استنفرت الصحف الأصولية والمقربة من النظام، اليوم السبت 7 يناير (كانون الثاني)، كل طاقاتها لمهاجمة فرنسا والرد على مجلة "شارلي إبدو" بعد نشرها لرسم كاريكاتيري يسخر من المرشد الإيراني علي خامنئي.
ويبدو أن الرسوم الساخرة آلمت النظام وقياداته بشكل كبير بحيث دفع ذلك صحيفة "كيهان" التي تعد ممثلة للمرشد خامنئي في وسائل الإعلام الإيرانية، دفعها إلى المطالبة بإغلاق مضيق هرمز أمام السفن التجارية الأجنبية ردا على هذه الرسوم الساخرة من خامنئي.
كما ادعت "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري أن هذه الصور الساخرة من خامنئي جاءت تعبيرا عن غضب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد فشل مشروع الاحتجاجات في إيران، وفعلت مثل ذلك صحيفة "سياست روز" الأصولية وهاجمت المسؤولين الفرنسيين الذين يتحدثون عن حرية الرأي في وسائل إعلامهم.
وفي موضوع آخر، هاجمت الصحف الأصولية زعيم أهل السنة في إيران مولوي عبدالحميد، ونقلت تصريحات محمد جواد لاريجاني، المستشار الدولي السابق للمرشد علي خامنئي الذي اتهم مولوي عبدالحميد بتنفيذ سياسات الأعداء.
وكتبت صحيفة "سياست روز" في صفحتها الأولى حول الموضوع، وعنونت بالقول: "المسجد المكي في زاهدان هو مصداق لمسجد ضرار في صدر الإسلام"، وكتبت "جوان": "عبدالحميد ينفذ خطط الأعداء في مسجد ضرار".
وفي شأن آخر، انتقدت صحيفة "اعتماد" في عدد من مقالاتها وتقاريرها اليوم السبت قيام السلطات الأمنية في إيران باعتقال مراسل الصحيفة مهدي بيك أوغلي بعد أن أجرى مقابلات مع أسر وعوائل عدد من الأفراد المحكومين بالإعدام على خلفية الاحتجاجات الأخيرة.
وقالت الصحيفة: "لماذا اعتقلتم مهدي بيك أوغلي؟ ما الضرر في نشر المعلومات للرأي العام؟ لماذا لا ينبغي أن ينشر كلام والدة أحد المحكومين بالإعدام في الإعلام الداخلي؟ أليس لهم حق الكلام؟ أين يمكن لهذه الأم وأمثالها أن تطالب بحقها وحقوقها؟".
واقتصاديا تطرقت صحيفة "جهان صنعت" إلى الاتفاقية الأخيرة التي أبرمتها الصين مع حركة طالبان والتي تنص على خطة للتعاون الاقتصادي لمدة 25 عاما بين الجانبين الصيني والأفغاني، وقالت إنه وبعد انخراط روسيا في الحرب الأوكرانية كانت إيران تعول على الصين واستثماراتها لكن يبدو أن الصين قررت أن تتجه إلى أفغانستان بدل إيران، وقد ترى الصين أن مستقبل الأعمال الاقتصادية في ظل نظام حركة طالبان أكثر استقرارا من مستقبل الاقتصاد في إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": الدعوة إلى إغلاق مضيق هرمز ردا على كاريكاتير يسخر من خامنئي
أثار نشر مجلة "شارلي إبدو" لكاريكاتير يسخر من المرشد الإيراني علي خامنئي غضب صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد، ودعا مدير تحريرها، حسين شريعتمداري، اليوم السبت، إلى ضرورة اتخاذ موقف جاد وحازم للرد على هذا الكاريكاتير.
أما عن طبيعة الرد الذي اقترحه شريعتمداري فرأى أن إغلاق مضيق هرمز أمام السفن التجارية الخارجية هو أفضل قرار يمكن لإيران أن تقدم عليه للرد على السخرية من خامنئي. وقال إن هذه الورقة التي تمتلكها إيران هي أداة قوية ومن شأنها أن تجعل الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية تندم على أفعالها.
وقالت الصحيفة: "لو قمنا في أول مرة عندما تم التطاول علينا واستخدمنا أدواتنا القانونية وأغلقنا مضيق هرمز وصادرنا السفن تعويضا عن الخسائر لما تجرأ علينا الأعداء".
"هم ميهن": لا توجد إرادة جادة لدى النظام لتحديث نظام الحكم في البلاد
أشارت صحيفة"هم ميهن" إلى الحديث المتكرر لرئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف حول تحديث نظام الحكم في إيران. وقالت: "رغم ترحيبنا مبدئيا بهذه التصريحات إلا أننا غير متفائلين تجاهها"، مؤكدة أن تحديث نظام الحكم يتطلب وجود برلمان قوي وليس برلمانا ضعيفا ليس له أي دور محوري في سياسة البلاد كما هو الحال بالنسبة للبرلمان الحالي.
وأضافت الصحيفة أن أي حديث حول تحديث نظام الحكم يجب أن يقوم على إطار واضح وشفاف وأن يصف في الوهلة الأولى المشاكل الحالية ونقاط الضعف التي تعاني منها البلاد وأن ترسم خارطة طريق بأهداف قصيرة الأمد وأخرى بعيدة الأمد. وفي الأخير يقدم المقترح العملي للخروج من الوضع الراهن، مستبعدة أن يكون النظام الحالي يمتلك الإرادة الجادة لتحديث نظام الحكم.
وقال الناشط السياسي سعيد شريعتي في مقابلة مع الصحيفة: "يجب على رئيس البرلمان أن يحدد ما الذي يقصده بتحديث نظام الحكم؟ وهل يوجد هناك تعريف واضح للموضوع؟"، مؤكدا أنه ما دام الغموض يسود هذا الجانب من كلام المسؤولين الإيرانيين فلا معنى لتحديث نظام الحكم وإصلاحه.
"توسعه إيراني": عدم تشكيل لجنة تقصي حقائق لمعرفة ملابسات مجزرة زاهدان ومحاسبة المقصرين
في شأن آخر، يتعلق بالاحتجاجات وتداعياتها، انتقدت صحيفة "توسعه إيراني" تعلل النظام في محاسبة المسؤولين عن مجزرة زاهدان التي حدثت قبل 3 شهور، وقالت إنه وبالرغم من مرور كل هذا الوقت إلا أن النظام لم يشكل لجنة تقصي حقائق لمعرفة المقصرين ومحاسبتهم.
وأشارت الصحيفة إلى سرعة إجراءات النظام في حادثة ضريح شيراز، وكيف أن قيادات النظام الامنية والعسكرية والسياسية سارعت في رسائل التعزية وقامت بالإجراءات اللازمة، لكن بالنسبة لمجزرة زاهدان لم يتم اعتقال أي من المسببين ولم يتم كذلك تشكيل لجنة لاعتبار هؤلاء الضحايا في زاهدان شهداء، كما تم بالنسبة لضحايا حادثة شيراز.
وتساءلت الصحيفة بالقول: "بالرغم من الشبه بين الحادثين، حادثة شيراز وحادثة زاهدان، من حيث سقوط ضحايا مدنيين أبرياء وبينهم أطفال، إلا أننا نرى اختلافا في طريقة التعاطي مع الحادثتين ومحاسبة الجناة، هل كون ضحايا زاهدان سقطوا في يوم كانت المدينة تشهد فيه احتجاجات هو سبب حرمان هؤلاء من حقوقهم واعتبارهم شهداء؟".