى
في موضوع آخر تناولت صحيفة "أبرار" أزمة الدبلوماسية الإيرانية وفشلها في تحقيق مصالح البلاد، مقررة أن الدبلوماسية الإيرانية في عهد حكومة رئيسي تعاني من حيرة واضطراب، والسبب في ذلك هو تدخل الأطراف الأخرى في عمل الخارجية الإيرانية.
وأشارت إلى أنه وفي اليوم الذي يصرح فيه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بتصريحات ودية حول السعودية يخرج أشخاص آخرون (إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني) بتصريحات مناقضة، ويهاجم المملكة العربية السعودية، وفي هذه الحالة لا يمكن أن نتوقع تحسن علاقتنا مع دول الجوار.
وأشار الدبلوماسي السابق، إبراهيم رحيم بور، الذي كان مساعدا لوزير الخارجية في حكومة روحاني إلى هذه الحالة، وقال إن السياسة الخارجية وتحسين علاقة إيران مع دول العالم ليست أولوية لدى الحكومة الحالية، ولهذا نرى إيران تصبح مغلقة على الخارج يوما بعد يوم، وباتت علاقاتها مع الدول الأخرى أكثر توترا وتعقيدا.
"جهان صنعت": تصريحات غير مدروسة لوزير الصحة حول هجرة الأطباء من إيران
هاجمت صحيفة "جهان صنعت" وزير الصحة الإيراني، بهرام عين اللهي، الذي ادعى بأن الأطباء المهاجرين من إيران يواجهون مشاكل في البلاد التي يهاجرون إليها ولا يستطيعون العمل في قطاع الطب، واصفة ذلك بـ"التصريحات غير المدروسة".
وطالبت وزير الصحة بالتوقف عن إطلاق هذه التصريحات والعمل على إصلاح أخطاء الماضي، وكتبت: "من الأفضل وبدل هذه التصريحات غير المدروسة أن تفكروا في إصلاح أخطاء الماضي، والحفاظ على الخبرات والمتخصصين ومعالجة أزمة شح الأدوية الرئيسية لكي لا يعاني الشعب الإيراني المكلوم (بسبب أزمة الاحتجاجات وسقوط المئات من القتلى والمصابين) أكثر مما يعانيه اليوم".
وأكدت الصحيفة أن الأطباء الإيرانيين الذين يهاجرون من إيران يدخلون في العمل مباشرة، وبعد أن يقضوا دورة تعريفية قصيرة في أي بلد يقصدونه، مشيرة إلى كثرة الأطباء الذين يهاجرون من إيران سنويا حيث بلغت نسبة الهجرة بينهم خلال الأعوام الثلاثة الماضية 4 آلاف طبيب.
وقال الطبيب محمد مهدي قيامت، المتخصص في مجال طب الإغماء، للصحيفة إن أزمة التضخم والضرائب الكبيرة التي تفرضها السلطات الإيرانية على الأطباء باتت كبيرة للغاية، بحيث اضطر كثير من هؤلاء الأطباء إلى إغلاق مراكزهم الطبية، لافتة إلى أن 65 ألف إيراني يغادرون إيران سنويا ويشكل العاملون في القطاع الطبي نصف هؤلاء المهاجرين من إيران.
"هم میهن": قطع الإنترنت أدى إلى زيادة شرائح العاطلين عن العمل
أشارت صحيفة "هم ميهن" إلى نتائج استطلاع رأي داخلي أجري لمعرفة آثار تقييد الإنترنت في إيران منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 4 شهور.
وأكدت أن كثيرا من المهن والأعمال قد دُمرت، وبات الكثيرون بلا عمل أو وظيفة، وذلك نتيجة قطع الإنترنت وتقييد الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
وخضع 2000 شخص لهذا الاستطلاع الذي أجرته منصة "جاب ويجن" الإيرانية، حيث أكد 36 في المائة منهم بأنه تم تسريحهم من العمل بسبب تقييد الإنترنت، وعمليات الحجب الواسعة التي فرضها النظام على التطبيقات والمواقع الإلكترونية، كما توقع 16 في المائة من المستطلعة آرائهم بأنه سيتم تسريحهم في القريب العاجل.
ونوهت الصحيفة إلى أن الأفراد المصنفين ضمن الفئة العمرية 20 إلى 30 عاما فقدوا وظائفهم أكثر من الأفراد المصنفين ضمن الفئة العمرية 50 عاما، وذلك بسبب اعتماد الفئة الأولى (الشباب) على الأعمال الإلكترونية، موضحة أن هذا الواقع الجديد جعل الكثير من الشباب يفكر جديا بقرار الهجرة من إيران ومغادرة البلاد.