شهدت إيران أمس الأحد مظاهرات في العديد من المدن بعد دعوات للتظاهر والإضراب العام بمناسبة الذكرى السنوية الثالثة لإسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخين للحرس الثوري الإيراني. كما اشتعلت احتجاجات أمس بسبب قيام السلطات فجر السبت بإعدام الشابين المتظاهرين محمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني.
لكن ما كان بارزا في صحف اليوم الاثنين هو التجاهل التام لهذين الحدثين ومحاولة تجاوزهما رغم أن المقاطع والصور باتت منتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي، وكل الإيرانيين وشعوب العام باتوا على علم بحقيقة ما يجري داخل البلاد.
ومن الموضوعات المتصلة بالاحتجاجات وتداعياتها أشارت بعض الصحف مثل "جمله"، و"آفتاب يزد"، إلى التصريحات المثيرة للجدل لوزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي، الذي زعم أنه لا توجد قوات بزي مدني في إيران.
وزعمت صحيفة "كيهان"، التي يشرف عليها حسين شريعتمداري، ممثل المرشد علي خامنئي، في ذكرى مقتل قاسم سليماني، أن "الانتقام الصعب الذي وعدنا به يتحقق بتكلفة باهظة للأعداء. في الواقع، الانتقام الصعب هو نوع من تصدير الثورة التي جعلت جميع العالم المتغطرس عاجزا".
كما انتقدت صحيفة "جمله" تصريح نائب رئيس البرلمان الإيراني، علي نيكزاد، الذي رد على سؤال وجه إليه حول أسباب قطع الإنترنت كل هذه الفترة، حيث قال: "المتظاهرون هم من قطعوا الإنترنت وليس نحن".
وحول أزمة الإنترنت في البلاد، قالت صحيفة "همدلي" إن استمرار هذا الوضع جعل المواطنين مستائين وغاضبين للغاية. وكتبت: "في الأيام الأخيرة بات ملحوظا مدى غضب المواطنين من استمرار الخلل في الإنترنت، حيث إنهم وما إن يستطيعوا الاتصال بالنت ووسائل التواصل الاجتماعي إلا ويبادروا بسب المسؤولين ولعنهم".
اقتصاديا، انتقدت صحيفة "اترك" ما صرح به وزير الاقتصاد الإيراني، إحسان خاندوزي، الذي زعم أن ارتفاع سعر الدولار هو مجرد حرب نفسية قادتها وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا قناة واحدة في "التلغرام"، وكتبت الصحيفة ردا على كلام الوزير: "نقول ردا على السيد خاندوزي يمكنك أن تقوم أنت ايضا بإنشاء قناة على التلغرام وتحاول أن تعيد الدولار إلى سعره السابق عبر التسعير المرن"، موضحة أن الوزير يتكلم دون اعتبار للواقع على الأرض وما خلفه ارتفاع سعر الدولار من أزمة في الأسواق الإيرانية.
وفي شأن متصل، لفتت صحيفة "إسكناس" الاقتصادية إلى سرعة عودة مسار الدولار نحو الصعود والارتفاع بعد أيام محدودة من التوقف في خانة واحدة هي 40 ألف تومان لكل دولار واحد، وذلك بعد عزل الحكومة لرئيس البنك المركزي السابق وتعيين خلف له على أمل احتواء الأزمة ومواجهتها.
حيث ارتفع سعر الدولار يوم أمس الأحد إلى نحو 42 ألف تومان للدولار الأميركي الواحد.
ومن الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها بعض الصحف هو الجدل الذي يدور هذه الأيام حول تسمية بعض المسؤولين والشخصيات العراقية للخليج بـ"الخليج العربي"، عند الحديث عن بطولة "خليجي 25" التي تستضيفها العراق هذا العام، لكن هذه التسمية أثارت حفيظة كثير من الإيرانيين الذين لديهم حساسية مفرطة تجاه هذه التسمية، وانتقدت بعض الصحف اليوم الموقف الرسمي من الحكومة الإيرانية وطالبتها باتخاذ موقف أكثر وضوحا وشفافية للرد على المسؤولين العراقيين..
