لا يزال المرشد الإيراني، علي خامنئي، ماضيا في نهجه وعناده المتمثل بإنكار الواقع والاقتناع بصحة مواقفه ومواقف نظامه في القضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وغفل المرشد أن هذه القضايا هي التي انتفض الإيرانيون ضدها، مطالبين بالتخلص من هذا النهج الذي جعل البلاد تعيش أسوأ مراحلها التاريخية، وقاد الاقتصاد إلى حافة الانهيار التام بعد أن أصبحت البلاد معزولة دوليا وإقليميا.
وفي تصريحاته التي نقلتها صحف إيران اليوم على نطاق واسع زعم المرشد علي خامنئي أمس أن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد كانت تستهدف نقاط القوة والإنجازات في البلاد، مثل التقدم العلمي والأمن والاستقرار، ولم تكن هذه المظاهرات نتيجة وجود الأخطاء ونقاط الضعف، حسب تعبيره.
وعنونت صحيفة "كيهان" في المانشيت وكتبت نقلا عن خامنئي: "أعمال الشغب (الاحتجاجات) خيانة بكل تأكيد والهدف منها القضاء على نقاط القوة في إيران".
كما لفتت صحف أخرى مثل "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إلى جزء آخر من كلام خامنئي والذي ادعى فيه أن ما تحتاجه البلاد الآن هو "التبيين" والكشف عن الحقائق التي يرى أن المسؤولين في إيران فشلوا في "تبيين" هذه الحقائق، وتعريف الشباب بالإنجازات ونقاط القوة التي تتمتع بها إيران في عهد نظام الجمهورية الإسلامية.
في شأن اقتصادي كان ملحوظا اهتمام الصحف اليوم بتفاقم الأزمة الاقتصادية، حيث أشارت عدة صحف إلى "فشل سياسات الحكومة في السيطرة على التضخم"، كما فعلت صحيفة "شروع"، فيما حذرت صحيفة " كار وكاركر" العمالية من احتمالية اندلاع "تمرد الفقراء" في حال استمرار الوضع الاقتصادي السيء، كما أشارت صحيفة "روزكار" إلى أزمة العمال، وعنونت بالقول: "الحياة تحت خط الفقر"، موضحة أن رواتب معظم العمال في إيران هي تحت الرقم المحدد لتعيين نسبة خط الفقر، وقالت إن ما يتقاضاه العمال لا يكون كافيا لتسديد حاجاتهم وحاجات أسرهم طوال الشهر الواحد.
في شأن آخر اقتصادي تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى آخر الإحصاءات الدولية حول مؤشرات "جودة الحياة" في دول العالم لعام 2022، حيث صُنفت نيجيريا وبنغلاديش وسريلانكا وإيران وفنزويلا- حسب الترتيب- كأسوأ دول للحياة، مشيرة إلى غياب التنسيق بين المسؤولين الاقتصاديين في إيران، حيث يخرج كل يوم وزير الاقتصاد ونائب الرئيس ورئيس البنك المركزي بتصريحات متضاربة حول خطط الحكومة في التعامل مع الأزمة، وهو ما جعل البلاد واقتصادها يعيشان حالة من الحيرة والاضطراب.
في موضوع منفصل حذرت صحيفة "دنياي اقتصاد" الإيرانية، في مقال نقلا عن خبراء في مجال إدارة المياه، من احتمال "هجرة جماعية" من أصفهان، وسط إيران، في السنوات المقبلة، بسبب شح المياه. وكتبت: "مع استمرار الوضع المائي الحرج، ستتحول أصفهان إلى مدينة تاريخية مهجورة".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": المسؤولون عاجزون عن إدارة الحياة اليومية للإيرانيين ناهيك عن إدارة التحولات الإقليمية
قال المحلل السياسي ورئيس لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني السابق، حشمت فلاحت بيشه، في مقال بصحيفة "جهان صنعت" إن الصدمة والمفاجئات التي يعيشها المسؤولون الإيرانيون على صعيد السياسة الخارجية هي نتيجة غفلتهم وقلة خبرتهم، وليس نتيجة خيانات الدول الأخرى التي يظنها الساسة الإيرانيون بأنها حليفة أو صديقة.
وأضاف فلاحت بيشه: "من خلال اعتماد سياسة خارجية تقليدية تعتمد على التصعيد والهجوم والخطابات الشعبوية لا يمكن تحقيق مصالح الأمن القومي لإيران، ولا يمكن الوصول إلى علاقات متنوعة واقتصادية واسعة مع العالم بالاعتماد على سياسة خلق الأعداء مع الآخرين".
ونوه الكاتب إلى أن الواضح حاليا في إيران هو أن مسؤولي الجمهورية الإسلامية باتوا عاجزين عن إدارة الأوضاع اليومية للمواطنين الإيرانيين، ناهيك عن إدارة التحولات الإقليمية، واصفا مسؤولي الخارجية الإيرانية بأنهم مجرد "كاتبو تقارير" الذين يصفون أوضاع العالم بطريقة توهم بأنهم يمسكون بزمام السيطرة على تطورات العالم وتحولاته.
"توسعه إيراني": استبعاد إيران من المعادلات الدولية والإقليمية
أما صحيفة "توسعه إيراني" فكتبت مقالا يبدو فيه أنه تعريض بتصريحات المرشد علي خامنئي الذي زعم أن الاحتجاجات الشعبية هدفها تدمير الإنجازات واستهداف نقاط القوة في إيران، وقالت إن المسؤولين في النظام الإيراني لا يتوقفون عن اتهام الاحتجاجات بأنها "مؤامرة" من الأعداء لشل الاقتصاد الإيراني وإيقاف عجلة قطار التقدم في البلاد.
وقالت الصحيفة إن الخبراء الاقتصاديين يرون أن إيران تسير إلى "الاستبعاد" من خارطة العالم ومن المعادلات الدولية والإقليمية والتأثير الاقتصادي، ناقلة كلام الخبير الاجتماعي محمد فاضلي الذي قال إن المقصود من الاستبعاد من خارطة العالم هو أن يكون وجود إيران من عدمه سواء لاقتصاد العالم أوالتطورات الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى نماذج من هذا الاستبعاد من خارطة العالم مثل طرد طهران من لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان المعنية بوضع المرأة في العالم، وكذلك نجاح العراق في تثبيت مصطلح "الخليج العربي" خلافا لمصطلح "الخليج الفارسي" الذي تصر عليه إيران.
"كيهان": خلع الحجاب سيؤدي إلى "فوضى جنسية"
بكلام مثير للجدل خرجت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، اليوم في مقالها بموقف جديد تجاه الحجاب وحاولت الدفاع عنه عبر نهج يراه الكثيرون من نماذج تطرف الصحيفة وتشددها في الدفاع عن مواقف النظام الإيراني.
وزعمت الصحيفة أن كثيرا من المدافعين عن حقوق النساء في حق خلع الحجاب أو ارتداء إنما غايتهم من ذلك هو الفوضى وأن تصبح النساء أكثر تعريا وتحررا في المعابر والأماكن العامة ليسهل لهم إشباع غرائزهم الحيوانية، حسب تعبير الصحيفة.