موضوعان هامان تشهدهما إيران هذه الأيام وهما حلول الذكرى السنوية الثالثة لإسقاط الطائرة الأوكرانية بصواريخ الحرس الثوري مطلع عام 2020 ومقتل 176 شخصا كانوا على متنها. والموضوع الثاني هو إعدام الشابين المتظاهرين محمد مهدي كرمي ومحمد حسيني فجر أمس السبت.
لكن ورغم أهمية الموضوعين وانشغال الرأي العام الإيراني بهما هذه الأيام، فإن الصحف الصادرة اليوم تجاهلتهما بشكل واضح وكبير مما يعزز الافتراض بأن أوامر أمنية عليا صدرت للصحف تأمرها بالامتناع عن التطرق إلى الموضوعين الهامين.
ومع ذلك فإن هناك بعض الصحف المحددة جدا من بين أكثر من 50 صحيفة يومية في البلاد، هي التي اكتفت بالإشارة إلى الموضوع كما فعلت صحيفة "توسعه إيراني" التي أجرت مقابلة مع محمد حسين آقاسي، محامي المتظاهر المعدوم محمد مهدي كرمي، حيث أكد للصحيفة أن حكم الإعدام نُفذ بعد تجاهل كامل لحقوق المتهم والقانون الموجود في مثل هذه القضايا.
أما صحيفة "همشهري" الأصولية فدافعت عن أحكام الإعدام وحاولت الاستجابة إلى ما سمته "الشبهات" حول حكم الإعدام وكيف أن القضاء الإيراني أعدم شابين مقابل حالة قتل واحدة، وكذلك الحديث حول حرمان المتهمين من محامين حقيقيين بعد أن أمرت السلطات بتعيين محامين من طرف المحكمة نفسها، وسبب سرعة الإعدامات مقارنة مع باقي القضايا التي تستغرق تنفيذ احكامها سنوات طويلة.
وإذا تركنا موضوع الإعدامات وجدنا موضوع إسقاط الطائرة الأوكرانية هو الآخر يكاد يكون غير موجود في صحف اليوم رغم أهميته واهتمام الشارع به، وقد تطرقت صحيفة "هم ميهن" إلى الموضوع واكتفت برواية النظام الذي زعم أن حادثة إسقاط الطائرة تمت عن طريق الخطأ رغم التقارير الدولية التي تؤكد أن الحرس الثوري الإيراني أسقط الطائرة بشكل متعمد ومقصود.
كما لفتت صحيفة "فرهيختكان" إلى إطالة أمد محاكمات العسكريين المتهمين في الحادثة وقالت: "رغم مرور ثلاث سنوات على الحادثة إلا أن القضاء لم يجر سوى 7 محاكمات"، مشيرة إلى أنه يجب على الناس أن يكون لهم "صبر أيوب" لكي يعرفوا تفاصيل الحادثة وعقوبة المقصرين في الموضوع.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"توسعه إيراني": مخالفة قانونية في إعدام المتظاهر محمد مهدي كرمي
قال محمد حسين آقاسي، محامي المتظاهر المعدوم محمد مهدي كرمي لصحيفة "توسعه إيراني" إن هناك مخالفات قانونية وانتهاكات لحقوق المتهمين حدثت في ملف موكله محمد مهدي كرمي، منتقدا سرعة تنفيذ الإعدام وعدم السماح له بكتابة اعتراض على الحكم وموعد التنفيذ.
وقال آقاسي: "تحاكمون شابا لم يتجاوز عمره 22 عاما ولا معرفة له بالقضاء والمحاكمات ولا يعرف كيفية الدفاع عن نفسه ويحرم من حقه في المحكمه بأيد مقيدة وفم مغلق"، حسب تعبيره.
ونوه المحامي آقاسي إلى أن موكله محمد مهدي كرمي أجرى اتصالا به يوم الأربعاء الماضي، وقال إنه سيدخل في إضراب عن الطعام احتجاجا على حرمانه من حقوقه لكنهم لم يبالوا وأعدموه فجر أمس السبت.