وأشارت صحيفة "ستاره صبح" و"مردم سالاري" إلى استخدام زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لمصطلح "الخليج العربي" واصفة هذا الاستخدام بـ"وقاحة بغداد" واعتبرت صحيفة "مردم سالاري" أن هذا الاستخدام من قبل المسؤولين العراقيين "إساءة سياسية" لإيران.
يمكننا أن نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آرمان ملي": تناقض بين تصريحات المسؤولين حول قوات الأمن التي ترتدي زيا مدنيا أثناء قمع الاحتجاجات
أشارت صحيفة "آرمان ملي" في تقرير لها إلى التصريحات المتضاربة بين المسؤولين الإيرانيين حول العناصر الأمنية التي ترتدي الزي المدني بهدف الاندساس بين المتظاهرين وقمعهم، حيث زعم وزير الداخلية أحمد وحيدي أنه لا توجد في إيران قوات بالزي المدني وأن كل القوات من الشرطة والباسيج والحرس الثوري تتواجد في الشوارع بزيها العسكري المعروف، لكن هذه التصريحات كما نقلت ذلك الصحيفة جاءت متناقضة مع تصريحات سید مجيد ميرأحمدي، المساعد الأمني لوزير الداخلية قبل أسابيع الذي أكد وجود هذه القوات وقال: "أقولها بصرحة فإن قواتنا التي ترتدي الزي المدني تتواجد بين مثيري الشغب (المتظاهرين) لتصويرهم والتعرف عليهم لنقوم باعتقالهم فيما بعد. قواتنا بالزي المدني موجودة في قلب الاحتجاجات".
كما لفتت الصحيفة إلى انتقاد النائب البرلماني جليل رحيمي جهان آبادي الذي انتقد وزارة الداخلية لسماحها لتحركات هؤلاء الأفراد الذين يرتدون الزي المدني ويقومون بقمع الاحتجاجات. وقال: "على وزير الداخلية وقائد الشرطة أن يتحملا مسؤولياتهما ويبينا طبيعة هذه القوات التي ترتدي الزي المدني".
"جمله": إعدام الشابين كرمي وحسيني غير قانوني وكان الأفضل بدفع الدية لعدم تحديد هوية القاتل
نقلت صحيفة "جمله" كلام الباحث الحقوقي والمتخصص في أحكام الجزاء والعقوبات المدنية، محسن برهاني، حول ملابسات إعدام الشابين المتظاهرين محمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني، وانتقاده لعملية إعدام هذين الشابين، وقال: "نظرا إلى عدم تحديد قاتل الباسيجي روح الله عجميان باعتبار أن مجموعة من الأفراد قاموا بضربه في الشارع، ولم يتبين بشكل مؤكد من كان السبب في قتله، ولذا فإن عقوبة الإعدام تصبح غير واردة هنا وكان الأولى أن يتم دفع الدية لأهل المقتول".
"اعتماد": النهج الحالي في التعامل مع الاحتجاجات قد يوقفها مؤقتا لكنها ستحدث مستقبلا بشكل أوسع
قال الناشط السياسي الاصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إن الطريقة التي يعتمدها النظام في التعامل مع الاحتجاجات قد تؤجل هذه الاحتجاجات وتوقف زخمها، لكنها ستحدث في المستقبل بشكل أشد انفجارا مما هي عليه اليوم.
ونوه الكاتب إلى أن أفضل طريقة للخروج من الوضع الحالي هو القيام بتغييرات من شأنها أن ترضي جميع الأطراف، لأن السياسة الحالية التي ينتهجها النظام ستعزز أشكال الهجرة من البلاد وتضعف الجامعات أكثر فأكثر بعد أن تفرغ إيران من النخب والعقول الرائدة.