" فرهيختكان": "صبر أيوب" الرأي العالم في مأساة إسقاط الطائرة الأوكرانية
قالت صحيفة "فرهيختكان" إن كثيرا من القضايا المتعلقة بموضوع الطائرة الأوكرانية كان من الممكن على المسؤولين الإيرانيين حلها منذ الأيام الأولى من إسقاط الطائرة، لكن تعلل المسؤولين في الموضوع أثار كثيرا من الاستفهامات والأسئلة لدى الشارع الإيراني، مشيرة إلى التحركات الدولية والحقوقية التي تجري حول الموضوع. وأوضحت أن ذلك من شأنه أن يضر بسمعة القضاء الإيراني ومهنيته.
وأضافت الصحيفة أن الجانب الإيراني لم يحدد حتى مصير الأشياء التي فقدت في الحادثة والتي كانت بحوزة ضحايا الطائرة، مشيرة إلى أن أهالي الضحايا ومن تقدموا بدعاوى ضد المتهمين في الحادثة يطالبون بمعاقبة من قام بسرقة مقتنيات الضحايا وما كانوا يملكونه من أشياء في يوم الحادثة.
"آفتاب يزد": السخرية من دعوات صحيفة المرشد المتكررة لإغلاق مضيق هرمز أمام السفن التجارية
في شأن آخر، سخرت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية من الدعوات المتكررة لرئيس تحرير صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري المعروف بتشدده وقربه من المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى إغلاق مضيق هرمز ردا على الكاريكاتير الساخر في مجلة "شارلي إبدو"، وقالت في تقرير لها حول الموضوع: "يا سيد شريعتمداري، في العام الواحد كم مرة تغلق وتفتح مضيق هرمز"، في إشارة إلى الدعوات المتكررة لإغلاق المضيق. وكتبت: "كوريا الجنوبية لا تدفع لنا أموالنا، فيدعو شريعتمداري إلى إغلاق مضيق هرمز، تتدهور العلاقات بين إيران والدول العربية، فيدعو لإغلاق مضيق هرمز، تفرض علينا العقوبات فيدعو لإغلاق مضيق هرمز، يرتفع سعر الدولار فيدعو لإغلاق مضيق هرمز".
ولفتت الصحيفة إلى أن شريعتمداري يبدو أنه غير عارف بطبيعة النظام الدولي. وأشارت "آفتاب يزد" إلى استحالة إغلاق هذا المضيق. وكتبت أنه وبالرغم من هذه الدعوات المتكررة والادعاء بأن هذه الخطوة ستكون "الشافية" للمشاكل إلا أن إيران لم تقدم على إغلاق المضيق دقيقة واحدة حتى أثناء الحرب مع العراق وذلك تجنبا للتبعات السياسية والاقتصادية على البلاد.
"شرق": علاقات إيران مع روسيا جعلت طهران معزولة دوليا وقد تتحول إلى كوريا الشمالية
أشار المحلل السياسي كيومرث أشتريان في مقابلة مع صحيفة "شرق" إلى العزلة الدولية التي تعيشها كوريا الشمالية بعد عقود من الاعتماد التام على الصين في علاقاتها مع الخارج، وأوضحت أن هذه العلاقة مع الصين جعلت كوريا الشمالية دولة فقيرة ومعزولة عن العالم، محذرا من تبعات أن تقتفي إيران أثر كوريا الشمالية وأن تصل إلى المصير نفسه الذي منيت به بيونغ يانغ.
وأضاف الكاتب أن العلاقة التي تربط الآن إيران وروسيا، والعزلة التي باتت تعيشها طهران، من المحتمل أن تأخذ إيران إلى نفس النموذج الكوري الشمالي، حيث باتت روسيا تتعامل مع إيران كرهينة لها في ملفاتها الخارجية وخلافاتها مع الغرب.
وذكر أشتريان أن كوريا الشمالية اليوم باتت مجرد ورقة بيد الصين وربما لا تريد الصين أساسا حل مشكلة كوريا الشمالية لتستفيد منها في حل مشاكلها هي مع العالم، وهو ما قد تقود إليه الأحداث بالنسبة لإيران مع روسيا.